د.محمد المعوش

د.محمد المعوش

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كومنترن القرن الحادي والعشرين بين الواقع الطبقي للعولمة وتثوير الحركة السياسية

في كثير من المواد السابقة في قاسيون جرى استعراض جوانب من الاتجاه التاريخي العام الذي تسلكه التحولات الموضوعية (وتلك التي تحاول قوى العالم القديم تثبيتها عن وعي) في العالم، ونقصد تحديداً جانب تعطل العقل (بالمعنى الموضوعي نتيجة نمط الحياة الاستهلاكي المفرغ من المعنى والمستقبل، المهيمن عالمياً)، وما يلاقي هذا التعطل من تدمير (عبر ممارسات أيديولوجية ثقافية يومية) تمارسه قوى العالم القديم. ولكن كيف نضع أمامنا مهمة سياسية-تنظيمية عملية نابعة مما سبق؟!

سطوع غرامشي وتجفيف المادة البشرية وما بعد المجتمع

قد يعتبر البعض، ونقصد أهل «اليسار» تحديداً، قضية تفتيت وتذرير المجتمع مجرد خلاصات مبالغ بها معتمدة لتبرير طرح نظري «ثوري» على الرغم من الكثير من المعطيات المباشرة حول التفتيت والتفكيك وضرب البنى والمؤسسات السياسية والاجتماعية الحديثة منها والمتكونة تاريخياً. وفي هذه المادة سوف نعود إلى غرامشي لنقاش هذه القضية من أحد جوانبها المباشرة ألا وهي المكون البشري.

حول التربية الاجتماعية وانخفاض الولادات والمسألة الحضارية

القول بأن المرحلة تفترض وضع القضايا كلها على الطاولة، أي وضعها على جدول أعمال البشرية، لا تعني فقط القضايا السياسية المباشرة، أو تلك التي لها علاقة بالإنتاج والاقتصاد، أو بالعلاقة مع الطبيعة، بل أيضاً مجمل قضايا التنظيم الاجتماعي والعلاقات، والتي تتضمن بالضرورة علاقة الفردي بالعام وتنظيم الأطر الإجتماعية، ومنها قضية التربية والعائلة.

«المادة البشرية الجديدة» بين لينين وتركة الليبرالية (3)

في المادتين السابقتين حاولنا أن نستعيد بعض أفكار لينين حول محاولة بناء المجتمع الجديد، وتحديداً الدور الحاسم للعنصر البشري وإشارته إلى الملامح النفسية والنظرة إلى العالم (الموقف من العمل مثلاً). وتناولنا بعض التحولات التاريخية للعنصر البشري على ضوء الهوامش الليبرالية في العقود الماضية، ما جعل العنصر البشري «سلاح دمار شامل» بيد قوى العالم القديم. في المادة الحالية نتناول بعض الظواهر من الحياة العملية لجدل التدمير-البناء.

«المادة البشرية الجديدة» بين لينين وتركة الليبرالية (2)

في المادة السابقة، ومن خلال الاستفادة من بعض الدروس التاريخية المبكرة (والتي نعتقد أنها الأوضح من حيث تبلورها) للتجربة السوفييتية، حاولنا مقاربة مهمة مركزية في عملية الانتقال-البناء الحضاري (النمط لأجل الآخرين ولأجل الذات) النقيض للنمط الاستهلاكي-الفرداني (النمط لأجل الذات حصراً). القضية المركزية كانت في تحويل «المادة البشرية القديمة» مع التحول الضروري في الموقف من العالم والقدرات والمعارف والمهارات وكل النفسية الفردية. وهنا استكمال لما سبق.

من سوليدير بيروت إلى ساروجة دمشق - عن قتل الذاكرة واغتيال روح المجتمع!

