عرض العناصر حسب علامة : تونس

ربيع الديمقراطية العربي

ليست الانتفاضة التونسية سوى النتيجة الطبيعية لفشل نموذج العولمة والمأزق الذي يؤثّر على العالم كلّه. فما أن ينفتح الاقتصاد أمام رؤوس المال الأجنبية ويتمّ تسليم الاقتصاد المحلي والخدمات لقوى السوق حتّى يتقلّص دور الدولة آلياً ويقتصر على حماية النموذج نفسه. بالتالي، سواءٌ في تونس أم في غيرها من بلدان العالم النامي، يؤدّي ذلك إلى تناقضٍ بين مصالح الشعب والطبقة التي تكوّنت لحماية رؤوس المال الأجنبية.

في البلدان العربية، تمثّل نموذج العولمة في التخلّي عن الطابع العربي الإسلامي للدولة، المكلّفة بتحقيق رفاه مجتمعها. وقد أدّى إلغاء مفهوم الدولة القومية الذي برز بعد الحرب العالمية الثانية وحركة التحرّر التي استندت شرعيتها إلى مفهوم تقدّم مواطنيها ورفاههم. كما أدّى هذا الإلغاء إلى إلغاء الطموحات الاشتراكية للشعب، المستندة إلى رغبتها في دولة رعايةٍ وتقديم  الخدمات العامة.

اتحاد الشغل ومشروع دستور الجمهورية التونسي

إن مساهمة الاتحاد العام التونسي للشغل في رسم ملامح النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتأسيس لجمهورية ديمقراطية اجتماعية أساسها سيادة الشعب، وجوهرها الحرية والعدالة الاجتماعية، تجد تكريسا لها في مشروع الدستور الذي أعدّه الاتحاد اقتناعا بدوره الطلائعي في المسار الانتقالي، وفي عملية البناء الديمقراطي، وإرساء أسس صلبة للجمهورية الديمقراطية التي يكون البعد الاجتماعي، واستحقاقات الطبقة الشغيلة من المكونات الأساسية فيها، ويؤمن للشعب التونسي حياة سياسية واقتصادية، واجتماعية وثقافية تقوم على المواطنة الكاملة الرافضة لجميع أشكال التمييز والإقصاء والتهميش

فنانو تونس يتحدّثون أخيراً.. فمن يصدّق؟

خرج عدد من الفنانين التونسيين من صمتهم، وليتهم ظلّوا فيه، ليعبروا عن سعادتهم بانتهاء «الأزمة السياسية» في بلادهم بخروج زين العابدين بن علي وإعلان تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزّع الرئاسة مؤقتا‏ًً. الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء يفيد بأن هؤلاء الفنانين لا يتغيّرون، لأن مصالحهم الشخصية أعلى من المصالح الوطنية، والتصريحات التي صدرت عن بعضهم تؤكد بأنهم يقفون في منطقة بين الشعب والسلطة رغبةً في كسب الطرفين، وهي لعبة لا أخلاقية على الإطلاق، وما يثبت هذا هو إصرار الجميع على تبرئة الذات مما يعرف بـ«وثيقة العار»، وهي ورقة وقعتها شخصيات تونس البارزة «راجية» الرئيس، وقتها، بالترشح لولاية جديدة..

كتابان يكشفان عورات النظام التونسي المأفون

بعد سقوط بن علي، وبقاء نظامه حتى الآن (؟)، ظهر على الواجهة كتابان مهمان صدرا منذ سنوات هما: «صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي» تأليف: نيكولا بو، جان بيير توكوا، و«حاكمة قرطاج» تأليف: نيكولا بو، كاترين غراسييه..

والكتابان اللذان تشترك فيهما الصحافية نيكولا بو يكملان بعضهما، ويشكلان صورة بانورامية واسعة لطريقة الاستيلاء على تونس من خلال بن علي في الكتاب الأول، والدور الدموي والحديدي لزوجته ليلى طرابلسي في الإتيان على مقدرات البلاد في الكتاب الثاني..

