عصام حوج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ينطوي المشهد الراهن على درجة عالية من التداخل والتشويش بعضه انعكاس لتناقضات الواقع، وهي سمات ملازمة لأزمات بهذا العمق، حيث يتداخل المحلي بالإقليمي بالدولي وبعضه «تشويش» مصنّع بقوة الماكينة الإعلامية، بعد ما أضاف دجالو الإعلام من نفاق وتبرير وذرائعية بحيث يبدو وكأن الباب مغلق نهائياً على أي حل،
العالم الروحي للإنسان بما يعنيه من ثقافة بفروعها المختلفة ومنها منظومة العادات والقيم والتقاليد وضمناً أشكال التواصل مع الآخر برباط الأمومة، أو الزواج والحب والصداقة والذكريات والتي تشكل جزءاً من كينونته، تتعرض في ظل الأزمة الراهنة إلى تدمير لا يقل فظاعة عما يتعرض له العالم المادي..
حالة العجز والانقسام والتناثر الذي تشهدها البنى السياسية السورية التقليدية بمختلف مواقعها على وقع الزلزال الحالي وما قبله طالت وتطول الوسط الثقافي والمؤسسات الثقافية أيضاً،
المقصود بالموقف اليومي هو ذلك الموقف الذي يتحدد من حدث ما، أو إحدى جوانبه وانعطافاته، حسب آخر نشرة أخبار استمع إليها صاحب هذا الموقف، أو يأتي كرد فعل انفعالي مباشر على واقعة هنا أو هناك، من جانب هذه الجهة أو تلك.
تستوقف المتابع للحدث السوري ظاهرة جديدة على «حيطان» العالم الافتراضي، وفي بعض وسائل الإعلام الأخرى الرسمية، وشبه الرسمية منها خصوصاً، تعزو الأزمة التي نمر بها إلى الجانب الأخلاقي، وتتم الإشارة في هذا السياق إلى دور الأسرة والمؤسسات التربوية..
أن نعيد قراءة التاريخ حتى نتبرأ من وحشيته ونطهره من رجس «ثقافة» الدم شيء، وأن نبقى أسرى التاريخ ومساراته ليتحكم بنا شيء آخر.
لم تقف يوماً محاولات الاختراق الثقافي، وتطويع «الرموز» السياسية والثقافية والفنية من طرف «مؤسسات» تأخذ تسميات متعددة، ولكنها في الحقيقة تعتبر واجهة لدول وأجهزة استخبارات عالمية، تأخذ محاولات التطويع هذه أدوات وأساليب متعددة، قد تبدو شكلية وعادية في البداية، لكنها تكون ضمن استراتيجية متكاملة تعتمد سياسة الخطوة – خطوة لما يشكله الموقف من الاختراق الغربي من ردود أفعال في الوعي الشعبي..
الهندسة الاجتماعية مصطلح يدلل على ما يعرف باختراق العقول ومحاولة التحكم بالموقف والرأي وتوجيهه بالاتجاه الذي يريده «المهندس» الاجتماعي، بناء على دراسات مسبقة تستند على ميول ومصالح ورغبات الجهة المستهدَفة.
يحل توقيت نشرة الأنباء، يتسمّر (X) أمام الشاشة، لعل الأثير يحمل خبراً غير أخبار الحرب والدمار وحديثاً لا يكون عن الطوائف والقوميات والمذاهب والأديان. ينتقل إلى محطة ثانية وثالثة.. ولكن عبثاً العبارات هي، هي، المشهد ذاته.. دمٌ يكاد يتدفق من الشاشة.. يضع «جهاز التحكم» جانباً، فهو لم يقتنع يوماً بالضلال الذي تبثه الشياطين القابعة في هذا الصندوق الناطق..
تتعدد التفسيرات والتأويلات المتعلقة بمصطلح «الهوية الوطنية» فمثل غيره من المفاهيم تعرّض ويتعرّض هذا المفهوم إلى كثير من التشوّيه، ولعل أكثر التفسيرات تشويهاً تلك التي كانت، وما زالت تنظر إلى المسألة على أنها مسألة ثقافية بحد ذاتها، منعزلة عن سواها من مكونات الوحدة الوطنية، و أنها مجرد معطى إرادوي أخلاقي..