يجب بذل كل ما يلزم لمنع الحرب في عين عيسى

يجب بذل كل ما يلزم لمنع الحرب في عين عيسى

شهدت العديد من مناطق الشمال الشرقي في البلاد وخاصة تخوم منطقة عين عيسى منذ أيام تصعيداً عسكرياً بين (قوات سورية الديمقراطية) من جهة، والجماعات العسكرية المدعومة تركياً من جهة أخرى. وكانت قد سبقت ذلك تهديدات من جهات تركية رسمية باجتياح المنطقة، ضمن مسلسل تركي قائم على قضم المزيد من الأراضي السورية بذريعة هيمنة قسد على تلك المناطق، والخطر المزعوم الذي تشكله على الأمن القومي التركي.

إن احتلالاً تركياً مباشراً أو غير مباشر من خلال الجماعات المسلحة التي تعمل بإمرتها لهذه المنطقة، عدا عن كونه عملاً مداناً ومرفوضاً بجميع الاعتبارات، يضيف خطراً جديداً على وحدة البلاد إذ سيؤدي في حال تمّ إلى  فرض المزيد من العزلة على محافظة الحسكة بما تشكله من بنية سكّانية، وتقطع التواصل بينها وبين باقي مناطق البلاد، من خلال السيطرة على الطريق الدولي m4. خصوصاً في ظل التكتيكات الأمريكية المتوقعة فيما يتعلق بدير الزور والرقة.

أمام خطورة المشهد القائم، واحتمال وقوع كارثة إنسانية جديدة ونزوح الآلاف، وتوسع رقعة الأراضي السورية المحتلة، وتعاظم الخطر الكامن على وحدة البلاد،  فإن المطلوب من الأطراف المختلفة أي (قوات سورية الديمقراطية) كقوة مهيمنة على تلك المنطقة، والنظام بما يمثل بموجب القانون الدولي، هو الإسراع في التفاهم والتنسيق وايجاد واقع جديد فيما يتعلق بخريطة توزع القوى العسكرية بغية إسقاط كل الذرائع التركية، وأولى ضرورات ذلك تموضع الجيش السوري في عموم المنطقة الحدودية، من خلال تسوية مؤقتة، وعبر تفاهمات سورية بينية بعيداً عن الابتزاز، واستفزاز أي طرف للطرف الآخر. وبعبارة أوضح، الكف عن:

- أوهام فرض الأمر الواقع من جهة البعض في الإدارة الذاتية، من طرف واحد، أو استمرار الأوهام فيما يتعلق بالإدارة الأمريكية الجديدة، كما يُفهم من تصريحات بعض مسؤوليها.

- أو سعي النظام المستمر لإعادة الأمور إلى ما قبل  2011 والتعاطي مع الموقف على أنه مجرد مشكلة أمنية، والتعاطي مع المشهد بمنطق استعلائي واستفزازي.

إن الوضع القائم هناك بكل تناقضاته، هو امتداد للوضع العام الذي تكوّن في البلاد خلال سنوات الأزمة، وحله النهائي يتوقف على الحل العام وفق القرار 2254 وبالتفاهم والتوافق بين السوريين عموماً، كطريق واحد وحيد للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتحرير المحتل منها من جهة، ومن جهة أخرى بحث جميع القضايا على طاولة التفاوض والحوار، بما فيها تجربة الإدارة الذاتية.

إن الإسراع بتسوية من هذا النوع يعتبر ضرورة وطنية سورية أولاً، وضرورة من جهة المصالح المباشرة لأبناء الشمال السوري بكل مكوناتهم، من أجل أمنهم واستقراراهم وبقائهم على أرضهم والحفاظ على ممتلكاتهم، وعدم تكرار ما جرى في كل من رأس العين وتل أبيض وعفرين سابقاً، ويشكل دعماً واقعياً للقوى التي قدمت وتقدم تضحيات كبيرة في مواجهة الاحتلال التركي وأتباعه.

(النسخة الإنكليزية)

آخر تعديل على الثلاثاء, 22 كانون1/ديسمبر 2020 00:45