د. سمير عبيد د. سمير عبيد

المؤشرات والتشابه.. هل سيضغط بوش على الزر النووي مثلما فعلها هاري ترومان؟

لقد أعترف رئيس المخابرات المركزية الاميركية السابق ـ جورج تينت ـ في كتابه الأخير، بأن الحرب على العراق كانت مقرّرة قبل أحداث 11 من سبتمبر/ أيلول 2001، وحتى أن أمريكا كانت تدفع إلى أحمد الجلبي 350 ألف دولار شهرياً من أجل مساعدتها بتضخيم موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية، وتضخيم ديكتاتورية صدام حسين، والمشاركة في الإشاعة، والتضليل ضد النظام العراقي.
أي بمعنى أن العدوان على العراق كان أمنية لدى آل بوش، ومعهم مجموعة المحافظين الجُدد، ومن أجل السيطرة على النفط العراقي، ومن ثم جعل العراق قاعدة أميركية متقدمة.
ولكن الأهم من هذا كله ،هو تحقيق الحلم التوراتي بالنصر على ملك بابل وتدمير عرشه، ومن ثم قتله واستباحة دماء شعبه، ثم تحقيق المشروع الصهيوني القديم الذي ينص على تفتيت بابل، والدول المجاورة لها لتكون على شكل دويلات وكيانات متناحرة. وبهذا استطاعت إسرائيل  تحقيق معظم أحلامها التوراتية والدينية والسياسية والإستراتيجية، ودون أن تهدر قطرة دم يهودية وإسرائيلية واحدة، أي حاربت العراق والعالم العربي والإسلامي من خلال الولايات المتحدة، ومن خلال توريطها للولايات المتحدة في العراق.
أي أن أمريكا ضحت بجيشها وسمعتها كدولة عظمى من أجل تحقيق المصالح الإسرائيلية، عندما نجح اللوبي اليهودي في إحاطة جورج بوش بالمجموعة اليهودية المتشددة، والمؤمنة بتحقيق الحلم اليهودي ،فأصبح بوش أداة طيّعة بأياديهم، أو لعبة إلكترونية يوجهونها حيثما يريدون.

لهذا، فعندما قال الرئيس بوش، وبُعيد أحداث 11 من سبتمبر مباشرة (أنها لحرب صليبية!!) فلم تكن زلة لسان مثلما قالوا، بل هي إستراتيجية معقدّة ومتشعبة بدأت بالحرب النفسية، ثم الحرب الإعلامية والثقافية، ثم الحرب العسكرية، ثم بوادر الحرب الدينية والحضارية التي يُروجون لها هذه الأيام، والتي قطعت شوطا كبيرا، ثم جاء الرئيس بوش وقبل أيام قليلة إلى التلويح بالحرب النووية، عندما قال سيكون هناك (هلوكوست نووي).
ولمن عرف الرئيس بوش، فإنه يعني ما يقول تماماً، خصوصاً وأنه أراد استخدام السلاح النووي ضد العاصمة بغداد في حالة عصيانها في آذار عام 2003، ولقد نبّه الجانب الروسي، وبطلب من الإدارة الأميركية القيادة العراقية بذلك، حيث كانت هناك (7 قنابل نووية) مصغّرة، وكانت في القاعدة الأميركية في قطر، وأهدافها العاصمة بغداد ومقرات القيادة العراقية.
وبما أن القاعدة الأميركية مازالت في قطر، بل تطورت كثيراً، وأصبح لها فروع جديدة في العراق وأفغانستان وجورجيا وأذربيجان وباكستان وغيرها، وفي مياه الخليج واليمن، وهكذا في مياه البحر المتوسط قرب الشواطئ اللبنانية، وقرب سواحل الدول المغاربية صعوداً نحو أفريقيا، التي تريد الولايات المتحدة تعزيزها بقواعد الرادار والصواريخ في بولندا وتشيكيا.
فهذا يعني أن استخدام السلاح النووي أصبح وشيكاً في المعركة القادمة ضد إيران، وضد الذين لديهم علاقات قوية معها، خصوصاً بعد أن حُيّد السلاح النووي الباكستاني، فلم يبق إلا السلاح النووي الإيراني، فيريدها الرئيس بوش مدخلا لبسط سيطرته تماماً على المنطقة من خلال إسقاط النظام الإيراني، والإتيان بنظام يوالي الولايات المتحدة، ليتم تطويق روسيا والصين، والسيطرة على منابع النفط، وعلى مضيق هرمز الإستراتيجي، ليبدأ مشروع الاستعباد الأميركي لدول العالم والمنطقة.
 
