عبادة بوظو
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
باستثناء البث التلفزيوني السوري المباشر، الذي لا يسمح بطبيعته بإجراء عملية اجتزاء وانتقاء في التصريحات، (أي تكوين موقف)، لم تغط مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية للمؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين بشار الأسد وهوغو شافيز في دمشق خلال زيارة الأخير إليها،
الشاعر.. الرسام.. المصمم.. المصور.. المحرر.. الصحفي.. المحلل السياسي.. الكادر الحزبي والشبابي.. العاشق.. المبدع.. المتمرد.. صفات وإمكانيات اجتمعت كلها لتصنع من أبي بحر، الشيوعي الإنسان المكافح.
لدواع دبلوماسية على الأرجح اعتمد الرئيس بشار الأسد اللباقة في التعبير عن استياء السوريين الذين علموا بتفاعلات سلوك الحكومة العراقية «الوقح» على خلفية تفجيرات واحد من أيام «أربعاء الرماد» المتكررة في بغداد (19/8) عندما قال «إن اتهام سورية بقتل عراقيين وهي تحتضن 1.2 مليون منهم هو أمر لا أخلاقي».. موضحاً أنه «اتهام سياسي يفتقر للأدلة القانونية» وذلك في وقت تؤكد فيه الحكومة العراقية ذاتها أن الأمر لايزال قيد التحقيق..
ليس من قبيل المصادفة بالمطلق أن إعادة تسليط الأضواء إعلامياً على الطور الجديد من الأزمة الرأسمالية العالمية- الأمريكية الدولارية الإئتمانية تحديداً- تزامن مع تبلور جوقة جديدة من التحريض والاستعداء الخارجي ضد سورية: تصعيد «الحزم» التركي، قرارات وبيانات مجلس الأمن، مجلس حقوق الإنسان، محكمة العدل الدولية، مجلس التعاون الخليجي، سحب عدد من السفراء للتشاور، المحكمة الخاصة بلبنان، الوكالة الدولية للطاقة الذرية و«ملف سورية النووي»، الخ...
«الشعوب زهقت من العنف».. بهذه العبارة ومن واشنطن أمام «مضيفه» باراك أوباما، أدلى حسني مبارك بدلوه في محاولات «سلق» القضية، والسعي، حسب دعوته للمحتلين الإسرائيليين، لحلها «نهائياً.. وبعيداً عن الحلول المؤقتة»، معرباً «باسم العرب» عن «استعدادهم للسلام في حال تقدم المسار الفلسطيني- الإسرائيلي»..!
ثمة أسئلة مستقاة من المحاكمات المنطقية والتجارب التاريخية تطرح نفسها على المشهد السوري بقوة مع قرب إنهاء الاحتجاجات والاضطرابات في سورية شهرها الخامس:
أعاد البيت الأبيض الأمريكي تأكيده على ما يسميه عقيدة الضربة الأولى من خلال وثيقة إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي أصدرها مؤخراً في 47 صفحة وأكد حتى بعض المراقبين الأمريكيين أن الغرض الوحيد الظاهر من هذه الوثيقة هو توجيه المزيد من التهديدات لإيران.
تأتي احتفالات الناس بعيد رأس السنة عادة وقفة مختلقة ومقتطعة من زمن مستمر بحثاً عن فسحة ما للفرح وتقويم للعام الفائت ووضع خطط زاهية وأحلام وردية للعام اللاحق.
العيد في منطقتنا لهذا العام كان مزدوجاً برأس السنة وعيد الأضحى، غير أن الإدارة الأمريكية اختارت «الهدية» بعد أن حضرت لها بعناية وتأن: رأس صدام وتقديمه أضحية وتحويله إلى «شهيد» وهو الديكتاتور السفاح، محولة العيد إلى نكد يستفز بالغالب حتى مشاعر خصومه، ويزج بالقضية في إطار الأطروحة الأمريكية المسماة بصراع الحضارات وما تتضمنه وتطمح له من تناحر بين الأديان والمذاهب والأعراق والعشائر والعودة تفتيتياً إلى مكونات ما قبل الدولة الوطنية حتى ضمن البلد الواحد...
يتجه المشهد في لبنان نحو المزيد من الانفجار مجهول العواقب والنتائج لناحية ما يسمى هناك عادة: السلم الأهلي.
لا تزال حالة الاحتقان السياسي سيدة الموقف على الساحة اللبنانية التي تشكل مسرحاً آخر من مسارح الصراع مع المشروع الإمبريالي الأمريكي الصهيوني بأدواته وأزلامه وثنائياته الوهمية. فإلى أين تتجه الأمور حالياً في لبنان؟ وما حقيقة وحجم تسليح جماعات جعجع وجنبلاط والحريري؟ وماذا عن معزوفة التدخل السوري؟ وما دور الأداء الاقتصادي الاجتماعي لحكومة السنيورة وباريس 3 فيما يجري؟ وماذا عن قوات اليونيفيل ووضع المقاومة الوطنية اللبنانية؟ وما هي المخارج من حالة الاستعصاء القائمة وارتباطها بأوضاع المنطقة؟
هذه الأسئلة وغيرها حملناها هاتفياً إلى لبنان لأن «أهل مكة أدرى بشعابها»، وكانت هذه الحوارات التي نعيد إخراجها حسب محاورها مع ضيوفنا الذين حال ضيق وقتهم في منحنا أوقاتاً متساوية فيما بينهم جميعاً دون أن يؤثر ذلك بالطبع على قيمة المعلومات والمواقف التي قدموها، وهم حسب الأحرف الأبجدية: الدكتور علي فياض رئيس مركز الدراسات والأبحاث في حزب الله، والأستاذ غالب أبو مصلح الباحث الاقتصادي من جبل لبنان، والأستاذ ميخائيل عوض الكاتب والمحلل السياسي من بيروت. حاورهم عبادة بوظو.