السداسيّة وإيران... والتحفّظ الروسي والصيني
من الواضح أن الملف الإيراني بات موضوع سباق محموم بين سياسة تهدف الى ضربة عسكرية ضد إيران، وأخرى تسعى إلى امتصاص النقمة عبر إقناع طهران بضرورة جلاء المسائل العالقة حتى لا تتورط بحرب مُدمّرة
من الواضح أن الملف الإيراني بات موضوع سباق محموم بين سياسة تهدف الى ضربة عسكرية ضد إيران، وأخرى تسعى إلى امتصاص النقمة عبر إقناع طهران بضرورة جلاء المسائل العالقة حتى لا تتورط بحرب مُدمّرة
قالت مصادر دبلوماسية إن روسيا والصين تضغطان على الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي لا تصدر تقريراً ربما يشير إلى أبعاد عسكرية لبرنامج إيران النووي, وقالت موسكو إن التقرير قد يضر بالجهود الرامية لتسوية هذه القضية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي غربي قوله إن الروس والصينيين يضغطون حتى لا يتضمن التقرير المنتظر صدوره الشهر المقبل استنتاجات قوية بأن للبرنامج النووي الإيراني أغراضاً عسكرية تصب في إنتاج سلاح نووي.
غير أن دبلوماسيا آخر لدى الوكالة الذرية قال إنه يتوقع أن يستبق رئيس الوكالة, الياباني يوكيا أمانو, على المساعي الروسية والصينية, وأن ينشر التقرير في الأسبوع الذي يسبق اجتماعاً مقرراً لمجلس محافظي الوكالة الذرية يومي 17 و18 تشرين الثاني المقبل.
وقال مبعوث في فيينا إن سفيري روسيا والصين لدى الوكالة تقدما بطلب مشترك لأمانو مؤخراً، قالا فيه إنه يتعين اطلاع إيران على المعلومات والتعليق عليها قبل نشرها.
وكان أمانو قد قال الشهر الماضي إنه يشعر بقلق متزايد من توسع الأنشطة النووية الإيرانية بما في ذلك عمليات تخصيب اليورانيوم, مضيفاً أن الوكالة جمعت معلومات بهذا الشأن بوسائلها الخاصة ومن دول أعضاء.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين غربيين اعتقادهم أن التقرير سيزيد من الشكوك في أن إيران ربما تعمل على تطوير صاروخ نووي، مما سيعزز موقفهم بفرض عقوبات إضافية عليها.
بدورها قالت الخارجية الروسية إن توقيت صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يسد الطريق أمام أي فرصة لإجراء محادثات جادة بخصوص الملف النووي الإيراني في وقت سبق لواشنطن أن لوحت مؤخراً بملف تصعيدي آخر بوجه إيران يتعلق باتهامها بمؤامرة مزعومة لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير.
كما دعت الخارجية الروسية الوكالة إلى التحلي بمزيد من الكياسة فيما يتعلق بنشر التقرير ربع السنوي عن القضية الإيرانية, ووبّخت الوكالة لتسريب معلومات عن هذا الموضوع. وتابعت في بيان ما من شك في أنه (التقرير) سيوتر المناخ, وقد يعوق البدء في إجراء مفاوضات جادة».
وقالت أيضاً إن هذا الموضوع الحساس «يتطلب تعاملاً محايداً ومسؤولاً, وهو ما يصعب توفره في ظل هذا الضجيج الدعائي الذي بدأ حتى قبل نشر تقرير المدير العام لوكالة الطاقة الذرية»، على حد تعبيرها.
وكانت روسيا- التي تربطها بإيران صلات قوية- قد عرضت التوسط في البحث عن حل بشأن الملف النووي للنزاع بين طهران والغرب.
ومنذ انهيار المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران في كانون الثاني الماضي، تتبنى روسيا خطة مرحلية تعالج إيران بمقتضاها بواعث القلق من أنها ربما تسعى للحصول على أسلحة نووية مقابل تخفيف العقوبات عنها.
وفي الأثناء, قال أحمد أحاني نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده بصدد صياغة رد على رسالة للممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بشأن استئناف المفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
وأضاف المسؤول المكلف بالشؤون الأوروبية والأميركية أن كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي سيرسل الرد المطلوب في الوقت المناسب, ملاحظا أن رسالة أشتون صيغت بلهجة أخف مما كان في السابق.
ولكن الاتحاد الأوروبي كان قد لوح في ختام قمة بروكسل بفرض مزيد من العقوبات على إيران في حال ظلت تمتنع عن استئناف المفاوضات المتعددة الأطراف حول ملفها النووي.
ورد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بانتقادات حادة للأوروبيين الذين طالبوا طهران بالتخلي عن شروطها للتفاوض.
وقال صالحي- في رسالة إلى مؤتمر إيراني حول العلاقات مع الاتحاد الأوروبي- «من الأفضل للاتحاد الأوروبي بدلاً من خلق صورة غير حقيقية ومضللة لبرنامج إيران النووي، أن يفكر بشأن الخطر الحقيقي الذي يمثله مخزون الأسلحة النووية في أوروبا».
تشهد منطقة «الشرق الأوسط»، بما فيها البلاد العربية والقوى الإقليمية الفاعلة حولها، كإيران وتركيا وإسرائيل، حالةً تُشبه المخاض الذي يسبق الولادة. فبلدان المنطقة كلّها كانت في السنتين الماضيتين حبلى بمتغيّرات تحدث إمّا فيها أو حولها، دون معرفةٍ حاسمة لاتّجاه هذه المتغيّرات أو لمدى انعكاسها على مصير الأزمات والعلاقات والكيانات في هذه المنطقة الشديدة الحساسية من العالم.
بدأت أعمال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة ومقرها نيويورك في يوم الثلاثاء 25 سبتمبر /أيلول بحضور كثيف للملفين النووي الإيراني والأزمة السورية سواء ً من على منبر منصة الأمم المتحدة أو التصريحات الصادرة من هنا وهناك خلال المشاورات بين الفرق السياسية المشاركة على هامش أعمال الجمعية ....
قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن الثورة في إيران تبدو مسألة وقت وان الحركة الإصلاحية في الجمهورية الإسلامية تتعلم من دروس الثورات في تونس ومصر وليبيا وسورية. وسُئل بانيتا (مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية تولى قيادة وزارة الدفاع في تموز) في برنامج تلفزيوني عن احتمال أن يمتد «الربيع العربي» إلى إيران فأجاب «بالتأكيد»، وأضاف وفقاً لوكالة رويترز: «أعتقد أننا شاهدنا بوضوح في الانتخابات الأخيرة في إيران أن هناك حركة داخل إيران أثارت نفس الأمور التي نشاهدها في أماكن أخرى»، وتابع قائلاً «أعتقد لأسباب كثيرة أنها مسألة وقت قبل أن يحدث هذا الشكل من الإصلاح والثورة في إيران أيضاً».
قال إدريس الجزائري، المدير التنفيذي لمكتب حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة، إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مجددا ضد إيران، غير قانونية.
شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن بلاده لا تسعى إلى تصعيد التوتر الإقليمي وتقويض الملاحة الدولية، لكنها لن تتخلى عن حقها في تصدير النفط إلى دول أخرى.
أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، اليوم الثلاثاء، أن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصورة رسمية، ببدئها في زيادة قدراتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم.
اجتمعت اليوم في فيينا بطلب من طهران اللجنة المشتركة للدول التي لا تزال في اتفاق إيران النووي، في ظل غياب لافت للولايات المتحدة عن الاجتماع.
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على أن طهران لن تتفاوض على أي موضوع خارج إطار الاتفاق النووي المبرم معها.