من الأرشيف العمالي
السؤال الأهم هو: ما العمل في هذا الظرف الدقيق والخطير لتجنيب اقتصادنا الوطني الآثار الضارة لهذه الأزمة، أو على الأقل التخفيف قدر الإمكان منها ومن تأثيراتها على مستوى معيشة الجماهير الشعبية الواسعة؟
السؤال الأهم هو: ما العمل في هذا الظرف الدقيق والخطير لتجنيب اقتصادنا الوطني الآثار الضارة لهذه الأزمة، أو على الأقل التخفيف قدر الإمكان منها ومن تأثيراتها على مستوى معيشة الجماهير الشعبية الواسعة؟
أبدأ هذه الزاوية بتحية عطرة أهديها إلى رفيق قديم من الرفاق الذين يصح أن يطلق عليهم لقب «الذهب العتيق» وأحيي فيه همته وحيويته، وقد تجاوز الثمانين من عمره، ولم يسأم تكاليف الحياة، بل مازال مواظباً على متابعة تثقيف نفسه بالقراءة والاطلاع، كما يحاول صادقاً مساعدة رفاقه بتقوية ثقافتهم التي يعتبرها سلاحهم الماضي في فهم واستيعاب الأوضاع المعاشة، ليكون أداؤهم أجدى في الصراع الدائر
أولاً.. أعتز بالمدافعين عن القطاع العام، ونحن نعرف – جميعاً – أن القطاع العام هو الأساس، وأن هناك مؤامرة كبيرة على هذا القطاع. بالنسبة لموضوع الاتحاد العام لنقابات العمال وخاصة اتحاد دمشق فهم حريصون كل الحرص على القطاع العام، ومدافعون عن جميع المؤسسات العامة.
يسعدني ككل مجتهد أن يحظى اجتهاده بتقويم صريح وجدي، وتزداد سعادته إن اقترن ذلك باستحسان وتقدير، وفي كلتا الحالتين يؤدي التقويم دوره الواضح في إغناء الاجتهاد وتطويره إلى الأفضل والأصح، بما يحمله من نقد وملاحظات وتصويبات وإضافات وبصورة أساسية في الموضوعات التي تهم غالبية أبناء الشعب وتمس حياتهم ووجودهم، كالأحداث الدامية التي تعصف بالوطن.
في خطوة أثارت العديد من التساؤلات والتكهنات حول مصير القطاع العام، واتجاهات الإصلاح ومساراته في سورية، أقدمت الحكومة مؤخراً على طرح شركات الأسمنت العامة التي تبلغ أرباحها السنوية ملياراً وخمسمائة مليون ليرة ورية للاستثمار الأجنبي بدعوى تأهيلها وزيادة إنتاجيتها على حد زعم وزير الصناعة الذي قال: «بأن هذه الخطوة جاءت كي تتمكن شركات الأسمنت من سد حاجة السوق من مادة الأسمنت التي تقدر بسبعة ملايين طن في حين أن الإنتاج الحالي هو بحدود خمسة ملايين طن»
دفعتني – منذ شببت- مشاعر التقدير والإعجاب والاحترام لمن يستحقونها، سيّان إن كانوا رفاقا أو كن رفيقات، إلى رصد واقع الأفعال، وبالأصح واقع النضال على شتى الأصعدة السياسية والحزبية والجماهيرية، مما أغنى ذاكرتي برصيد هام ووافر من الأخبار والمعلومات والمشاهد والشواهد على نجاحهم في أداء أدوارهم المشرفة في صفوف الرفاق وبين الجماهير المحيطة بالحزب وجماهير الشعب بشكل عام
منذ عدة سنوات تدور نقاشات واسعة وتتالى تصريحات مختلفة عن تكاليف دعم الأسعار والخدمات التي تقدمها الحكومة والعبء الكبير الذي يقع على كاهل الخزينة نتيجة هذا الدعم، ولاسيما على بعض المواد الهامة كالمازوت والسكر والرز والخبز وغيرها من المواد الأساسية.
سأبدأ الزاوية اليوم أيضاً بقول لمحمود أمين العالم أحد أشهر رواد الفكر والفلسفة في أواسط القرن الماضي، والقول هو: «ستخرج الفلسفة إلى الشوارع والأسواق والمهرجانات، وستكون الحديث اليومي للناس، ولن يكون سقراط بدعاً في التاريخ البشري، وإنما ستمتلئ أسواق المستقبل بأمثاله وبمن يفوقونه قدرة وكفاءة وعبقرية».
سبقت ارتفاعات أسعار المواد الضرورية للاستهلاك الشعبي والتي تراوحت بين 10و30 % خلال الأسبوعين الأخيرين، حجم الانخفاض الذي حدث في الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية التي تخلت بدورها عن حوالي 10% من قيمتها الأولية قبل بدء الهجوم عليها
أعادني قول أحفظه لمحمود أمين العالم «إن رجل الشارع لن يكون هذا الحطام الآدمي الذي خلفته المجتمعات الاستغلالية، وإنما سيكون ابن العلم والثورة والحضارة والرخاء»، أعادني إلى عام 1948 حين كنت طالباً في الصف الرابع، وتذكرت حادثة بقيت «عالقة» بخيالي، فمع انتهاء الدوام المدرسي انطلقنا مسرعين نحو بيوتنا، وفي الطريق