ينبغي أن نشير إلى أن الكتابين الفرنسيين ظلا ممنوعين ومحاربين بشدة في تونس حتى تاريخ هروب زين العابدين، وأن نشير أيضاً إلى أن الأول ترجم إلى العربية بتوقيع زياد منى وصدر عن دار «قدمس» بدمشق، بينما الثاني لا يزال ينتظر التعريب..

المجد لك يا تونس

لم ينتصر البوعزيزي على طاغية عربي فحسب، بل أعاد بدمه الحياة إلى شعوب العرب التي ما زالت تئن تحت وطأة الطواغيت الذين نذروا أنفسهم لخدمة الاستعمار وقمع الشعوب. بالأمس كانت أمم تهزأ بالعرب، أما اليوم، وبفضلكم وتضحياتكم، تنبري الأقلام تمجيداً بهذا العربي الذي تنبئ ثورته بمسار تاريخي جديد.  الفضل لكم يا شهداء تونس الأبرار، الفضل لكم يا أهل تونس الأبطال

إلى الهاوية.. وبئس المصير!

ست ساعات من التحليق في طائرة مدنية دون وجهة معينة بعد رفض الحكومة الفرنسية استقبال الطائرة ومن عليها بحجة عدم رغبتها في إثارة استياء الجالية التونسية في فرنسا.. طائرة بن علي لم تجد حليفاً ولا حاضناً لا في الشرق ولا في الغرب.. حتى أعطت الولايات المتحدة أمراً لخادم حرميها، الكونغرس والبنتاغون، ليقول أهلاً لرئيس الأمس، مشرد اليوم!!

انتفاضة الشعب التونسي.. درس وطني بامتياز

وقف الجميع مذهولين أمام ضخامة الحدث.. الشعب التونسي يتمكن أخيراً من الإطاحة برأس النظام العميل ويجبره- بانتفاضة شعبية عارمة وغير متوقعة على الإطلاق- على الهروب مسربلاً بالليل، ويا لعاره ويا لعار الشاه الإيراني السابق فقد تخلى عنه أقرب الأصدقاء , أعتقد أن التاريخ سيمجد الانتفاضة التونسية ويخلد ذكرى الرابع عشر من كانون الثاني بشكل استثنائي جداً. إنه يوم سيؤرخ لأحد أهم الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية والتاريخ سيؤكد ذلك.

على ضفاف تونس...

عندما كـُتِبَتْ افتتاحية «قاسيون» للعدد الماضي 485 يوم الأربعاء 12/1/2011، تحت عنوان «كيمياء الانفجار»، اعترف أنني ممن لم يكونوا يتوقعون سرعة تطور الأحداث في تونس بالوتيرة التي سارت عليها وبالسيناريوهات والقراءات الواردة في تلك الافتتاحية، بما فيها، بعد استهلال التقديم المنطقي لـ«معادلات الانفجار» و«الرد البوليسي» عليه، التأكيد على «تداخل المصالح والأصابع»، «وأدوار القوى من داخل النظام والقوى الإقليمية والدولية»، وضرورات التمييز بين «المحرك والحركة ومحاولات التحكم»، ومحاولات ركوب موجة انتفاضة التونسيين ومصادرة دورهم «من جميع الأطراف»، مع التأكيد على وجود حواضن «الانفجار الشعبي الحقيقي والمشروع في تونس»...

تونس: الشعب ينتظم في مواجهة الفوضى المبرمجة .. النظام في طور الهجوم

جاء خبر تنحي بن علي عن السلطة مفاجئاً للجميع، مما يشير إلى انقلاب داخلي ضمن النظام، فبعد انقضاء شهر عجز فيه بن علي عن قمع الانتفاضة، حان الوقت لكي يبحث داعموه الغربيون (فرنسا والولايات المتحدة) عن بديل، وفي ما يشابه حالة جورج بوش، سيلقى بالذنب على شخص الرئيس المخلوع ومن ثم يستمر النظام سياسياً واقتصادياً.