«اجتماع ثلاثي» أواخر الجاري
على الرغم من التوقف المعلن لجولات جنيف، إلا أن مسار جنيف بمعناه السياسي المؤسسي لم يتوقف، حيث زخر الأسبوع الماضي بالمؤشرات السياسية التي تدلّ على العمل الحثيث الجاري في الأروقة الدولية بهدف دفع الوضع الميداني والسياسي في سورية نحو تحقيق «المسارين المتوازيين» اللذين باتا طريقاً وحيداً نحو حل الأزمة في البلاد، وهما: مكافحة الإرهاب، والحل السياسي السلمي للأزمة السورية.
ففي موسكو أعلن مصدر دبلوماسي يوم الجمعة 22/7/2016، أن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، هو من سيرأس وفد بلاده إلى محادثات ثلاثية مرتقبة في جنيف يومي 26-27 من شهر تموز الجاري، هي من قال عنها مصدر آخر في الخارجية الروسية، أنها ستجمع روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة حول الأزمة السورية.
وعشية اليوم ذاته، كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أن اللقاء ذاته في جنيف سيركز على الخطوات الضرورية لتعزيز نظام وقف إطلاق النار في الأراضي السورية، معربة بلسان دبلوماسي فيها عن القناعة بأن «الخطوات التي اتفق عليها كيري ولافروف من شأنها أن تؤدي إلى تخفيف مستويات العنف بقدر كبير، وإضعاف تنظيم جبهة النصرة في سورية، وتوفير المجال للانتقال السياسي الحقيقي الذي لا رجعة عنه».
وفي يوم الجمعة 22/7/2016 أيضاً، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي مستورا خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألماني في برلين عن اعتقاده بأن الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين في سورية بنتيجة الاجتماع الثلاثي المرتقب، في حين أكدت متحدثة باسمه أنه سيشارك في الاجتماع المذكور، معربة عن الأمل «في أن تساعد أية مناقشات بشأن سورية في تحريك العملية قدماً، بحيث يتسنى لنا أيضاً أن نبدأ الجولة المقبلة من المحادثات بين السوريين».
وقبل ذلك بيوم، أعربت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية عن أمل بلادها «في أن ينفذ الجانب الأمريكي وعوده بشأن تأمين فصل المعارضين المعتدلين عن جبهة النصرة»، مشددة في الوقت ذاته على أهمية إطلاق حوار سوري شامل، تحت إشراف دي ميستورا، دون شروط مسبقة ودون إنذارات نهائية تحديداً.
وفي يوم الأربعاء 20/7/2016، أكدت ماريا زاخاروفا أن الاقتراحات حول عقد اجتماع جديد بين ممثلي الخارجيتين الأمريكية والروسية هي «اقتراحاتنا التي طرحت منذ فترة بعيدة، وننطلق من أن خطوات كيري تشير إلى وجود قوى عقلانية في واشنطن، تدرك ضرورة العمل المشترك».
وكان الحديث حول الاجتماع المرتقب قد بدأ يوم الثلاثاء 19/7/2016، حين اعتبر كيري، عقب لقاءٍ جمعه بوزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون: «كلانا، لافروف وأنا، نعتقد أننا ندرك الاتجاه الذي نتحرك نحوه، وما هي الأهداف التي لا بد من تحقيقها»، مضيفاً: «إن فريقانا سيجتمعان قريباً لإعطاء دفعة لنظام وقف الأعمال القتالية في سورية، من أجل تعزيز قدراتنا على محاربة تنظيمي القاعدة وداعش»، كاشفاً للصحفيين إن العمل جارٍ بهذا الصدد مع نظرائه البريطاني والألماني والفرنسي والإيطالي (ورئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغيريني) والسعودي واليمني.
قبل ذلك، ومن العاصمة الروسية موسكو، كان قد أكد رئيس مجموعة «موسكو» د.قدري جميل، يوم الاثنين 18/7/2016، إنه لا بد من تفعيل مكافحة «جبهة النصرة» ولابد من استئناف المحادثات السورية- السورية، لأنه ليس هناك مخرج آخر، مشيراً إلى دور «جبهة النصرة» وحلفائها داخل سورية وخارجها في عرقلة استئناف المحادثات، وإلى أن حل هذه المسألة أصبح الآن أسهل مما كان عليه، بعد الأحداث الأخيرة في تركيا.
ولفت جميل إلى أنه لم يعد لدى الولايات المتحدة والسعودية أية مبررات لنفي تأثيرهما على التنظيمات العسكرية، ورفض فصل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة عن «جبهة النصرة».