البوابة والمعبر

لا شك أن المعركة التي يخوضها شعبنا ضد أعدائه هي حقيقة تفرضها طبيعة الصراع الإنساني ضد الظلم والقهر والاستغلال والاحتلال...

ولا جدال في أن الوسيلة الضرورية لتحقيق الانتصار هي في السلاح القادر على إنجاز الانتصار، وإتقان استخدام هذا السلاح شرط أساسي لا يقل أهمية عن السلاح ذاته، لذلك يسعى المخلصون الحريصون على وطنهم ــ حرصهم على أنفسهم ــ إلى توفير المطلوب ورعايته..

وقد عبرت عن كل ذلك الوثائق والأدبيات والندوات والنشاطات التي قامت بها اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وكانت صحيفة قاسيون ومنذ سنوات عديدة المنبر الذي أوصلها إلى جماهير واسعة من أبناء شعبنا، ولم تقصر في التنبيه وبكل الصراحة والوضوح إلى أن إدراك هذه الحقيقة الناصعة قبل فوات الأوان يكتسب أهميته القصوى، فهو الهاجس الوطني الأول. وحذرت من أن بوابة العبور أمام أعدائنا إلى داخل الوطن لن تكون ذات قيمة وجدوى إلا إذا توفر لها المعبر الملائم والمتجسد في بؤر التوتر السياسية والاجتماعية التي يجب ردمها وإنهاؤها.

وشعبنا يعي أن صانعي هذه البؤر واللاهثين من أجل تفجيرها هم الطفيليون ــ بمن يحميهم، ومن يسير في ركابهم ــ الناهبون جهد وعرق الجماهير ولقمة عيش المواطنين، السارقون خيرات الوطن وثرواته، وهم المسؤولون عن هدر كرامة الوطن والمواطن، وعن التآمر الساعي إلى فل إرادة الشعب وإضعاف صمود الوطن في مجابهة كل أعداء الخارج والداخل... وهذا يدعونا إلى القول وبمنتهى الصدق والإخلاص للشعب والوطن: إن التلكؤ أو التغاضي عن حسم الأمر في إطفاء فتيل بؤر التوتر سيفاقم من أخطارها المميتة، وسيزيد صعوبة مجابهتها، ويضيق إمكانية وفرصة حسمها ودرء تفجرها القاتل. لهذا فإن ملاقاة استحقاقها يستوجب الإسراع في ردم هذه البؤر الفتاكة، وبالشكل والأدوات الصحيحة والمناسبة. أي بالمعالجة السياسية والاجتماعية والديمقراطية الواعية. والرهان هنا الآن... وعند ذلك فقط لن يكون لأية بوابة عبور معبر إلى داخل الوطن.