معاوية في جنيف!
أول ما حضر في الذهن، وأنا أستمع إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال الأسبوعين الفائتين، هو منطوق فلسفة معاوية المعروفة في التراث السلطوي العربي (بيني وبين الناس شعرة إذا شدوها أرخيتها، وإذا أرخوها شددتها).
أول ما حضر في الذهن، وأنا أستمع إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال الأسبوعين الفائتين، هو منطوق فلسفة معاوية المعروفة في التراث السلطوي العربي (بيني وبين الناس شعرة إذا شدوها أرخيتها، وإذا أرخوها شددتها).
لم يفعل يوسف العظمة ما فعله، كي يجوع السوريون ويُقتلوا، أو يتناهب لصوص النظام ثروات البلاد بعد مئة عام، أو يرتزق لصوص الائتلاف على دماء السوريين، وعذاباتهم... يوسف العظمة كان يريد شيئاً آخر، لا يفقهه ليبراليو الغفلة ممن يحنّون إلى الاستعمار، و(وطنيو الشعارات والخطب) ممن يتاجرون بإرث الرجل... فالعظمة لم يتخلَّ عن مكاسبه وامتيازاته في الجيش العثماني، وينخرط في المشاركة ببناء الدولة السورية الحديثة، كي يُذعن الملك فيصل لإنذار غورو، وعندما أذعن الملك العتيد (فيصل) افترق العظمة عنه، بعد أن ترك ابنته الوحيدة أمانة لدى الأصدقاء، وأكمل رسالته حتى استشهد، دون أن يُعرف– حتى الآن– مكان جثمانه.. بالمناسبة، الضريح الموجود في ميسلون هو ضريح رمزي لا جثمان فيه.
على خلفية التعقيد العالي في التراجيديا السورية، وتشابك القضايا توطّنت في سورية ظاهرة قديمة تتجدد وتتوسع باستمرار، يمكن تسميتها بظاهرة التأفف من كل شيء والشك بكل شيء، والحكم السلبي المسبق على أي شيء، بما في ذلك أي جديد...
تحولت قاسيون من نشرة حزبية محلية لها وظيفة محددة، إلى صحيفة لها مهام مستجدة تفرضها ضرورات الواقع الموضوعي، ضرورات حزبية من جهة استعادة الدور الوظيفي، وسياسية: سورية ودولية من جهة أخرى، تفرضها الرؤية السياسية الوليدة. ومع هذا التحول كانت الصحيفة أمام أكثر من تحدٍ مهنياً وسياسياً، شكلاً ومحتوى، لغة بصرية ولغة كتابة، في ظل سوق إعلامية مترامية الأطراف تستمد سطوتها وجبروتها من ثنائي المال السياسي والسلطة، تبث ما تيسّر لها من بروباغندا.
شهدت العديد من مناطق الشمال الشرقي في البلاد وخاصة تخوم منطقة عين عيسى منذ أيام تصعيداً عسكرياً بين (قوات سورية الديمقراطية) من جهة، والجماعات العسكرية المدعومة تركياً من جهة أخرى. وكانت قد سبقت ذلك تهديدات من جهات تركية رسمية باجتياح المنطقة، ضمن مسلسل تركي قائم على قضم المزيد من الأراضي السورية بذريعة هيمنة قسد على تلك المناطق، والخطر المزعوم الذي تشكله على الأمن القومي التركي.
نشر الأستاذ ألدار خليل، أحد أبرز قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي، وتيار الإدارة الذاتية، مقالاً تحت عنوان (من الذي يقسم سوريا؟!) يوم 11 من الجاري في موقع روناهي، يناقش فيه طبيعة الدور الروسي في الأزمة السورية، من خلال الرد على تصريحات لوزير الخارجية الروسية تحذر من الدور الأمريكي في سورية عموماً، وفي شمالها الشرقي على وجه الخصوص، منبهة أنه يسعى إلى تفكيك سورية.
يعد توقيع مذكرة التفاهم بين مجلس سورية الديمقراطية، وحزب الإرادة الشعبية اختراقاً نوعياً في مسار الأزمة السورية باتجاه تأمين الحامل المادي السوري للحل السياسي... فإذا كان الحامل الدولي للحل متوفراً بحكم التوازن الدولي الجديد ومخرجاته، وخصوصاً القرار 2254، وإذا كانت عملية التراكم التي حدثت منذ إصدار هذا القرار لجهة تشكيل هياكل الحل الأساسية أو الداعمة، خطوات هامة (هيئة التفاوض– اللجنة الدستورية...) في سياق انطلاق الحل السياسي، فإن عدم جدية القوى السياسية السورية في طرفي النظام والمعارضة خلال السنوات الماضية وقف عائقاً أمام الاستثمار الأمثل لهذا التوازن لصالح الشعب السوري وإنهاء الكارثة الإنسانية، التي ألمّت به على مدى السنوات العشر الماضية.
نعتقد أن ذكرى معركة ميسلون، والرمز الذي اقترنت هذه المعركة باسمه (يوسف العظمة)، تحمل الكثير من الرسائل والمعاني والدلالات، التي من المفيد اكتشافها وتثبيتها كما هي، ضمن شرطها التاريخي، بعيداً عنا تحت هذه العباءة، وممارسة (الموبقات الوطنية) من فساد وقمع، وبعيداً عن فذلكة صبيان اللبرلة عبر السخرية منها ومحاولة تشويهها، وتقزيمها، وفي هذا السياق سنحاول الإشارة إلى عدة قضايا:
تحاول القوى المهيمنة في شمال شرقي البلاد، ومنذ بداية الأزمة البحث عن شرعية التمثيل الأحادي لتلك المناطق. اعتمدت هذه التجربة على بنى متنوعة، ما بين عسكرية ومدنية، ومرت بمحطات عديدة، واستخدمت تسميات ذات دلالات مختلفة: إدارة ذاتية– فيدرالية- روج آفا- وحدات حماية الشعب– قوات سورية الديمقراطية... آخر ما طرح في هذا السياق، مفهوم ملتبس، وحمّال أوجه، وهو (اللامركزية الديمقراطية).
بدأ الجدل يدور في الوسط السياسي والإعلامي الكردي حول تحليل الوضع الكردي الراهن، وآفاقه، بعد سلسلة الإخفاقات المتتالية في المشروع القومي الكردي، منذ نهاية 2017 «نتائج الاستفتاء في إقليم كردستان العراق_ تراجع فعالية حزب الشعوب الديمقراطي في كردستان تركيا_ الاحتلال التركي لعفرين» وغيرها من الوقائع التي تشكل بمجموعها مؤشراً ملموساً على انخفاض الوزن النوعي للقضية الكردية، على عكس ما كان عليه الأمر خلال العقدين السابقين.