سر التَّشابه الكبير!!

ولكن قبل تحليل تداعيات التصريح النووي لبوش، يجب علينا أن ننتبه إلى موضوع مهم، ويبدو أن فيه رائحة الاستنساخ (الإستنسال) وهو سر التشابه الكبير بين الرئيس الأميركي الحالي جورج دبليو بوش والرئيس الأميركي السابق هاري ترومان، فهل جاء هذا التشابه ،وهذا الولاء الأعمى لإسرائيل مجرد صدفة، ومن هذه النقاط المتشابهة:
أولا: فالرقم 34 ومقلوبه 43 يوحي بعلاقة ما بين الرئيس الرابع والثلاثين وهو هاري ترومان (1945 ـ 1953) وبين الرئيس الثالث والأربعين وهو الرئيس بوش (2001 ـ 2008)... وكلاهما بقي لفترتين متتاليتين، وكأنها هدية من اللوبي اليهودي.
ثانيا: الرئيس ترومان هو من أمر باستخدام القنبلة الذرية ولأول مرة في التاريخ ضد اليابان، فمات نتيجة ذلك مالا يقل عن 200000 ألف نسمة، وأصبحت أرواح الآلاف معرضة للموت البطيء، بسبب التأثيرات الإشعاعية على سكان مدينتي هيروشيما وناغازاكي يومي 6و9 أغسطس /أب 1945، وهكذا الرئيس جورج بوش فلقد استخدم الأسلحة المحرمة دولياً، والأسلحة الذرية المخففة ومنها اليورانيوم ضد المدن العراقية (ومنذ عام 1991 وعلى مراحل ـ حتى يومنا هذا؟) ولقد هلك نتيجة ذلك عشرات الآلاف من الناس الأبرياء، وأصبحت التربة والأجواء مليئة بالإشعاعات القاتلة ولمئات السنين القادمة، وهاهو يلوّح بالسلاح النووي الذي أراد استخدامه بالعدوان على العراق في آذار / مارس 2003 .
ثالثا: أسس الرئيس ترومان بداية الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي، وها هو الرئيس جورج بوش يؤسس لحرب باردة جديدة من خلال سعيه لتطويق روسيا الاتحادية والصين من خلال نصب الرادارات وقواعد الصواريخ واحتلال البلدان المهمة والقريبة من الدولتين، وفتح القواعد في دول الإتحاد السوفيتي السابق، ناهيك عن دعم الانقلابات تحت شعارات الديمقراطية المبطنة، وبهذا حفزت لدى الروس روح التحدي والشروع في الحرب الباردة الجديدة.
رابعا: دعم الرئيس الأميركي ترومان تأسيس ستار العزل الحديد ضد الاتحاد السوفيتي زبقية البلدان الاشتراكية بعيد الحرب العالمية الثانية، وهكذا دعم الرئيس جورج بوش الجدار العازل بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في عهد أرييل شارون، ودعم الجدار العازل وفروعه في الأعظمية وفي الأحياء العراقية المذهبية داخل العاصمة بغداد، وهناك فكرة للرئيس بوش بدعم بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، وبين العراق والمملكة السعودية.
خامسا: في عهد الرئيس ترومان اندلعت الحرب الكورية التي بدأت في يونيو/ حزيران 1950 وانتهت في يوليو/ تموز 1953، وهاهو الرئيس جورج بوش يتمنى اندلاع الحرب العربية العربية بين سورية ولبنان، وبين المغرب والجزائر، ويؤسس لاندلاع الحرب بين المملكة السعودية وإيران، وبين جورجيا وروسيا، وبين سورية وإسرائيل.
سادسا: في عهد الرئيس ترومان تأسست إسرائيل، وقد اعترف بها بعد إعلانها بعشر دقائق في 14 مايو/ أيار 1948، وكان ميالا لإنشاء دولة خاصة باليهود، وفي عهد الرئيس بوش تم القضاء على العمليّة السلمية بين إسرائيل والعرب، ويحلم بتأسيس دولة خاصة باليهود، ومن ثم أصبح اللوبي اليهودي في عهد الرئيس بوش يحكم الولايات المتحدة والعالم بطريقة البلطجة الدولية والتمهيد للحرب الدينية.
سابعا: لهذا لم يبق من التشابه العميق إلا استخدام السلاح النووي، وهاهو جورج بوش يلوّح به خياراً إستراتيجياً ضد إيران، وينوي المبالغة به ليكون (هلوكوست نووي)، خصوصا عندما أعطى بوش مقدمات لهذا الخيار، عندما قال في خطابه بتاريخ 22/8/2007 أمثلة من حروب القوات الأميركية وتدخلاتها في مناطق مختلفة من العالم في القرنين الماضي والحالي استعمالا حاول به أن يدعم إصراره على مواصلة الحرب في العراق.
ولقد أورد مثال الحرب الأميركية في فيتنام، واستخدم مثال اليابان التي هزمتها أميركا في الحرب العالمية الثانية هزيمة ساحقة كان حدثها الأهم هو ضرب مدينتي هيروشيما وناغازاكي بقنبلتين ذريتيين، وذلك في أول استخدام للأسلحة الذرية في التاريخ البشري.
 وهي إشارات واضحة بأن الرئيس بوش بات مقتنعاً باستخدام السلاح النووي هذه المرة ليدخل التاريخ أسوة بالرئيس ترومان. فهل سيفعلها الرئيس بوش ليتساوى مع ترومان أم سيتفوق عليه!؟.
 
