إلى أي حد يختلف «ساركو» عن بوش حقاً؟
حدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب حديث له أولويات إدارته بخصوص القضايا الخارجية وبرزت من ضمن ذلك جملة مواقفه من لبنان وسورية والعراق وفلسطين بالإضافة إلى إيران وروسيا.
حدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب حديث له أولويات إدارته بخصوص القضايا الخارجية وبرزت من ضمن ذلك جملة مواقفه من لبنان وسورية والعراق وفلسطين بالإضافة إلى إيران وروسيا.
في كل مرة ألقي فيها محاضرة في الخارج حول الشرق الأوسط، هناك دائما شخص ما في الحضور - شخص واحد فقط - أسميه «المتحمس».
فقدان القوة الشرائية يصل فجأة إلى الصحون، أو بالأحرى إلى ما تفتقر إليه صحون المواطنين الأمريكيين.
لقد أعترف رئيس المخابرات المركزية الاميركية السابق ـ جورج تينت ـ في كتابه الأخير، بأن الحرب على العراق كانت مقرّرة قبل أحداث 11 من سبتمبر/ أيلول 2001، وحتى أن أمريكا كانت تدفع إلى أحمد الجلبي 350 ألف دولار شهرياً من أجل مساعدتها بتضخيم موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية، وتضخيم ديكتاتورية صدام حسين، والمشاركة في الإشاعة، والتضليل ضد النظام العراقي.
أي بمعنى أن العدوان على العراق كان أمنية لدى آل بوش، ومعهم مجموعة المحافظين الجُدد، ومن أجل السيطرة على النفط العراقي، ومن ثم جعل العراق قاعدة أميركية متقدمة.
ولكن الأهم من هذا كله ،هو تحقيق الحلم التوراتي بالنصر على ملك بابل وتدمير عرشه، ومن ثم قتله واستباحة دماء شعبه، ثم تحقيق المشروع الصهيوني القديم الذي ينص على تفتيت بابل، والدول المجاورة لها لتكون على شكل دويلات وكيانات متناحرة. وبهذا استطاعت إسرائيل تحقيق معظم أحلامها التوراتية والدينية والسياسية والإستراتيجية، ودون أن تهدر قطرة دم يهودية وإسرائيلية واحدة، أي حاربت العراق والعالم العربي والإسلامي من خلال الولايات المتحدة، ومن خلال توريطها للولايات المتحدة في العراق.
أي أن أمريكا ضحت بجيشها وسمعتها كدولة عظمى من أجل تحقيق المصالح الإسرائيلية، عندما نجح اللوبي اليهودي في إحاطة جورج بوش بالمجموعة اليهودية المتشددة، والمؤمنة بتحقيق الحلم اليهودي ،فأصبح بوش أداة طيّعة بأياديهم، أو لعبة إلكترونية يوجهونها حيثما يريدون.
كشفت وسائل إعلام غربية عن خطط أمريكية لتوجيه ضربات عسكرية لإيران، حيث كشفت صحيفة (صنداي تايمز) مؤخراً أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وضعت خططاً لشن هجمات جوية هائلة ضد 1200 هدف في إيران بهدف إبادة القدرات العسكرية الإيرانية خلال ثلاثة أيام.
اعتبر رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي أنه من الممكن أن تشارك سورية فيما يسمى بالاجتماع الدولي حول السلام في الشرق الأوسط «شرط أن تقدم إشارات «انفتاح على الحوار» وعن «إرادة حسنة».».
من الواضح أن تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش خلال العشاء السنوي لجمعية الحكام الجمهوريين بأن أمريكا ستنتخب رئيساً يواصل حرب العراق لم تأت من فراغ، بل هي في أحد جوانبها الرئيسية تعبير عن مؤشرات الأزمة الاقتصادية الأمريكية مع ثبات تجاوز سعر النفط للمائة دولار للبرميل ووصول اليورو إلى 1.51 مقابل الدولار وتراوح سعر أونصة الذهب عند مبلغ 959.55 دولار تقريباً.
مع إغلاق تحرير هذا العدد، ورد خبر من واشنطن مفاده أن «طائرة بي52 أمريكية حلقت فوق الأراضي الأمريكية الأسبوع الماضي بعيد إقلاعها من قاعدة مينوت الجوية فى ولاية نورث داكوتا، وهى تحمل عن طريق الخطأ صواريخ عابرة نووية» حسبما أعلن مسؤول عسكري أمريكي.
اخترقت طائرات العدو الصهيوني أجواء سورية الشقيقة.. لم نلحظ رد فعل رسمي عربي ملموس إزاء هذا الأمر الخطير.
الخبر تناولته وسائل الإعلام الرسمية العربية كما لو كان الحدث قد تم في أحدى الجزر المجهولة في المحيط الهادي، أي أن ما تعودناه إزاء الكوارث بسبب العدوان والمذابح الجماعية لأبناء شعبنا في فلسطين والعراق والصمت الرسمي العربي، قد بقي على حاله، لأن الطبقات الحاكمة قد تم تطويعها تماما للتكيف وبذل الجهد كي تتكيف الشعوب مع هذا الواقع المر. لكن الشعوب لم تتكيف لأنها تدرك (حتى وإن تأخر تعبيرها عن هذا الإدراك)، أن الأمور لن تتغير إلا إذا أخذت أمورها بيدها وألقت بهؤلاء المستسلمين إلى مزبلة التاريخ.
لقد كتبت في عدد سابق مقالا بعنوان (الحرب قادمة)، ورغم أن كثير من المحللين يقولون بعكس ذلك، فإن الواقع الموضوعي يؤكد أن الحرب قادمة، وأن الاستطلاع الجوي الصهيوني الذي تم هو في هذا السياق.
أبلغ قائد القوات الأميركية في العراق اللواء ديفد بتراوس مجلس النواب الأميركي أن القيادة العسكرية تخطط لخفض عديد قواتها في العراق تدريجياً لتصل إلى المستويات التي كانت عليها قبل قرار الرئيس جورج بوش بزيادتها، معتبرا أن هذا التخفيض لن يضر بالمكاسب العسكرية التي تم تحقيقها ميدانياً.