درس الثورة
أجمل ما في هذه السنة أن الشعب العربي بدأ يستوعب عمق جراحه فبدأ يكوّن ثورات شعبية ستليق بها كُتب التاريخ في المدرسة، والتي طالما حجب عنها معنى الثورة، أو كاد فلا تذكر إلا باختصار شديد.
في هذه الأوقات يجب أن نستبدل «نيكيلودين» بـ«الجزيرة»، و إن نكثر من الشيخ إمام بدلاً من «طيور الجنة»، فأطفالنا يحتاجون أبطالاً مثل البوعزيزي وعبد الناصر.. يجب أن نعلمهم الثورة كما نعلمهم حروف الأبجدية والأرقام.. يجب أن نلقنهم هذه الثورة تلقيناً، وأن نحفظهم إياها كأنشودة..
إن ظُلمت عليكَ أن تثور، وإن شعرت بأن هناكَ من يسرقَ منكَ رغيف خُبزك يجب أن تثور.. وإن كان هناك من يحرمك ابتسامتك واللعب البريء عليكَ أن تثور، وإن كنت ترى وطنك يتلاشى بسبب خائن عليكَ أن تثور.. لرائحة الحرية يجب أن تثور.. للحياة الجميلة يجب أن تثور..!!
ما رأيته في تونس وما أراه في مصر سأنقله لأولادي في المستقبل، وسأحاول أن أعلم من هم حولي من أطفال هذه الثورة، سأعلمهم كيف نغني للثورة ونهتف لها، كيف نقف في الشتاء رافعين لافتات تطالب بإزالة غمامة الظلم عنا..
فلتقرع الأجراس.. ولتصرخ المآذن: حي على الثورة، حي على الثورة..