فن الممكن
د. محمد توفيق سماق
عن الزميلة الثورة.. الثلاثاء 24-8-2010م
د. محمد توفيق سماق
عن الزميلة الثورة.. الثلاثاء 24-8-2010م
مع اقتراب الخطة الخمسية العاشرة من نهايتها، يتصاعد الجدل حول قضية هامة لها أبعادها الاجتماعية والسياسية، وهي: هل ستزيد الحكومة الرواتب والأجور للعمال؟!
ما من شخص شاهد المؤتمر إلا ونهض، بعد ساعتين ونصف، مليئاً، لا أملاً وتفاؤلاً بالانتصار وحسب، بل بالحضور الاستثنائيّ لهذا الرجل الساحر، وبأسلوبه المشوّق للغاية!! فنصر الله قدّم عرضاً إعلاميّاً يجمع بين مزايا التحقيق الصحفيّ والتحرّي الجنائيّ والتحليل السياسيّ، بدقة وحذق نادرين يؤكدان ضلوع الموساد الإسرائيلي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، من غير أن يقوم بأكثر من تقديم قرائن.
تسمح التطورات الأخيرة بالحديث عن «متغيرات ثقيلة» كتلك التي عرضتها «قاسيون» في افتتاحيتها الموقعة بتاريخ الثالث من الشهر الجاري، ولكنها هذه المرة تغييرات مرفوعة للتربيع، إذا ما استخدمنا لغة الرياضيات.
على الرغم من التوقف المعلن لجولات جنيف، إلا أن مسار جنيف بمعناه السياسي المؤسسي لم يتوقف، حيث زخر الأسبوع الماضي بالمؤشرات السياسية التي تدلّ على العمل الحثيث الجاري في الأروقة الدولية بهدف دفع الوضع الميداني والسياسي في سورية نحو تحقيق «المسارين المتوازيين» اللذين باتا طريقاً وحيداً نحو حل الأزمة في البلاد، وهما: مكافحة الإرهاب، والحل السياسي السلمي للأزمة السورية.
جرت ليلة الجمعة- السبت 16/ تموز الجاري، محاولة انقلاب عسكري في تركيا، تسارعت أحداثها بشكل كبير حتى صباح السبت، لتنتهي الموجة الأولى من التوتر الميداني بموجة أولية من الاعتقالات، شملت مجموعة من العسكريين والقضاة والمدنيين، في مختلف أنحاء البلاد، ولتبدأ بعدها الموجة الثانية من التبعات التي يستمر مفعولها حتى الآن.
تُثبت «التوبات» المتلاحقة التي «يعلنها» بين الحين والآخر العديد من مشاهير ومغموري العاملين في الفنون والآداب والسياسة، أن قسماً لا يستهان به من الناشطين في هذه المجالات الإبداعية على قدر ضئيل من الوعي والثقافة واليقين بما يفعلون، وأن الوجود الفيزيائي «التاريخي» لهم في مواقع فكرية أو إبداعية أو اجتماعية محددة لفترات متفاوتة، لم يكن وجوداً صميمياً وعضوياً، مرتبطاً بمشروع أو بفكرة أو بغايات عامة كبرى، بقدر ما هو ظرفي وطارئ وانتهازي، ساهمت في إنتاجه على هذه الشاكلة عوامل عدة مؤثرة، يأتي في مقدمتها الظرف الموضوعي التاريخي أو «الموضة الدارجة» المتزامن مع سيادة الأمية بشكل عريض من جهة، وعدم تكافؤ فرص إثبات الذات لموهوبي شرائح المجتمع المختلفة من جهة أخرى.. وعلى هذا الأساس فإن اختراق وزعزعة الأفكار العدمية للقناعات الهشة لدى معظم فقيري الوعي من المشاهير باتجاه تغيير نافذة وطبيعة الارتزاق، من باب «الحلال والحرام»، و«الثواب والعقاب»... أمر بغاية البساطة!
من يكتب عن العشق اليوم. كل الأدبيات تقدم نصوصاً خاطفة. بمثابة وجبات سريعة يكون فيها الحب مجرد بهارات مكملة للحكاية. كأن الحب الذي يطلبه الجميع أصبح أمراً فائضاً عن الحاجة.
مع دخول ستينيات القرن العشرين، وبداية التراجع العام للحركة الثورية العالمية، عادت إلى الصدارة وبتصاعد مستمر قضية علاقة الأحزاب بالجماهير، وجدلية التأثير المتبادل بينهما على أرضية تطور الظرف الموضوعي. مع أن هذه القضية لقيت ما لقيته من النقاش والصراع الفكري قبل ذلك بكثير، وتحديداً مع الانقسام البلشفي- المنشفي، أو اللينيني - المارتوفي داخل روسيا، وبين الأممية الشيوعية والأممية الثانية على مستوى أوروبا والعالم لاحقاً، لذلك فإن عودة هذا النقاش - الصراع للصدارة ليس مستغرباً، ولا غير متوقع خلال التراجع، فأهم سمات التراجع هي إعادة طرح كل شيء لنقاش «حر وديمقراطي»! والتركيز على ما أثبتت الحياة خطأه في محاولة يائسة لإعادة اختراع العجلة، وذلك لتعميق التراجع وخلق الأزمات مع عدم إغفال بعض النوايا البريئة، ولكن ضيقة الأفق التي تصب في المصب نفسه في النهاية.
سماء المنطقة ملبدة بالغيوم، فالأحداث تتوالى بسرعة كبيرة بعد الاعتداء على قافلة الحرية الأولى، وهي تحمل مؤشرات هامة وخطيرة: