رضوخ سورية أم مناورة
اخفاق التجربة الدولية في التخلص من السلاح الكيميائي وتجلياتها في الميزان السوري
اخفاق التجربة الدولية في التخلص من السلاح الكيميائي وتجلياتها في الميزان السوري
صعود بوتين، صمود الاسد، وصدمة اوباما
حبس العالم انفاسه ترقباً للعدوان العسكري الأميركي وقلقاً على سورية، رافقه ارتفاع نبرة التهديد العسكري الأميركي، لتجد الادارة الأميركية نفسها وحيدة في المسرح العدواني، قررت على ضوئه الهروب إلى الكونغرس الأميركي “لمشاركتها” حفظ ماء وجهها في إخراج مسار التراجع الأميركي على المستوى العالمي.
«اوباما يجيز لنفسه ما يحرمه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، عنوان لأسبوعية (يو اس نيوز آند وورلد ريبورت – 27 آب الجاري) مفندة مزاعم الادارة واطقمها القانونية في تشريع حقها بالتدخل، اينما ومتى شاءت.
بعد رعايتها قوى الثورة المضادة واندلاع “الربيع العربي” سارعت السعودية الى سحب “800 مليار دولار” دفعة واحدة من المصارف الاميركية، في نهاية شهر آذار 2011، من مجموع تراكم ثروة بلغ 3500 مليار دولار لحسابها في اميركا، جلبت لها متاعب سياسية مؤقتة لما شكلته من تداعيات على الاقتصاد الاميركي ادت الى هبوط قيمة الاسهم الاميركية.
ذهب الرئيس اوباما ليقضي بضعة ايام من اجازة سنوية، فلاحقته تداعيات الفضائح المتراكمة التي لم تكن في الحسبان، مما دعاه الى عقد مؤتمر صحفي قبيل مغادرته البيت الابيض يستبق فيه تراكم النقد الموجه للحكومة حول قضايا التجسس والرصد الداخلي.
أتى الغاء الرئيس اوباما مؤتمر القمة مع نظيره الروسي، الشهر المقبل، كأحدى تداعيات فضيحة التجسس الداخلي والخارجي لوكالة الامن القومي، قام بها ادوارد سنودن، وتراكم الاحباطات الداخلية. كما جاءت نزولا عند رغبة قوى اليمين المحافظ النافذة في صنع القرار السياسي للانتقام من روسيا على خلفية عدة قضايا احرجت الولايات المتحدة ونالت من هيبتها دون ان تلقى ردا قويا كما جرت العادة ابان الحرب الباردة.
عند الانعطافات السياسية الحادة تلجأ الولايات المتحدة الى التذرع بفزاعة الأمن القومي لتمرير اجراءاتها المنافية للحقوق المدنية المعلنة في الدستور، تجلت مؤخرا في سعي ادارة الرئيس اوباما الحثيث لشرعنة التجسس والتنصت الداخلي الذي تقوم به وكالة الأمن القومي التي فضحها المتعاقد الشاب ادوارد سنودن، قبل بضعة اسابيع. المديات التي قد تذهب اليها الوكالة في رصد وجمع معلومات خاصة للمواطنين العاديين "لا تعرف حدودا يكبلها القانون،" على الرغم من انتهاكها الصارخ لبند التعديل الرابع في الدستور الاميركي الذي يحمي المواطن من "رقابة الدولة والتعدي على حريته" المقدسة.
قطاعات واسعة من الشعب الاميركي منهكة من الحروب وتداعياتها على داخل البلاد، كما تشير استطلاعات الرأي تباعا، باستثناء بعض صقور الحرب والداعمين للكيان “الاسرائيلي” في الكونغرس، يتصدرهم السيناتور الجمهوري جون ماكين، دائم النعيق لضرورة تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سورية.
قيل قديماً ان “الحقيقة هي أولى ضحايا الحروب” لما لضجيج الوسائل الاعلامية وقدرتها في ظل زوبعة صخب المعارك على اثارة مخاوف، ولو وهمية، ونفوذها الطاغي ايضاً على تشكيل رأي عام يخدم مخططاتها ومموليها. وتتجلى خطورتها في الحملة الدولية والاقليمية على سورية لطمس حقيقة ما يجري وترويج اساليب الاثارة.