الخيار النووي بات قريباً؟

 فالمؤشرات والاستعدادات لمعركة الفصل التي لوّح بأدواتها بوش، وهي من خلال السلاح النووي وحرب الصواريخ في تسارع مستمر، وخصوصاً في البلدان المهمة في المنطقة، وهي إسرائيل وإيران ومصر والسعودية وسورية ومن هناك روسيا والصين ودول منظمة شنغهاي.
ففي العراق: عكفت أمريكا على بناء 14 قاعدة مقاومة للضربات النووية، ناهيك عن بناء سفارتها وملحقاتها، والتي تعتبر المشروع الأميركي الأول في العالم، وبهذا العدد من الدبلوماسيين والإداريين والذي يقدر عددهم المرصود 3000 دبلوماسي وموظف، ولقد تم الإيعاز بالبناء على مواصفات خارقة ومقاومة لجميع الضربات النووية والصاروخية وكل هذا من أموال وخزائن العراق، وكذلك شرعوا بنفس الترتيبات في القواعد الخاصة في دول الخليج العربي.
دولة قطر: شرعت بعقد اتفاقية خاصة مع فرنسا، وهي حماية الأجواء والسماء القطرية بعقود سنوية قابلة للتجديد، ومعها صفقات من الأسلحة والتكنولوجيا من فرنسا، وإن هذه الصفقة لم تتم لو لم يتوفر الضوء الأخضر من الجانب الأميركي، والذي أراد من خلال ذلك استدراج فرنسا لتكون حليفا جديدا لأمريكا.
سورية: هي الأخرى حصنت نفسها باتفاقيات مع الجانب الروسي والصيني، وكذلك مع الجانب الإيراني، فعقدت الاتفاقيات لشراء أجيال من الصواريخ المهمة ،والطائرات والأعتدة والرادارات المتطورة، والهدف هو حماية شعبها وأرضها من العدوان القادم نحوها، والذي أصبح بمسارات جديدة قد تصل للخيارات النووية.
أما المملكة السعودية: فشرعت هي الأخرى في التفاهم مع أمريكا، وبعض الدول الأوربية حول المفاعلات النووية الخاصة بالأغراض السلمية، والتي توجتها بصفقة أسلحة ضخمة للغاية من أمريكا، وتتعلق بالصواريخ والطائرات والأعتدة الخاصة، وبأكثر من 20 مليار دولار.
أما الجانب المصري: فهو الآخر أستشعر الخطر فعقدت الحكومة المصرية الصفقات العسكرية مع الجانب الأميركي لشراء الصواريخ الخاصة، وبصفقة بمئات الملايين من الدولارات، ناهيك عن شراء دبابات حديثة من أمريكا والتي يقدر عددها بـ 125 دبابة (إبرامز) بقيمة 847 مليون دولار، وسوف يتوجه خبراء (دينامكس) إلى مصر من أجل تجميعها، وبهذا سيرتفع المخزون المصري من الدبابات (إبرامز) إلى 1005 دبابات.
 
