د.محمد المعوش

د.محمد المعوش

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ساعة الرمل الرأسمالية: جدول الأعمال البربري بين مورزا وغرامشي (1)

من المعروف أن جدول أعمال التدمير الإمبريالي محكوم بضرورة أن يتسارع بسبب حدة الأزمة والفاعلية التاريخية للقوى الصاعدة المتسارعين. وعامل الوقت هذا له دور كبير في فهم ديناميات الصراع، وتحديداً رد فعل القوى المعرّضة للتدمير على جدول الأعمال البربري المطروح، وبالتالي فهم هوامش الصراع وتوازن القوى المحتمل. وهنا نطل على بعض أفكار سيرغي قره-مورزا في هذا المجال مع وضعها في السياق الراهن.

مجدداً عن «التوتر» حول الذكاء الاصطناعي كعارض للأزمة وكرأس جبل الجليد

على الرغم من أن مؤشرات «خطر وإشكالية» الذكاء الاصطناعي ليست بجديدة، هناك الكثير من «الصراخ» العلني في المرحلة الحالية حول الذكاء الاصطناعي، حيث إنه وبشكل شبه يومي هناك خبر من هنا أو تحذير من هناك حول الخطر الوجودي للذكاء الاصطناعي على البشرية، خصوصاً مع بداية اقتراحات عملية لتشكيل هيئات ناظمة حكومية، لا بل عالمية الطابع. وهذا «التوتر» لا يخرج عن «التوتر» العام الذي يطبع المرحلة، الناتج عن القلق الضمني المتعاظم ضمن النظام الرأسمالي.

في تعايش العوالم الحضارية احتياطاً ضد تهمة «الاختزالية» (2)

في المادة السابقة كان الهدف هو التركيز على فكرة أنه على الرغم من هيمنة النمط الحضاري الرأسمالي المأزوم، على قاعدة الاقتصاد السلعي-الاستهلاكي، الذي يشكل في نهاية التحليل قاعدة تدمير كل مستويات الحياة المادية والروحية، ولكن هذا النمط يتعايش مع أنماط حضارية «ما قبل» و «ما بعد» رأسمالية، وإلا ما معنى كونه مهيمناً. وفي هذه المادة سنوسع قليلاً في هذه الأنماط التي تشكّل قاعدة «غير استهلاكية وغير ربحية (بالمعنى الاقتصادي الرأسمالي)» ونواة لبناء المشروع الحضاري النقيض المنقذ للبشرية.

في تعايش العوالم الحضارية احتياطاً ضد تهمة «الاختزالية» (1)

في المواد السابقة تم عرض بعض الأفكار والطروحات في قضية الأزمة الحضارية الشاملة الناتجة عن أزمة النظام الرأسمالي، والتي تدفع إلى الردة عن كل ما هو تقدمي في التاريخ البشري، من أفكار وبنى اجتماعية وسياسية (كالدولة والعائلة وكل شكل منتظم من العلاقات الاجتماعية والعقلية)، باتجاه البربرية والفناء كشكل وحيد للمجتمع الموعود المسمى «ما بعد الرأسمالية» (الاسم الحقيقي هو «ما بعد المجتمع»). ولأن الاعتبار بأن القاعدة المادية للحضارة الرأسمالية المأزومة المتمثلة بالنمط البضاعي- الاستهلاكي هي المهيمنة وليست وحدها الموجودة ضمن صراع المتناقضات، يحتاج نقيضها إذاً إلى بعض المساحة، كونه هو يشكل أحد مداخل البديل الحضاري النقيض.

في استعادة لـ «التهديد الحضاري ومصير الإنسان» لدى تولياتي (3)

كاستكمال للسياق حول عرض بعض جوانب الأزمة والتهديد الحضاري نتيجة الاتجاه التدميري المادي والروحي الذي تسلكه الرأسمالية من خلال استعادة أعمال سابقة لعلماء وسياسيين من الموقع الثوري، ولنختم ما تم عرضه في المادتين السابقتين حول أفكار وطروحات ودعوة تولياتي للدفاع عن الحضارة، والذي كان قد استبق في دعوته تلك تطور المشكلة التي نواجهها اليوم بالمعنى العملي والمحقق، نحاول في هذه المادة وضع دعوة تولياتي في سياق المرحلة الراهنة من أجل إطلاق وتجديد الدعوة التولياتية اليوم كمهمة مركزية للحركة التقدمية للدفاع عن الحياة، وضمناً الحضارة التي أبدعتها البشرية، والدفاع عنها في وجه تدميرها كنتيجة الأزمة الرأسمالية التي ومن أجل الحفاظ على القائم وتأخير ولادة الجديد تدفع نحو البربرية والفناء.

