د. منذر سليمان
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يصادف اليوم الأول من رمضان 1435 ه، السبت 28 حزيران 2014، الذكرى المئوية لحادثة أدت لاندلاع الحرب العالمية الأولى، وفق الروايات الرسمية لمراكز النظام الرأسمالي، التي تحددها بعملية اغتيال فرانز فرديناند، الدوق الأكبر والوريث لعرش الامبراطوية الهنغارية النمساوية، تتلطى وراءها لتحجب الصراع المرير بين مراكز رأس المال للسيطرة وبسط الهيمنة والنفوذ.
شهدت الساحة السياسية الاميركية ترويجاً واسعاً وآمالاً كبيرة علقت على زيارة الرئيس أوباما لكل من بروكسل، لحضور مؤتمر قمة الدول الصناعية السبع باستثناء روسيا، وفرنسا للاحتفال بمعركة الحلفاء التي عدت حاسمة لهزيمة النازية، تمثلت بإنزال عسكري ضخم على شواطئ مقاطعة نورماندي الفرنسية.
حضر الرئيس اوباما للتفيؤ تحت قباب الاكاديمية العسكرية العريقة في مدينة «ويست بوينت»، بولاية نيويورك على ضفاف نهر هدسون، والقاء كلمة بالخريجين الجدد اتساقاً مع ارث أرسته الكلية باستضافة رئيس الولايات المتحدة في هذه المناسبة، وهي المرة الرابعة عشر منذ تأسيسها في آذار عام 1802.
يعد الديبلوماسي والمفكر الاستراتيجي الاميركي، جورج كينان، الاب الروحي لسياسة “الاحتواء،” التي انتهجتها الولايات المتحدة مع نهاية الحرب العالمية الثانية في مواجهة الاتحاد السوفياتي. واشتهر بالقول ان “.. الطبيعة الذاتية (للنظم) الديموقراطية تعيق قدرتها على بلورة استراتيجية واقعية ..” مطالبا باجراء مراجعة دائمة للاستراتيجية الكونية المعتمدة وتعزيز القدرات العسكرية باستمرار. كما طالب بجرأة في كتاب نشره عام 1993، The Cragged Hill، بتقسيم الولايات المتحدة الى “12 جمهورية صغرى لتيسير ادارتها.”
شهد منتصف الشهر الجاري مواجهة نادرة بين قوى الأمن الاتحادية وبعض المواطنين بالقرب من مدينة لاس فيغاس، كادت ان تتطور الى تبادل اطلاق النار يصعب التكهن بعواقبه الخطيرة. السلطات الأمنية ارسلت نحو 200 عنصر من رجالها مدججين بكافة انواع الاسلحة "لفرض هيبة الدولة" على راعي بقر اعتاد ولفترة طويلة الرعاية والانتشار لقطيعه في اراضٍ تعود ملكيتها للحكومة الفيدرالية.
"استراتيجية الدرونز الفتاكة أضحت ركناً أساسياً في السياسة الأميركية لمكافحة الارهاب .. واقصت (الادارة) الابعاد والاطر الاستراتيجية الحقيقية" عن التداول العام، "وحصرت محور التداول في أضيق نطاق حول فعالية (الاغتيالات) .. وهل تحصد أرواحاً كبيرة من المدنيين."
أعلن الرئيس اوباما عن نيته زيارة عدد من الدول الاسيوية بعد مضي نحو ستة أشهر على “ارجائه” زيارته الماضية، مما ضاعف قلق الدول التابعة للوصاية الاميركية من جدية الالتزامات المعلنة باستدارة زخم الاستراتيجية المقبلة نحو آسيا لمواجهة صعود كل من الصين وروسيا، والتغيرات التي ستلحق بالشرق الاوسط نتيجة ذلك.
(خلال اعداد التقرير الذي بين أيديكم، وردت أو رشحت بعض المعلومات مصدرها مسؤولين كباراً في الادارة الاميركية نشرتها صحيفة واشنطن بوست، في نسختها الالكترونية، تشير الى قيام الرئيس اوباما باتخاذ بعض التدابير "لاسترضاء" السعودية "وتهدئة مخاوفها" في اللحظة الاخيرة قبل وصوله الرياض
روسيا واوكرانيا تصدرتا اهتمامات مراكز الابحاث الاميركية، لا سيما ضم روسيا لشبه جزيرة القرم بعد استفتاء مواطنيها بذلك؛ وتوغل بعضها في تجارب التاريخ القريب مطالبا صناع القرار باجراء مراجعة للسياسات الراهنة وتلافي الفشل السابق. كما تناول بعضها الازمة السورية في ذكراها الثالثة الاليمة، وتفاقم الاوضاع الامنية في مصر.
شهد مطلع الاسبوع اعلان الولايات المتحدة، على لسان وزير الدفاع تشاك هيغل، عن نيتها خفض ميزانيات وزارة الدفاع، البنتاغون، وتقليص حجم ونفقات القوات المسلحة العاملة بنحو 80,000 عنصر، بحيث يبلغ تعدادها الى مستويات ما كانت عليه قبل اعلان الحرب العالمية الثانية. ذهب هيغل بعيدا في تعليل التخفيضات مصوبا الجدل بأنه باستطاعة القوات العسكرية تقليص حجم الانفاقات وتخفيض اعداد الجنود دون المس برقعة الانتشار الكونية الواسعة للعسكرية الاميركية. واضاف انه لا يرى حاجة للابقاء على حجم القوات المسلحة راهنا والتي لا زال باستطاعتها القتال في ساحتي حرب معا، كما اردف، في ضوء انتهاء الحرب (الاميركية) على العراق منذ سنتين ونيف، كما ان الحرب في افغانستان تتراجع حدتها منذ زمن.