ملجأ يوم الحساب !!
 
الجانب الإسرائيلي: حصل على حصة الأسد عندما تم تعويض إسرائيل باتفاقية أمنية وعسكرية بقيمة 30 مليار دولار من أجل سكوتها عن صفقات الأسلحة مع السعودية ومصر، ولكنها لم تكتف بهذا ،وخصوصا بعد أن عرفت طبيعة المعركة القادمة، فذهبت إلى أمريكا لتوقّع عقدا لشراء صواريخ جوية بحرية حديثة في صفقة تبلغ قيمتها 650 مليون دولار، ولقد أكدت على ذلك صحيفة (معاريف) الإسرائيلية في عددها الصادر في 27/8/2007، وتتكون من 200 صاروخ جوـ جو متوسط المدى من طراز (إمرام) من إنتاج شركة (ريتاون) و500 صاروخ جوـ جو قصير المدى من طراز (سايدو إيندر) وهو أيضا من شركة (ريتاون)، و30 صاروخا بحريا من طراز (هارفورم) من إنتاج (بوينج)، كما طلبت وزارة الأمن الإسرائيلي 90 مليون برميل وقود طائرات، و42 مليون برميل سولار بتكلفة إجمالية تبلغ 308 مليون دولار.
ولم يكتف الجانب الإسرائيلي بهذا، فلقد نشرت صحيفة (يديعوت إحرانوت) ومن معلومات نقلها لها أعضاء في الكنيسيت ورئيس الوزراء إيهود أولمرت «بأن إسرائيل بدأت الاستعدادات لإقامة ما أسمته ــ ملجأ يوم الحساب ــ والذي يفترض أن يحمي قادة الدولة من أية هجمات يمكن أن تتعرض لها بما فيها الأسلحة النووية ولقد عبر عنها الذين وردت أسماؤهم أعلاه عندما زاروا موقع البناء في جبال القدس فقالوا (إن ما يحدث يبدو كنهاية العالم !!). علما أن فكرة الملجأ تعود إلى حكومة إيهود باراك والذي هو وزير للدفاع الآن ويشرف على المشروع.
لذا فيبدو أن الخيار الحاسم قد أقترب وأصبح الحديث حوله ليس مقتصرا على الرئيس الأميركي جورج بوش، بل هناك قسم من المسؤولين الأميركان الذين تناولوا التلويح بالخيارات الإستراتيجية والروحانية والدينية، وأن أخر هؤلاء هو مندوب أمريكا في الأمم المتحدة السفير خليل زاد، فلقد قال كلاما خطيرا لصحيفة «دي بريسه» «القوات الأميركية في العراق ستبقى 20 سنة»، وأضاف «أن الاضطرابات في الشرق الأوسط والحضارة الإسلامية قد تتسبب في حرب عالمية أخرى»، وتابع «إن الشرق الأوسط يعيش الآن حالة من الفوضى يمكن أن تشعل العالم بأسره مثلما فعلت أوربا خلال النصف الأول من القرن العشرين «وهنا يقفز السفير زاده على الحقائق، ويريد من الناس وشعوب الشرق الأوسط والعالم قبول النظرية الأميركية، فلم يعط أسباب ومسبّب هذه الفوضى في الشرق الأوسط، والتي هي الولايات المتحدة وحروبها العبثية وسياساتها البلطجية، ومن ثم يريد السفير من شعوبنا قبول مشروع قتل 60 مليون إنسان مثلما حصل في الحرب العالمية الثانية، أو قبول قتل 200 ألف إنسان مثلما حصل في مدينتي هيروشيما وناغزاكي اليابانيتين .
ومن أجل الإصرار على المضي قُدماً في مشروع الصراع الديني العالمي، فلقد انتهى بوش من كتابة طلب موجه إلى الكونغرس، يطلب من خلاله مبلغ 50 مليار دولار إضافي لتمويل الحرب في العراق، ولقد ذكرت ذلك صحيفة (واشنطن بوست) في 29/8/2007، وأن هذه الأموال ستضاف إلى حوالي 460 مليار دولار في ميزانية الدفاع للسنة المالية 2008، وسوف يتم الطلب حال وصول تقرير الجنرال اليهودي ديفيد بتريوس وهو قائد القوات الأميركية في العراق والسفير ريان كروكر إلى الكونغرس الذي بات واضحاً بأنهما لن يخذلا الرئيس بوش، وسوف يطلبان زيادة القوات والتمويل من أجل المضي قدما نحو تحقيق أحلام الرئيس بوش الدينية والطوباوية والفنتازية.
 
