لقطة من سورية
يخرج الطلاب من الثانويات، فيشعل عدد كبير منهم سجائرهم أمام الأبواب الكبيرة التي خرجوا منها توّاً، أمام المدير والأساتذة والموجهين، ويسيرون في الشوارع بلباسهم المدرسي وهم على هذه الصورة..
يخرج الطلاب من الثانويات، فيشعل عدد كبير منهم سجائرهم أمام الأبواب الكبيرة التي خرجوا منها توّاً، أمام المدير والأساتذة والموجهين، ويسيرون في الشوارع بلباسهم المدرسي وهم على هذه الصورة..
الواقع اليومي لتلاميذ المدارس المتواجدة في أحزمة الفقر بحلب، وخاصة في مدارس التعليم الأساسي، لا تسر الخاطر.. مشكلات كبيرة ومعاناة عميقة وكثيرة تطغى على الصورة فيها، والتربية غائبة أو مغيبة عن هذا الواقع، لتقصيرها البيّن في وضع أسس وخطط تربوية صحيحة تراعي طبيعة هذه المدارس التي يؤمها أبناء أصحاب الدخل المحدود أو معدومي الدخل.. وبالتالي يزداد الشرخ اتساعاً والهوة عمقاً, بين الجهات المعنية بالتعليم وبين الناس الأكثر فقراً..
يدخل الطالب أو الزائر إلى مكتبة كلية الحقوق في جامعة دمشق، فيفاجئ بأن جولة من نصف ساعة على الأكثر تكفي كي يطلع على عناوين جميع الكتب المتناثرة على رفوفها القليلة. ويمكن لهذا الزائر أن يلمح مثلاً صفاً من الرفوف لا يتجاوز عددها الثلاثين رفاً بطول متر للرف الواحد، مخصصة لمراجع القانون المدني، ويمكن أن يتجه إلى آخر المكتبة ليرى بضعة رفوف متجاورة تحت عنوان «المجلات والدوريات».
يبدأ طلاب الدراسات العليا في جامعة دمشق إعداد أطروحاتهم الجامعية لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، وهم يحملون حلم متابعة دراستهم الأكاديمية، لكن معاناتهم سرعان ما تبدأ بمجرد بدء إجراءات التسجيل، إذ يمكن أن تستغرق هذه الإجراءات ما يزيد عن ستة أشهر لطلاب لماجستير، وعاماً كاملاً لطلاب الدكتوراه في معظم الأحيان.
«مطلوب شاب أو شابة للعمل في شركة تجارية».. هذه الجملة هي من أكثر الجمل حساسية للعقل الباطني لمتصفح الجريدة الإعلانية، فيكفي أن تقع ضمن نطاق البصر الهامشي له حتى يتوجه كل تركيزه إلى الزاوية المتضمنة الجملة السابقة الذكر، وقد زاد من أهميتها ما أولته الحكومة من جهود ملحوظة في سبيل رفعها إلى مستوى أهم عشر عبارات في سورية بعد أن تبرأت من معظم التزاماتها تجاه الخريجين من حملة شهادات المعاهد والجامعات، حتى أصبحت هذه العبارة تنافس عنوان «مطلوب للعمل في الخليج»!.
بعد يومين من صدور نتائج الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي والثانوية الشرعية، أصدرت وزارة التعليم العالي إعلاناً عن إجراء اختبارات خاصة بالقبول الجامعي للحاصلين على شهادة الدراسة الثانوية لدورة عام 2010 للطلاب السوريين ومن في حكمهم، ودورتي عام 2009-2010 للطلاب العرب والأجانب في بعض الكليات والأقسام بالجامعات السورية للعام الدراسي 2010-2011، وكتب في أعلى الصفحة من الإعلان «لجميع أنواع المفاضلات ولا يجوز إجراء أي اختبار بعد انقضائه»، وتضمن الإعلان مداخل للاختبار الأول يتعلق الأول بالاختبارات المركزية (الهندسة المعمارية، الإعلام، اللغة العربية، اللغتين الفرنسية والإنكليزية)، والثاني بمسابقة كليات الفنون الجميلة، والثالث بالاختبارات الخاصة بالتربية الموسيقية والرياضية والتمريض، إضافة إلى كليات الآداب أقسام اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.
«أن تأتيَ متأخراً أفضل من ألاّ تأتي».. وهذا صحيح في المثل، ولكن المسألة تبقى نسبيةً في النهاية، إذ قد يكون التأخير في بعض الأحيان خطراً ويسبب كارثةً لا تُحمد عقباها ولا ينفع معها الندم.
ذات يومٍ أخطأ الطفل «رام» الإجابة عن سؤال سأله أستاذ إحدى المواد، فطالبه الأستاذ الكبير، الكبير جداً! بأن يفتح يديه الصغيرتين لينال ضربتين بالمسطرة-العصا، ورفض الطفل.
وقّع عشرات الطلاب في قسم الآثار والمتاحف بجامعة دمشق بياناً تضامنياً مع الثورة الليبية، هذا نصه:
حدقة العين تكبر، القلب يتضخم ويعمل بأقصى طاقته، العقل ينضج ويصل إلى ذروة غايته.. لقد وصلنا سن الشباب.