انتخابات عالمكسر!
مرة أخرى تعود الانتخابات علينا حاملة من الشعارات والألوان والأقوال المأثورة ما يكفينا لأربع سنوات جديدة.
الشوارع التي اعتادت ضجيج السيارات وزحمة الناس المبعثرين بين أعمالهم وجامعاتهم العقيمة، تحاول أن تستوعب ضجيج مرشحين أزليين ومستجدين (لا فرق) مع لافتاتهم وابتساماتهم الساذجة.. ووعودهم الـ..... , والأزقة التي تعودت النفايات وغيرها من المواد غير الصالحة للاستهلاك البشري تتعود في هذه اللحظات على وجود كميات أخرى من المواد غير الصالحة للاستهلاك البشري واللا بشري؛ لافتات وُضعت على عجل لتسبق مثيلاتها إلى مكان استراتيجي، يمكن من خلاله للمواطنين أن يلاحظوا وجود صورة مرشح أو مرشحة مع ابتساماتهم وشعاراتهم بوضوح. وفي هذا المكان الاستراتيجي نفسه ستجد صوراً وصوراً وصوراً متراكمة على عجل.. وفوق بعضها (لا يهم).. الأهم صورة من ستبقى على السطح.. أو (ع الوش).
لافتات بألوان الطيف على مد عينك والنظر وشعارات لا يشوبها شائبة، وطقوم من العيار الثقيل مع الكرافات الأنيقة.. تنتشر في كل مكان من أكثر الأحياء فقراً حتى أكثرها غنى، والفرق بين هذين النوعين من الأحياء، أن الأولى زادت نفاياتها نفايات، أما الثانية فيحافظ المرشحون الأكارم وأزلامهم الداشرون في الشوارع على نظافتها وكأنهم من أصدقاء الطبيعة، (هناك يعتمدون على صور كرتونية ولافتات قماشية وهنا يستخدمون اللوحات الطرقية وسيلة ديمقراطية للدخول في المعركة الضروس). ومع ذلك لم يتكرم علينا ولا واحد منهم بطرح برنامجه العتيد واكتفوا ببعض العبارات المستهلكة، ولا داعي لذكر أمثلة.. فأنتم أيها القراء عدلتموها على مزاجكم، وكما ينبغي لها أن تكون فعلاً..
أما المضافات (التي هي أيضاً وسيلة ديمقراطية)، ففاقت عدد هؤلاء الحيتان، لدرجة أن بعض الطرق الرئيسية لم تعد رئيسية، بل أصبحت انتخابية، والطرق الفرعية.. أصبحت رئيسية (إلا شوي).
ناهيك عن وجود مطرب جديد على الأقل في كل مضافة تقريباً، (لأن أبو تحسين، وهو الاسم السري لأحد المرشحين لا يحب الطرب)..
وهنا نقع بإشكال التصويت (لمن نصوّت) للمطربين الجدد.. أم للمرشحين؟؟؟
■ لينا محمد