محمد علي طه

محمد علي طه

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

من الذاكرة: كانوا... وما زالوا

لا شك أن المتابع لمجريات أحداث النضال الوطني والطبقي الذي خاضته جماهير شعبنا منذ معركة ميسلون المجيدة ضد الاحتلال الفرنسي وضد الحكام الديكتاتوريين، سيرى بكل الوضوح حقائق تجسدت على أرض الوطن تضحيةً وبذلاً وفداء،سجلها الوطنيون بجهودهم ودمائهم مشاعل نور ونار لتكون تاريخاً مشرفاً يزهو به المواطنون والوطن، وقد كان الشيوعيون وما زالوا جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من القوى الوطنية المناضلة في شتى الظروف والمواقع لخير الشعب والوطن ولهذا عانوا وقاسوا الكثير في نضالهم الشجاع ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية والاستغلال والتسلط ..ومن الأمثلة المشرفة الحية نضالهم من أجل إنجاح أول وحدة عربية في أواخر خمسينيات القرن الماضي،تلك الوحدة التي أرادوها أن تكون قوية عزيزة توفر لشعبنا حياة أكثر ديموقراطية، ومستوى عيش أفضل.

 

أيها الشجعان!

ميدان التدريس حافل بما لا يعد ولا يحصى من المواقف الوجدانية والفكرية، والعلاقات والأحداث المتنوعة المتباينة، لكن عمودها الفقري يبقى متمثلاً ومتجسداً بالصلات الحميمة بين مدرس يعطي ما في قلبه وذهنه، وبكل شرف المهنة الجليلة، وبين طلاب يتلقون هذاالعطاء علماً وثقافة وسلوكاً وتربية تكون زاداً لهم في سعيهم نحو مستقبل يحلمون أن يكون سعيداً ومشرفاًوعن هذا العطاء قال الشاعر:

«شم كفك!»

قبل خمسين عاماً علمت في بعض مدارس دمشق الابتدائية، ومنها مدرسة محي الدين العربي في حي ركن الدين، ومدرسة ابن عساكر في حارة السمانة خلف مقبرة الدحداح «الحارة التي كان يطلق عليها اسم الحارة التي ضيع فيها القرد ابنه» لكثرة دروبها الصغيرة المتداخلة، ومدرسة جعفر بن أبي طالب في حي المزة جبل وكعادتي في كل المدارس التي علمت أو درست فيها كانت علاقتي وصحبتي مع العاملين فيها من البوابين والأذنة في منتهى الجودة والطيبة، ومع الجهاز الإداري والتعليمي وفق قاعدة المعاملة بالمثل! ومن ذكريات تلك الأيام الخوالي واقعتان ترتبطان بي شخصياً:

من الذاكرة: تشكيلة!

تظل الذاكرة مخزن الأحداث والوقائع تتفاوت في تأثيرها وصداها حين تستعاد، ففيها الكثير مما يفرح ويسر، وكذلك فيها ما يحزن ويؤلم، ولكنها في كلتا الحالتين بعضاً من حياتنا وقصة عمرنا طال أم قصرومن فيض هذه الذاكرةأسترجع ذكرى مرحلة من طفولتي التي امتدت من سنتين قبل دخول المدرسة إلى نهاية مرحلة التعليم الابتدائي والتي ارتبطت وبشكل وثيق مع عمل والدي حينها، «وبصفتي» أكبر أبنائه الذكور، كان يصحبني معه إلى حيث يعمل،وطبعاً كان اصطحابه لي في سنوات التعليم يقتصر على العطلات الصيفية، وتعود تلك الذكريات إلى أربعينيات القرن الماضي، فقد كان الوالد يعمل سائقاً في كراج «الخرفان» للسفر إلى المحافظات الكائن في مدخل «البحصة»المتفرعة عن ساحة المرجة إلى جانبة سينما أمية وساحة المرجة «ساحة الشهداء» ستكون «الساحة» الأساسية لزاوية هذا العدد.. إنها المركز الرئيسي لمدينة دمشق في ذلك الوقت، ولها في الخاطر والقلب مكانتها فهي ألق لايعرف الأفول، وقد أجادت الأغنية الشعبية الشامية في وصفها:

من الذاكرة: سلام على مثقل بالحديد

قالوا ونقول لا خلاص من الاستعباد إلا بمقاومة الاستبداد ومقارعة الطغيان، فالمستبد عدو الحق.. عدو الحرية وقاتلهما والاستبداد أصل لكل فساد. وفي عص الظلمة التي تمر بالأمم آناً بعد آن، يعمد الباطشون إلى تقييد حرية القول والكتابة، فمن إرهاق إلى سجن. إلى نفي وتشريد..

 

من الذاكرة: فتّش.. يفتّش.. تفتيشاً

كلما عدت بالذاكرة إلى تاريخ حزبنا الذي عشت في ميدانه ومازلت قرابة ستين عاماً، وقفت بكل الاعتزاز والاحترام أمام هذا الصرح المجيد الذي أشادته السواعد الكادحة الوطنية ــ لبنة لبنة ــ ونسجت الأفكار العلمية لحمته، فجابه الرياح العاتية والهجمات الضارية...

البوابة والمعبر

لا شك أن المعركة التي يخوضها شعبنا ضد أعدائه هي حقيقة تفرضها طبيعة الصراع الإنساني ضد الظلم والقهر والاستغلال والاحتلال...

واثق الخطوة..

ثمة أمر هام وأساسي يتصدر الأحاديث الحارة والحوار الدائر بين المواطنين في كل مكان وموقعيتناولونه بكل جدية وغيرية وإخلاص وصدق انتماء لوطن سكن قلوب قلوبنا، وشعب نتشرف بالانتساب له وإليههذا الأمر اللافت الأبرز يتجلى في أن حب الوطنوالاستعداد المشرف للدفاع عن كل ذرة من ثراه الطاهر بالروح والدم، بالغالي والنفيس، يتجسد في تبني الموقف الوطني لسورية في وجه الأعداء الصهاينة وحماتهم أمام ووراء المحيط، وفي خاصرة بلادنا الغالية.

شر البلية...

كثير من أعضاء (مجلس الشعب) أتحفونا ويتحفوننا يومياً بإطلالات غير موفقة وأحاديث مسبقة الصنع وتنظيرات ما أنزل الله بها من سلطان، وحضور خالي الوفاض بعيد بعد الأرض عن السماء عن مقاربة مجريات الأحداث، في محاولات فاشلة لخلط الأوراق وتعكير المياه.