ماذا فعل تماسيح المال بانتخابات مجلس الشعب؟؟

قامت جريدة «قاسيون» بإجراء استبيان سريع مع شخصيات ومواطنين يضم سؤالاً واحداً حول الانتخابات.. السؤال هو: ما رأيك بمشاركة تماسيح المال في الانتخابات؟ هل تُفَعّل أم تكبح المشاركة الشعبية حسب التجربة الأخيرة؟

الرفيق عدنان درويش

وفي رده على هذا السؤال قال: إنها بلا شك تكبح المشاركة الشعبية.

قاسيون: لماذا؟

عدنان: هذه المشاركة تقوم بتيئيس الناس، كي تفرغ لهؤلاء التماسيح الساحة السياسية.

قاسيون: كيف كان تجاوب الناس؟

عدنان: الناس كان يعرفون سلفاً من الذي سيفوز، الذي يدفع نقوداً أكثر هو الذي يظفر بالنجاح في الانتخابات، وهذا ما ساهم في تيئيس الناس أكثر، وليس هناك أمل من هذه الانتخابات إذا بقيت كذلك.. يحكمها ويتحكم بها من لا هم لهم سوى مصالحهم الخاصة وتوجهاتهم المريبة..

 الإعلامي محمود عبد الكريم:

الجواب على هذا السؤال ملتبس لسبب بسيط جداً، هو أن تماسيح المال لديهم قدرة على إثارة فرقعة إعلانية وإعلامية يجذبون بها بعض البسطاء خاصة أولئك العاطلين عن العمل الذين تدفع لهم مبالغ معينة، تبدو المسألة وكأنها فولكلور. لكن المجموع العام يستبعدون عادة، وهذا كان واضحاً جداً.. الجمهور العام كان مبتعداً نتيجة وجود صور هؤلاء في الشارع منذ البداية.. وكأن هذه الصور قد غطت على كل شيء.

وقالوا: طالما أن هؤلاء هم المرشحون الوحيدون فلا علاقة لنا بهذه الانتخابات، وهذا كان واضحاً بالمناسبة، وهو ما سمعناه من الأكثرية الساحقة من الناس.

الأديب باسم عبدو:

 إن مشاركة هؤلاء التماسيح تزيد الفساد فساداً.. هؤلاء حيتان المال.. وهذه المشاركة تفسد الديمقراطية.. تفسد العلاقة بين أبناء البلد وبين المرشح والناخب.. كل شيء يفسده المال.. طبعاً هذه المشاركة تضعف من قيمة العملية الديمقراطية، وهؤلاء لا يحصدون سوى السمعة السيئة بالنهاية، لأنهم يستخدمون أموالهم للوصول إلى مجلس الشعب، ويشترون الأصوات والبطاقات...

السيدة مجد نيازي:

إن مشكلة انتخاباتنا التي شاركنا بها لم تعد بغياب المشاركة الشعبية فقط، بل بقائمة الجبهة الوطنية التقدمية التي أصبحت عبئاً علينا، ومازاد من حجم المعاناة المفارقة العجيبة التي أخذت بها الجبهة أحد المقاعد المستقلة، ولم يتكلم عنها أو يثرها لا الإعلام ولا المرشحون. وكما يقول المثل :«رضينا بالبين والبين ما رضي فينا» أما مشاركة تماسيح المال فهي فعّلت العملية الانتخابية ولكن بشكل سلبي بكل معنى الكلمة، ولم يعد هناك من يواجه هذه الطغم المالية التي بات من الواجب إيجاد طرق جديدة للوقوف في وجهها، خصوصاً وأن هؤلاء هم المتحكمون بكل شيء في هذا الوطن.

حسني العظمة:

إن سؤال الاستبيان يعتبر مزدوجاً، فهناك اتجاهان يخصان هذا الموضوع قد برزا. الاتجاه الأول والموجود بقوة وساهم بخلق بعض المشاركة الشعبية، تم من خلال الرشاوي وشراء أصوات الفقراء، أما الاتجاه الثاني وهو الأساسي والحقيقي فقد أدى حضور من سميتهم بتماسيح المال إلى تحجيم المشاركة الشعبية وتنفير الناس ومقاطعتهم لهذه الانتخابات وهذا كان الأوضح والأرجح..

الصحفي رائد وحش:

ردة الفعل الشعبية على هذه الانتخابات هي الترمومتر الحقيقي لفقدان الثقة العام والإحساس بالغياب والتغييب عن المشاركة في صنع القرار.. كنت تلمس سخرية من هذا الكرنفال المزور، وإحساساً مبطناً لدى الناس بأن الأمر لا يعنيهم من بعيد أو من قريب..

إن فكرة وقوفك على صندوق اقتراع تعادل فكرة أنك إنسان، فهل كان ذلك متحققاً في هذه الانتخابات؟؟

من يرضى بأنصاف الأشياء؟ نصف الحلم؟ نصف المواطنة؟ نصف الديمقراطية؟؟

 ■■

قانون انتخابي فاشل

ي . شرف . محامي: لم يكن هناك إقبال جماهيري حقيقي على صناديق الانتخابات، ولعل من الأسباب الرئيسية في ذلك النظام الانتخابي نفسه، والجو السياسي العام والقانون الانتخابي الفاشل والإدارة الفاشلة للانتخابات، والتي عنوانها «ناجح سلفا»، بأي دافع سيتجه الناس إلى صناديق الاقتراع؟؟

في صندوق دائرتي مثلا لم يتعد التصويت مئة صوت.. بعد الفرز كان هناك ثلاثمائة ورقة تصويت جاءت لصالح قوائم محددة باتت معروفة. ولم تكن مطابقة للواقع في هذه الدائرة!!

