درس الثورة
أجمل ما في هذه السنة أن الشعب العربي بدأ يستوعب عمق جراحه فبدأ يكوّن ثورات شعبية ستليق بها كُتب التاريخ في المدرسة، والتي طالما حجب عنها معنى الثورة، أو كاد فلا تذكر إلا باختصار شديد.
أجمل ما في هذه السنة أن الشعب العربي بدأ يستوعب عمق جراحه فبدأ يكوّن ثورات شعبية ستليق بها كُتب التاريخ في المدرسة، والتي طالما حجب عنها معنى الثورة، أو كاد فلا تذكر إلا باختصار شديد.
توقف قطار الثورة التونسية عند صناديق الاقتراع لانتخاب جمعية تأسيسية تضع دستوراً جديداً للجمهورية التونسية وتدير دفة الحكم خلال مرحلة انتقالية. وقد انتهت الأمور إلى فوز حزب النهضة «الإسلامي»، لكنه لم يحقق أساساً برلمانياً كي ينفرد بالحكم، رغم أن قادته أعلنوا أنهم لن يعالجوا الأمور على أساس أكثرية وأقلية، ومدوا أيديهم إلى مختلف الاتجاهات.
في حضرة الثورتين العظيمتين، مصر وتونس، لا بد من استحضار الدروس القديمة التي كلفت الكثير من الدماء ريثما استوعبت. وخصوصاً حين نرى أن دماءً كثيرة ستهدر، ريثما تنتج هذه الدروس مجدداً وتتحول إلى ممارسة واقعية..
بلغ رضا الحكومة الفرنسية عن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ذروته يوم 14 يناير عشية هروبه. فقبل يومين من فراره إلى المملكة العربية السعودية، عرضت وزيرة الخارجية الفرنسية، ميشيل اليو ماري، إمداده بمساعدات أمنية وعسكرية لقمع الثورة التي أطاحت به، فيما صرح وزير الثقافة الفرنسي، فريديريك ميتران، أنه من المبالغ وصف النظام التونسي بالدكتاتورية.
لم يختلف ماسمي ب«الربيع العربي» في تونس عن غيره،إذ لم تغير الحكومة الجديدة منذ سقوط بن علي، الواقع الاقتصادي المتردي في تونس، هكذا أعلن العمال والفلاحون والعاطلون عن العمل من خريجي الجامعات التونسية في الأول من أيار لهذا العام عندما خرجوا إلى الشوارع يطالبون بالكرامة والعدالة الاجتماعية
يميل المؤلف الدكتور راغب السرجاني في كتابه، إلى تناول موضوعة الثورة التونسية، وفق تفسير الحاضر والمستقبل في ضوء دروس التاريخ، معتبرا أن التاريخ هو خير دليل للحاضر وللمستقبل أيضا.
كان انتصار حزب النهضة الإسلامي المعتدل في انتخابات 23 تشرين الأول الماضي مصدر قلق شديد لقطاع عريض من النساء التونسيات، اللواتي يشعرن بأن ما حققن من مكتسبات خلال كفاحهن المرير من أجل التحرر قد يضيع من بين أيديهن نتيجة لصعود نجم القيادة الدينية في فترة ما بعد الثورة.
قام الغنوشي بخطوات تطبيعية مع الصهاينة، فزيارته للولايات المتحدة ولقاؤه مع منظمة ايباك ليست من باب الصدفة، أو أن الرجل لايعي انعكاساتها، ولا يعرف ما تهدف إليه، لأن منظمة «ايباك» معروفة لاصغر عامل في السياسة، لأنها منظمة صهيونية لها ثقلها على الأرض الأمريكية، ولها دورها البارز في صناعة القرار الأمريكي.
يعاني اليوم الذين تعلو رؤوسهم التيجان من القلق، خاصّةً في المغرب والشرق الأوسط.
فقد ولّدت تنحية رئيس تونس زين العابدين بن علي موجاتٍ ارتداديةً من الرباط إلى الرياض.
هرب الطاغية والدكتاتور زين العابدين بن علي وحاشيته مع ما نهبه من أموال وذهب، ولكن الشعب التونسي لم يوقف انتفاضته ونضاله وغضبه ضد النظام وحكومته الوريثة والمليئة برموز النظام السابق، مطالباً بتشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب ومحاسبة مغتصبي حقوقه السياسية والاقتصادية والديمقراطية. وهذا ما يعبر عن نضج الوعي السياسي والاجتماعي والطبقي المتراكم لدى مختلف شرائح وطبقات الشعب الفقيرة في تونس على مدى ربع قرن تقريباً في ظل الاستبداد والعسف.