حازم عوض
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
شهدت العاصمة دمشق، مؤخراً، شكلاً «غير حضاري» لبعض الحدائق العامة، مثل السبكي وحديقة أخرى بجانب قصر العدل على اوتستراد المزة، أتربة مكومة، وحفر ضخمة، وأشجار مكسرة، وأسوار مهدمة، وبقيت الحدائق على هذا الشكل حوالي العام أو أكثر، وهنا بدأت التكهنات عن السبب، وخفايا ما يحدث فيها، إلى أن تبين بأن القضية ليست بعيدة عن مشاكل خصخصة الأملاك العامة.
القضية أثيرت مراراً من قبل بعض المواطنين والمعنيين، آخرها كان في عام 2013، حينما كشف علي مرعي نقيب عمال النفط والثروة المعدنية بدمشق، أن فرع ريف دمشق لشركة محروقات، زود محطات متوقفة عن العمل، وبعضها خرج من الخدمة-لكونها في مناطق ساخنة- بعشرات الملايين من ليترات المازوت، حيث تخرج الصهاريج من فرع «الجنوبية» بإذن رسمي موقع من الإدارة بدمشق، إلى محطات متوقفة عن العمل في كل من «الغوطة، المليحة، زبدين، حزرما، النشابية، ميدعا، حران العواميد، مرج السلطان، داريا، السبينة، البويضة والحجيرة».
تقدم مجموعة من طلاب كلية التربية في جامعة الفرات بالحسكة، لـ«قاسيون» بجملة من الشكاوى، آملين أن يصل صوتهم إلى الجهات المسؤولة، وإدارة الجامعة «المنسية» التي قالوا أنها تصدر تصريحات عكس الواقع.
ربما يبدو الحديث عن طقوس العيد التقليدية، وأسعار اللحوم، وتكاليف ارتياد المطاعم والسهرات، في ظل المأساة الراهنة، نوعاً من الترف والفانتازيا، وقد يبدو استفزازاً لبعض السوريين ممن لا يستطع تأمين علبة دواء، أو حتى رغيف خبز، أو مأوى..
لم تعد تعنيهم الأسباب، بقدر ما يعنيهم الحصول على مياه للشرب وسط دمشق، كما وعدتهم الجهات الرسمية مراراً، فمنذ تشرين الثاني من العام الماضي، عندما حصل انقطاع طويل لمياه الشرب عن العاصمة، وعدت مؤسسة المياه بتفعيل خطة طوارئ، روجت لها على أنها فعالة وقادرة على إعادة المياه لمجاريها خلال 48 ساعة على أبعد تقدير، والقدرة على تخديم العاصمة مهما طالت مدة انقطاع مصدر المياه.
تفاجأت نسرين وهي أم لطفلة في الصف الأول الابتدائي، تدرس بإحدى مدارس ركن الدين، أن ترى القمل على خصلات شعر ابنتها في العام الماضي، بعد شهر من دوامها على مقاعد الدراسة، ولم تستطع أن تجيب على سؤال الطفلة ذات الست سنوات، وهي تسأل: شو يعني القمل يا ماما؟ من وين بيجي؟
«الحكومة لن تستطيع نزع فكرة السفر واللجوء إلى دولة أوروبية هرباً من الحرب، أو الوضع الاقتصادي المزري، ولو تمكنت من اتخاذ الاجراءات الادارية الكافية كلها لإغلاق هذا الطريق بوجه الشباب». بهذه الكلمات عبر ربيع «طالب جامعي» وهو في الـ22 من عمره، عندما طرحنا عليه سؤالاً حول مدى قدرة الحكومة على مواجهة الهجرة غير الشرعية للشباب السوري.
كل تلك العوامل تساهم في وضع العام الدراسي هذا العام تحديداً، أمام تحديات كبيرة قد تنتهي «بتسرب كبير لطلاب التعليم الإلزامي» نتيجة الضغوط الاقتصادية الكبيرة على المواطنين، وخاصة بعد ارتفاع الأسعار بنسب كبيرة جداً خلال العام الجاري.
زيادة ساعات التقنين، وعدم انتظامها، وتحقيقها لـ«رقم قياسي» مؤخراً، بحسب ما وصفه بعض المواطنين، بمعدل ساعتين أو ثلاثة «وصل» فقط خلال النهار، كان له آثاراً سلبية «كبيرة» و«خطيرة» على الجانب المعيشي للمواطن والجانب الاقتصادي بالنسبة لبعض الفعاليات التجارية وخاصة تلك المتعلقة بالمواد الغذاية،
اختارت وزارة التجارة الداخلية يوم الخميس قبل العطلة الأسبوعية، لإصدار قرار رفع سعر ليتر البنزين الواحد إلى 160 ليرة سورية، بدلاً من 150 بمقدار 10 ليرات، ما سبب صدمة للمواطنين، نتيجة استمرار الحكومة بنهج رفع الأسعار رغم حالة الغضب الشعبي من ذلك، وسوء الوضع الاقتصادي.