إلى أي حد يختلف «ساركو» عن بوش حقاً؟

حدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب حديث له أولويات إدارته بخصوص القضايا الخارجية وبرزت من ضمن ذلك جملة مواقفه من لبنان وسورية والعراق وفلسطين بالإضافة إلى إيران وروسيا.

وقال ساركو إن فرنسا متمسكة «بشغف» بحرية لبنان الكاملة واستقلاله وسيادته «التي ينص عليها القراران الدوليان 1559 و1701 مضيفاً أن «الحوار الذي استؤنف يجب أن يستمر للوصول إلى مخرج للأزمة يبدأ من الأعلى برئيس منتخب ضمن المهل الدستورية وبحسب الدستور يعتبره جميع اللبنانيين ممثلاً لهم ويكون قادراً على العمل مع الجميع، في الداخل مع الطوائف المختلفة وفي الخارج مع كل شركاء لبنان الكبار». واستدرك أن كل الأطراف الإقليمية، وبينها سورية، يجب أن تعمل من أجل تشجيع مثل هذا الحل ملوحاً بأنه «إذا سارت دمشق في هذا الطريق، فستتوافر ظروف حصول حوار فرنسي سوري».
وبخصوص الملف الفلسطيني قال الرئيس الفرنسي إن «جهودنا وجهود اللجنة الرباعية والدول العربية المعتدلة (لاحظ المعتدلة) يجب أن تخصص لإعادة بناء السلطة الفلسطينية بإشراف رئيسها». وأضاف «لكن من الضروري أيضا إعادة إطلاق آلية جديدة حقيقية للسلام فوراً تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية»، معتبراً أن «عدم التزام الأطراف أو المجتمع الدولي بهذا الهدف وإنشاء (حماستان) في قطاع غزة قد يبدو وكأنه المرحلة الأولى من تحكم، الإسلاميين الراديكاليين بكل الأراضي الفلسطينية» حسب تعبيره.
وعلى الصعيد العراقي، قال ساركوزي إن «المأساة العراقية لا يمكن أن تتركنا غير مبالين، فرنسا كانت، بفضل جاك شيراك، ولا تزال، رافضة لهذه الحرب» موضحاً أنه «لا يوجد إلا حل سياسي للازمة العراقية» وأن هذا الحل «يتطلب أيضا تحديد أفق واضح يتعلق بانسحاب القوات الأجنبية»، لأن «القرار النهائي المنتظر حول هذا الموضوع سيجبر كل الأطراف على تقدير مسؤولياتها وتنظيم نفسها» بما في ذلك المجتمع الدولي، ودول المنطقة وفرنسا أيضاً.
وفيما يخص إيران، أعلن ساركوزي دعم بلاده لاعتماد سياسة «انفتاح» تجاه طهران، مشروطة باحترامها لالتزاماتها النووية، مستدركاً أن امتلاك إيران للسلاح النووي «غير المقبول» وأن «الأزمة الإيرانية هي بدون شك أخطر الأزمات التي يواجهها النظام الدولي» حسب قوله محذراً بالحرف الواحد «أرجو أن لا نصل إلى وضع نختار فيه بين قنبلة إيران (النووية) وقَنبَلَتِها (أي قصفها)». وهو تصريح اتفق معه في اليوم التالي الرئيس لأمريكي جورج بوش عندما حذر مما اسماه بـ«المحرقة» في حال تمكنت إيران من امتلاك السلاح النووي، وهو موقف سخرت منه طهران مستبعدة قدرة واشنطن حالياً على شن أي هجوم عسكري عليها.
وحول روسيا، دعا الرئيس الفرنسي موسكو إلى التخلي عما وصفه بـ «الفظاظة» التي تؤكد عن طريقها استعادة وضعها، مطالباً إياها بتقديم مساهمة «ايجابية» في المشكلات الدولية(!!).