نور أبو فرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ثبت الآن، بعد انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، أن «جعجعة» مئات الصحفيين ووكالات الأنباء لم تعكس فروقاً جذريةً في طريقة التعاطي الإعلامي معه. لفهم الآلية التي هيأت بها القنوات الإعلامية المناخ العام للمؤتمر الدولي، لا يكفي الوقوف فقط عند الأخبار التي احتوت كلمة «جنيف» في متنها، بل يجب النظر لمنظومة الأخبار والصور التي ضخّها الإعلام بتواترٍ مكثفّ قبل وأثناء جنيف وحتى الآن.
قد يقف أي مشتغلٍ في الصحافة المكتوبة متأملاً الكم الصغير أو الكبير من الإنتاج المكتوب الذي أنجزه، يسأل نفسه: إلى أين أريد أن أصل؟ وهل هناك خط متصلٌ رقيق يصل بين مقالٍ وآخر؟ تزداد حدة هذه التساؤلات زمن الأزمات الحادة واللحظات الانعطافية، وتصبح أعصى على الإجابة
أنظر حولي إلى الأصدقاء، وجوهٌ شابةٌ تغضنّت قبل أوانها. أفكر كيف أن الحرب أفقدتنا صوت الضحكات العالية، وترف البحث عن الأرانب البيضاء في غيوم السماء، والمشي ساعات دون هدى، التذمّر من روتين الحياة وترقب «المجهول»
ربما يصعب تحديد اللحظة التاريخية التي تسللت فيها استعارة «الفسيفساء السورية» إلى الأحاديث اليومية للناس وكتابات الأدباء أو السياسيين للتعبير عن تنوع وتلون المجتمع السوري. فالمصطلح الذي بدا شديد الدقة في تصوير بنية المجتمع المتداخل والمتنوع لم يكن حكراً على تيارٍ سياسي دون آخر أو وسيلةٍ إعلامية واحدة، بل كان مصطلحاً مشتركاً تم التوافق عليه باعتباره وصفاً إيجابياً بنّاءً.
فليترك المشاهدون الجدّ جانباً، ليوقفوا التجّهم أمام شاشات التلفاز. ليحاولوا الانخراط في اللعبة: في البداية عليهم أن يتركوا التصنيفات المسبقة والحدود المصطنعة التي تفتت المضمون الذي يقدمه التلفاز، في هذه اللعبة، لا فرق بين نشرة الأخبار ومسلسلٍ درامي، لا تشكل الإعلانات والفواصل حداً بين برنامجٍ وآخر بل هو كلٌ متصلٍ ممتد.
منذ أن بدأ الحديث بصورة جدية عن اقتراب موعد جنيف، وبرزت التساؤلات حول الوفود وكيفية توزيع المقاعد، وما ستكون الأهداف والتوقعات من المؤتمر، حتى ارتفعت موجة من السخرية اللاذعة: حكمت عليه بالفشل قبل حدوثه وحولته موضوعاً للتهكم والضحك.
استمد العديد من السوريين، طيلة السنوات الثلاث الماضية مقاييسهم للخطأ والصواب، الخير والشر، وما «يصح ولا يصح» في السياسة، من وسائل الإعلام على مختلف اتجاهاتها (بوصفها لسان القوى السياسية والاقتصادية المالكة لها)، واستمعوا بصبرٍ إلى إرشادات وتوجيهات السياسيين الذين أعلنوا أنفسهم «أصدقاء» الشعب أو «حماته»
شغلت وسائل الإعلام الأسبوع الماضي حادثة «طريفة» شكلاً، نالت القدر الكبير من التحليل والسخرية. بدأت الحكاية حينما استخدمت شركة الاتصالات المصرية«فودافون» في أحد إعلاناتها الجديدة دمية «الأبلة فاهيتا» المشهورة «إعلامياً» في مصر، والتي يحظى برنامجها على اليوتيوب منذ 2011 بانتشار وجماهرية مرتفعة.
لماذا كان على ساندريلا أن تنزل الدرج مسرعةً وتضيع حذاءها، قبل أن ينتصف الليل عند الساعة الثانية عشرة، ألم تستطع الساحرة منحها المزيد من الوقت حتى الواحدة أو الثانية فجراً، كي تستمر في الرقص مع الأمير وتخرّب تتمة الحكاية؟
مع اقتراب الشهر الأخير في السنة من نهايته، تبدأ أعمال «الجرد» على كل الأصعدة، يخرج الجميع «آلاتهم الحاسبة» ويفتحون «الأرشيف» الضخم الذي جمعوه، يبدؤون بعمليات الجمع والطرح والقسمة والضرب، محصين الخسائر والمكاسب. كما لو أن تعاقب الفصول والدورة اللانهائية لليل والنهار