أبواب المجهول والمفاجآت

 نحن أمام فصل جديد من الخراب والدمار الشامل، فسوف تكون له حجج وأدوات وأساليب جديدة، وسيكون له ومن أجله حلفاء أشرار جُدد، فالمنطقة مقبلة على بركان هائل، وسيحرق الكثير، وسيُشرّد الكثير، وسيطمر ويقتل الكثير، وإن إيران وصلت إلى المربع الذي وصل له صدام حسين من قبل، أي مهما فعلت إيران فسوف لن تقبل الولايات المتحدة، وإن تطوعت إيران وقبلت لوحدها بالطلبات الأميركية والغربية، فسوف تستعد إلى المشروع الذي طبق ضد العراق منذ عام 1991 حتى عام 2003 أي ستنكفئ إيران نحو الداخل، ولكن لن تتركها الولايات المتحدة بل ستلاحقها بحزمة متنوعة من القرارات الدولية، والهدف تركيعها ونخرها على طريقة تركيع ونخر العراق، حتى إسقاط النظام واحتلال إيران.
وقد يسأل بهذه الحالة أحدهم: وما الحل إذاً، فهل تستمر إيران في تعنتها والقبول بالمواجهة، وحينها لكل حادث حديث؟
الجواب على هذا السؤال: إن التعنت مرفوض في أجواء مشحونة كهذه، فالأعزل لا يتعنت وهناك من يمسك مسدسا ويده على الزناد ويوجهه نحو الطرف الأعزل، ولكن لو كان لدى الأعزل سلاح مخبأ فعليه أن يستعمل جميع السبل الحوارية والإقناعية من أجل لعبة الوقت مع من يمسك الزناد ومفاجأته بضربة ما، أو بإطلاق نار باتجاه جسم المُهيمن الأول، وحينها لا يمكننا تحديد الطرف الفائز، فيحتمل أن صاحب المسدس كان يرتدي الدرع الواقي للرصاص، أو يحتمل أن يكون يقظا فيغلب الطرف الأول، أو يكون قويا ويتحمل الإصابة ويباغت الطرف الثاني بضربة قاتلة أو مؤذية، وهو تشبيه بين من يحمل مسدساً وهي الولايات المتحدة، وبين الطرف الذي لا يمكننا تميز قوته فهو (بين الأعزل واللا أعزل) وهي إيران.
لهذا فالقضية تحتاج إلى طرف ثالث يرعب الطرف صاحب المسدس (أميركا) ويخيفه كي ينسحب أو يقبل التفاوض ويمنع الطرف الثاني (إيران) من مباغتة الطرف صاحب المسدس، ولكن من هو هذا الطرف، فمن الجانب العربي لا يوجد هذا الطرف، ومن الجانب الإقليمي لا يوجد هذا الطرف أيضا ،إذن لم يبق إلا روسيا فهل هي قادرة على ذلك، فالجواب عند الرئيس بوتين.
أو تحتاج إلى تطويق صاحب المسدس (أميركا) من الخلف كي يمتنع من إطلاق النار على الطرف الثاني (إيران) وإجباره على التفاوض وهذا ما تحاول إيران فعله..... وبهذا نحن على أبواب المجهول والمفاجآت!!!.