نداء الفضاء السياسي الجديد

نداء الفضاء السياسي الجديد

تحولت قاسيون من نشرة حزبية محلية لها وظيفة محددة، إلى صحيفة لها مهام مستجدة تفرضها ضرورات الواقع الموضوعي، ضرورات حزبية من جهة استعادة الدور الوظيفي، وسياسية: سورية ودولية من جهة أخرى، تفرضها الرؤية السياسية الوليدة. ومع هذا التحول كانت الصحيفة أمام أكثر من تحدٍ مهنياً وسياسياً، شكلاً ومحتوى، لغة بصرية ولغة كتابة، في ظل سوق إعلامية مترامية الأطراف تستمد سطوتها وجبروتها من ثنائي المال السياسي والسلطة، تبث ما تيسّر لها من بروباغندا.

المحرر في قاسيون كفرد من أوركسترا، يجب أن يعزف على آلته بكل حب ومهارة، ويتماهى مع النغم، وينطلق في فضاءات الإبداع، دون أن ينسى إشارات المايسترو (الرؤية السياسية) والإيقاع المناسب للخطاب المكمّل للممارسة، في اللحظة الملموسة، وفي عالم شديد التنوع، ومتسارع الإيقاعات، في حقل ألغام الاستقطابات السياسية المشوهة... 

ضمن هذه الجدلية أو الجدليات إذا صح التعبير، تجري طقوس العمل اليومي في قاسيون بدءاً من الاجتماع التقييمي للعدد المنجز، ووضع خطة العدد الجديد، وكتابة مواد الأقسام المختلفة، وضبط العناوين، واختيار الصور، والإخراج...

ليس عبثاً أن يأتيك محررون/ رات يلحّون على العمل في صحيفة لا تشبه السائد في عالم الصحافة، من جهة الخطاب السياسي، ورغم قلة المردود المادي للاستكتابات، وعندما تدقق في خلفية هذا الإصرار يأتيك الجواب... (قاسيون مدرسة يا أستاذ)، أو (خلي الشغل ع جنب أنا أجد نفسي في قاسيون).. كم من الأسماء تعلمت في مدرسة قاسيون؟

سلاماً لكل يد خطت حرفاً في صحيفة حاولت أن تكون منبر ملح الأرض- فقراء سورية ومنتجوها وعقولها- منذ الرّول وورق الحرير، وإلى عصر الصحافة الرقمية... وسعت أن تكون نداء الضمير الجمعي السوري المغيّب في ظل الحرب، وتظل تعزف سيمفونية الحل السياسي حتى يكون، وأن تكون الحامل الإعلامي والدعائي للفضاء السياسي الجديد...

سلاماً محمد علي طه، وعادل الملا.. سلاماً كمال مراد، وجهاد أسعد محمد.. سلاماً رفاق الطريق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1000