ما يتعرض للاحتراق في دمشق القديمة، ليس مجرد معالم أثرية وتاريخية، بل هوية وروح مجتمع بأسره؛ فالمراحل الثلاث الأساسية في اغتيال الدول والشعوب باتت مكررة وواضحة: بدءاً من اغتيال جهاز الدولة المدني عبر «خصخصته»، أي إنهاء وظيفته الاجتماعية بالتدريج، ومن ثم اغتيال قسمه الصلب العسكري، أيضاً عبر شكل خاص من «الخصخصة» يقوم على إنهاء حصرية السلاح وتحويلها إلى «حصريات» عديدة... وبعد هاتين الخطوتين اللتين تحولان جهاز الدولة إلى حالة موت سريري، تبقى خطوة واحدة نحو الموت الكامل: سحب أجهزة التنفس، عبر قتل ذاكرة المجتمع وروحه.

«المادة البشرية الجديدة» بين لينين وتركة الليبرالية

في عملية الانتقال التي يشهدها العالم يشهد الصراع على الوعي أهمية أساسية أكثر من أي مرحلة سابقة، انطلاقاً من أن شكل الهيمنة في العقود الماضية فرض هذا الوزن النوعي للوعي. وهذا الإنتقال (البناء بالترافق مع الصراع) الذي يعني ضمنياً التحوّل في نمط الحياة، أو النمط الحضاري، يستند إلى العنصر البشري الذي هو تركة المرحلة السابقة من عقود الليبرالية ونمط الحياة والتفكير المهيمنَين. وهذا شديد الأهمية كونه يحسم التطور أو التقهقر في عملية الانتقال تلك.

لحظة «الكشف عن الحدّ والانتقال نحو الوجود الحيّ»: المشروع الحضاري بين هيغل ولينين (2)

في المادة السابقة كنا قد حاولنا الاستعانة بلغة الديالكتيك «الصافي» لدى هيغل وملاحظات لينين عليه في «دفاتر عن الديالكتيك». والفكرة الأساس هي أن الانتقال من «الوجود الميت» نحو «الوجود الحي». هذا الانتقال هو التعبير المجرّد عن ضرورة الانتقال الحضاري المطلوب اليوم. وفي هذه المادة سنمر أكثر على بعض أفكار لينين في نصوصه المجموعة في كتيّب تحت عنوان «إشراك الجماهير في إدارة الدولة».

لحظة «الكشف عن الحدّ والانتقال نحو الوجود الحيّ»: المشروع الحضاري بين هيغل ولينين (1)

في المادتين السابقتين تمت الإشارة إلى بعض أفكار سيرغي قره-مورزا وغرامشي حول مصير الحضارة الغربية من جهة، وحول عناوين مواجهتها. وفي المادة الحالية سنحاول، واقتباساً من لينين وهيغل، التوسع قليلاً في مسألة المشروع النقيض ومركزيته لحشد القوى ليس فقط لبناء القادم، بل في سياق المواجهة الجارية، التي يفعل فيها العنصر البشري دوراً أساس، حيث إن العنصر الجماهيري يجري تحويله إلى سلاح دمار شامل، أولاً، في سياق الاضطرابات السياسية الداخلية لكل دولة، وثانياً، للدفع باتجاه التعفن الحضاري ومأسسة البربرية. فالمشروع النقيض حالياً هو أداة أساسية للمواجة بمعناها الآني.

ساعة الرمل الرأسمالية: جدول الأعمال البربري بين مورزا وغرامشي (2)

في المادة السابقة أشرنا إلى بعض الأفكار التي تضمنها كتاب «التلاعب بالوعي» لسيرغي قره-مورزا، وفي جوهرها قضية احتضار الحضارة الغربية الفردية وتحليل «الهيمنة الناعمة» ومواجهتها وأهمية عامل الوقت (والتوقيت) في تكتيك المعركة، مع المرور على أفكار غرامشي حول ضرورة تحويل الواقع نحو نمط حياة يتجاوز قوانين الربحية الفردية (الاستهلاكية) من أجل تأسيس «نمط الحياة السياسي» أو ما يمكن أن نسميه نمط «صناعة التاريخ». في المادة الحالية سنقوم بالتوسع في بعض أفكار مورزا وغرامشي، كعلامات لبديل عن الإنسان المتشيّئ وكقاعدة للحضارة المنهارة وبربريتها المدفوع بها.