انتخابات عالمكسر!
مرة أخرى تعود الانتخابات علينا حاملة من الشعارات والألوان والأقوال المأثورة ما يكفينا لأربع سنوات جديدة.
مرة أخرى تعود الانتخابات علينا حاملة من الشعارات والألوان والأقوال المأثورة ما يكفينا لأربع سنوات جديدة.
ـ قضيت الأسبوع الفائت أجمل أيامي بعد أن قررت أن أكون ضيفاً على بعض مضافات المرشحين بشخصية ملائكية و(مسبحة) لا ينطق حاملها سوى كلمات الرحمة والحمد.. قصدت المضافات لأتعرف على هذا العرس الديمقراطي الذي لا مثيل له في العالم أجمع، وعلى الهامش الديمقراطي الذي كنا نأمل اتساعه.. وليته لم يتسع على هذه الشاكلة: فهو وإن بدا بحالة جيدة و(عال العال)، فإنه مضموناً لا يشكو (والحمد لله) من أي شيء سوى أنه هامش كاذب بجدارة... فقط لا غير!!
تميزت انتخابات مجلس الشعب في دوراته السابقة بظاهرة ضعف الإقبال على الاقتراع في جميع المحافظات السورية. ورغم زيادة حصة المستقلين لتصل إلى أربعين بالمئة من مجموع مقاعد المجلس، ودخول مجموعة كبيرة من كبار المتمولين إلى حلبة السباق الانتخابي، وضخهم لكميات هائلة من الأموال للدعاية وشراء الأصوات في السوق الانتخابية، إلا أن كل ذلك لم يحدث تغييراً جوهرياً وملحوظاً في معدلات الإقبال الجماهيري.
السؤال الأكثر بروزاً الذي واجهنا خلال الحملة الانتخابية كان يتعلق بالنزعة الواسعة لدى المواطنين للعزوف عن المشاركة في الانتخابات بسبب إحباطهم واستيائهم من نتائج الانتخابات السابقة وما تمخضت عنه من أجيال من النواب النوّم الذين يجيد معظمهم «الخطابة»، ولا تجيد غالبيتهم المطلقة «الفعل» لصالح قواعدهم الانتخابية المفترضة.
شهدت البلاد في الثاني والعشرين من شهر نيسان الجاري الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس الشعب للدورة التشريعية التاسعة وسط أجواء تتباين فيها الآراء والمواقف. حيث يكثر الجدل في الشارع السوري حول أهمية مجلس الشعب وأهمية المشاركة في المعركة الانتخابية انطلاقاً من القوانين التي ناقشتها المجالس السابقة والقرارات التي صدرت عنها والتي لم تلامس القضايا الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية التي تهم الجماهير الشعبية في كلمتها ولقمتها وحريتها وكرامتها، حيث فشلت جميع الدورات السابقة في تأمين الحياة الحرة الكريمة واللائقة للمواطن السوري.
قامت جريدة «قاسيون» بإجراء استبيان سريع مع شخصيات ومواطنين يضم سؤالاً واحداً حول الانتخابات.. السؤال هو: ما رأيك بمشاركة تماسيح المال في الانتخابات؟ هل تُفَعّل أم تكبح المشاركة الشعبية حسب التجربة الأخيرة؟
أقامت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بدمشق، قبيل الانتخابات النيابية، مهرجاناً خطابياً حاشداً مساء الخميس 19/4/2007 في خيمة المرشح لعضوية مجلس الشعب الرفيق علاء عرفات التي ضمت العديد من الرفاق والأصدقاء...
في حوالي الساعة الواحدة من ظهيرة يوم الاثنين 23/4/2007 تم توقيف الرفيق الشيوعي سليم اليوسف واعتقاله من أحد المراكز الانتخابية، عندما تولَّد لديه الشك بحصول عملية تزوير في هذا المركز
أظهرت التحضيرات الأخيرة لانتخابات مجلس الشعب الإمكانيات الهائلة لدى تماسيح المال من حيث الصرف على الحملات الانتخابية، واستئجار العشرات والمئات من الأفراد لخدمة هذه الحملات، لحصاد مقاعد المجلس.
مع صدور هذا العدد، تكون قد أعلنت نتائج انتخابات الدور التشريعي التاسع التي جرت في 22ـ23 نيسان والتي تميزت بانخفاض الإقبال الشعبي عليها أسوة بالانتخابات السابقة، إن لم يكن أسوأ منها. وإذا كان حجم المشاركة هو المقياس الأساسي لمعرفة نجاحها، فالمطلوب الوصول إلى الأسباب العميقة التي أفضت إلى هذه النتائج التي تميزت بإحجام شعبي واسع عنها.