فواز . س: موظف: كان هناك نوعان من التماسيح في الانتخابات النيابية الحالية، أولها: جماعة السلطة الذين لعبوا دورا استفزازياً بقصد أو دون قصد على صناديق الاقتراع وحتى في الغرف المخفية واختيار المرشحين، وثانيها تماسيح المال الذين أثبتوا خلال يومي الانتخابات أنهم أسياد ما يجري على الأرض عبر شرائهم للأصوات، سواء كان عن طريق شراء الوكلاء أو بالدفع المسبق (هدايا وبدلات عينية أو وعود بالملايين لبعض المؤتمنين على الصناديق كما يتداول الناس). وما كان بإمكان هؤلاء أن يسرحوا ويمرحوا كما يريدون لولا ضعف القوى السياسية التي احتمت بالجبهة الوطنية التقدمية للوصول للمجلس.

شبه مقاطعة

أ . ع: صحفي كانت هناك شبه مقاطعة من الناس للانتخابات، والسبب يعود لعدم وجود وعي وثقافة انتخابية، ولعل أي استبيان عشوائي لأي عينة عشوائية سيظهر النتائج: قائمة الجبهة ناجحة سلفا، وقوائم حيتان المال ثانيا. وهنا يتم التركيز على الأصوات في المناطق الفقيرة جدا واستغلال أحياء بأكملها في العملية الانتخابية، وهناك لا يهم الناخب من المرشح؟ إنما من يدفع أكثر. والبعض يستثمر علاقاته العائلية والعشائرية وبالتنسيق مع شتى جهات حزبية كي تدعمه حيث لا ناظم في اختيار الناخب للمرشح، وبالتالي النتيجة هي الفوضى المنظمة لصالح هؤلاء الحيتان. وأصبحنا اليوم أمام أوركسترا المال التي أثبتت بأنها الأقوى عبر هيمنتها على العملية الانتخابية منذ أكثر من ثلاث دورات متتالية للمجلس .أصبح الصوت لا قيمة له أمام هؤلاء التماسيح.

وهنا يختلط الحابل بالنابل لجهة من قام بممارسة حَقَه ولجهة من امتنع.

لغة تجار المال

ف . ع: موظفة: أصبحت الانتخابات لغة تجار المال، ورغم محاولة العديد من الناس الشطب على قوائم حيتان المال إلا أنهم يستخدمون نفوذهم بطرق مختلفة وشيطانية أحيانا للفوز بالبقية الباقية من مقاعد المجلس. يعني (عوجا) و(فالج لا تعالج).. وأصبحت على يقين بأن هؤلاء سينجحون في الانتخابات مهما كان الثمن، وكل المؤشرات تدل على ذلك أردنا أو لم نرد.

فائق إبراهيم: لقد خلق تماسيح المال جواً من اليأس بين الناس فيما يتعلق بالعملية الديمقراطية لتغيير النهج السياسي لبعض المتسلطين داخل السلك الحكومي من خلال شرائهم لمقاعد المجلس، حتى قبل عملية الاقتراع، وهذا ما حدا دون مشاركة أغلبية الشعب السوري في الانتخابات، لمعرفتهم بنتائجها سلفاً. وطبعاً عدم المشاركة يعني عرقلة وفشل مخططات أسياد المال والحيلولة دون وصولهم إلى المجلس لتمثيل الشعب السوري...

ولكنهم في النهاية سيصلون بأموالهم التي أغدقوها دون حساب على العملية الانتخابية، وعيونهم طبعاً على استردادها في الوقت المناسب.

زيطة وزمبليطة

ع . ع موظف: إن من يداول ويربط عملية المشاركة الشعبية بالانتخابات مع تماسيح المال لهو مشارك معهم بهذه المهزلة، فلم يكن هناك أي إقبال، ومن روج لها كذب على نفسه أولاً!! .. أنا لم أنتخب. ولماذا أنتخب أصلا؟؟ فالأسماء نفسها تتكرر.. مجموعة من المرتزقة وحرامية المال العام. إن أكبر دليل على عدم الإقبال هي «الزيطة والزنبليطة» التي استخدمتها وسائلنا الإعلامية في حث المواطنين على الاقتراع لأنهم كانوا على علم مسبق بمقاطعة الناس للانتخابات، لأن المجلس في دورته الماضية لم يحقق أي إنجاز يذكر، فالقوانين والتشريعات التي صدرت من خدمت؟؟ هل خدمت المواطنين؟ ماذا أصاب أسعار المواد الأولية والأساسية التي يحتاجها الناس؟؟. مجموعة شلل و(حرامية) مع بعض الوجوه الجديدة التي تدخل إلى هذا الجسم السرطاني فيتسرطن من يدخل إليه ويصبح مستشرياً في جسد البلاد.. هذه الألاعيب لم تعد تمر على الناس، وكل من راقب على أرض الواقع يعلم أن الإقبال الضعيف كان فاضحاً.. وبصراحة انتخاباتنا كانت مسخرة! الله يجيرنا من الأعظم!!

آخر تعديل على الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2016 11:37