في استعادة لـ «التهديد الحضاري ومصير الإنسان» لدى تولياتي (2)

في المادة السابقة حاولنا الإشارة إلى بعض طروحات وأفكار بالميرو تولياتي حول التهديد الحضاري، والذي يمكن تحديده بمستويات ثلاثة عامة، هي الكارثة التدميرية لأسلحة الدمار الشامل، والكارثة البيئية، والتدهور العقلي الاجتماعي في نمط الحياة. هذا الموقف يلتقي مع طروحات لآخرين، كأوليغ شينين وفيديل كاسترو الذي سنحاول الإطلالة عليه لاحقاً، حول تجاوز الطروحات ضيقة الأفق من حيث التوصيف والبرنامج. وفي المادة الراهنة سنعرض بعض الأفكار العملية-السياسية التي قدمها تولياتي في مواجهة التهديد الحضاري.

في استعادة لـ «التهديد الحضاري ومصير الإنسان» لدى تولياتي (1)

لن تخرج هذه المادة عن الخط العام للمواد السابقة، والتي تدور حول قضية الأزمة الحضارية للعالم الرأسمالي وما تحمله من تهديد للمنجز الحضاري للبشرية على مر التاريخ. وكون المرحلة تطرح تهديداً شاملاً للمنجز البشري التقدمي، فهي حكماً، ومن موقع نقيضها، تستدعي هذا المنجز للبناء عليه لمواجهة هذه الأزمة الحضارية وتهديدها. وكما استعدنا في المواد السابقة طروحات من ميدان آخر هو علم النفس، هنا استعادة لبعض طروحات بالميرو تولياتي النظرية والعمليّة.

استعادة “دراما” بوليتزر في سياق الأزمة الحضارية (2)

في المادة السابقة، حاولنا الإشارة السريعة إلى المناضل الشهيد جورج بوليتزر، وإلى إنتاجه النظري الذي يهمنا في البحث حول تقديم تصور نقيض عن الحضارة الرأسمالية المأزومة. وفي استعادة إنتاج هذا الفيلسوف الهنغاري- الفرنسي، نستكمل المحاولة المنهجية في المقارنة بين تاريخ تطور علم النفس، وبين التطور الثقافي والحضاري العام للمجتمع الرأسمالي، ففي أزمة الأول يمكن تتبع مصائر وملامح أزمة الثاني، وذلك لتشارك الاثنين في موضوع البحث ذاته، ألا وهو الإنسان. وهنا نستعرض أبرز الأفكار التي تضمنها نصه الكلاسيكي “أزمة علم النفس المعاصر” والتي تمدنا ليس فقط في تثبيت ملامح البربرية المتوسعة، بل في أسس الرد عليها عبر المشروع الحضاري الشامل.

استعادة «دراما» بوليتزر في سياق الأزمة الحضارية (1)

لن نخرج بعيداً عن سياق المواد السابقة، وكيف ذلك والسياق يفرض نفسه على مساق التفكير والممارسة. ونقصد النقاش الدائر حول تطوير المشروع الحضاري الأممي في مقابل الأزمة الحضارية للرأسمالية، بل على ما يبدو كما ظهر في غير مكان أنها أزمة السياق الحضاري للانقسام الطبقي عبر التاريخ الذي وصل إلى مرحلة حاسمة من انتقاله إما إلى بربرية محققة وفناء لاحق (وربما متجاوران) وإما إلى مجتمع السيطرة الواعية على المصير المشترك للبشرية وحكماً الطبيعة. وهنا استعادة لأحد الأعمال المنسية وربما المجهولة للمناضل جورج بولتيزر شهيد النازية.

مجدداً عن الأزمة الحضارية وتجاوز الرأسمالية (5)

في المواد السابقة حاولنا التأكيد على أن الأزمة التي قادت لها الرأسمالية في نسختها الراهنة كنتيجة منطقية لقوانين عمل الرأسمالية، هي ازمة نمط حياة شامل يعكس علاقة الإنسان بالعام (وضمنا الطبيعة) وموقفه منه ومن نفسه (وغيره) ككائن. هي أزمة حضارة. والرد عليها يكون بتصور وبناء حضارة نقيضة لأسس الرأسمالية كنمط إنتاج سلعي- استهلاكي، والمؤسس للتغريب كجوهر الأزمة الحضارية وتداعياتها الاجتماعية والعقلية- النفسية والطبيعية. وهذا ما ليس مطروحاً اليوم كمشروع أممي، كرد على «عالمية الرأسمالية». وهنا نحاول تلمس بعض عناوين الأزمة ونقيضها في طروحات الجدلية وفي الفن، وتحديداً المسرحي والشاعر بيرتولد بريخت.