مدارس دير الزور تحمّل تلاميذها «سلّة مشاكل»!

«أن تأتيَ متأخراً أفضل من ألاّ تأتي».. وهذا صحيح في المثل، ولكن المسألة تبقى نسبيةً في النهاية، إذ قد يكون التأخير في بعض الأحيان خطراً ويسبب كارثةً لا تُحمد عقباها ولا ينفع معها الندم.

إنّ ما تعانيه أغلب مدارس دير الزور من ازدحام كبير فاق كل التصورات بات مشكلة حقيقيةً لسكان المنطقة كلهم، حيث يزيد عدد التلاميذ في الصف الواحد أحياناً عن 50 تلميذاً، وهذا له انعكاساته على العملية التعليمية والتربوية وعلى المعلمين بكل تأكيد.. والسبب في ذلك بكل وضوح هو الفوضى وسوء التخطيط والتنفيذ الذي لا يلحظ التوسع وزيادة عدد الطلاب المتزايد عاماً بعد عام، ناهيك عن حاجة المدارس لمستلزمات التعليم الضرورية وهو ما يمثل مشكلةً أخرى يعيشها التلاميذ وذووهم يومياً وعلى امتداد العام الدراسي كله.

ولاستدراك بعض الحالات الإشكالية والأوضاع المتردية في مدارس دير الزور، وذلك طبعاً بعد ضغوطات الأهالي المستمرة، تجري حالياً في العديد من هذه المدارس أعمال الصيانة والتوسعة ولكن خلال الدوام المدرسي وفوق رؤوس التلاميذ، وهذا ما يعرض حياتهم للخطر جراء أعمال البناء التي لا تراعي السلامة والحفر الكبيرة التي تملأ الزوايا حيث يعاد تأهيل التمديدات الصحية وغيرها، ومثال ذلك ما يجري في مدرستي الثورة وعدنان عكاب في حي الجورة غربي المدينة، وهذا الحي يعد أحد أكبر أحزمة الفقر في المدينة، فهناك يستخدم المتعهدون في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع إدارات المدرستين، الآليات الثقيلة دون مبالاة متجاهلين ما ينتج عنها من ضجيج وغبار وتلوث وإرهاق للمعلمين والتلاميذ في ساعات الدراسة.

وقد اشتكى الكثير من أولياء التلاميذ لـ«قاسيون» متسائلين عن سبب تأخر هذه الأعمال عن فترة العطلة الصيفية، أو على الأقل عن سبب تنفيذها الآن في منتصف العام الدراسي كحل إسعافي، وهو ما يهدد سلامة التلاميذ ويؤثر سلباً على مسيرة العملية التربوية.

«قاسيون» تطالب مديرية الخدمات الفنية ودائرة الأبنية المدرسية بمديرية تربية دير الزور بحل مشكلة أعمال البناء والصيانة بحيث تكون خارج أوقات الدوام الدراسي، وفي العطل الأسبوعية فقط، حتى وإن تطلب ذلك تمديد فترة العقود، وذلك حرصاً على سلامة التلاميذ وسير العملية التعليمية، لاسيما وأن حوادث كثيرة سجلتها مدارس دير الزور كانت نتيجةً لمقدمات من هذا النوع، وإذا كان الكلام عن إمكانية تعرض كل التلاميذ لحوادث قاسية خلال أوقات الدوام جراء استمرار أعمال الصيانة فيه شيء من المبالغة، فإن تعرضهم جميعاً لمشاكل صحية ليس أبسطها التهاب المجاري التنفسية بسب الغبار أمر مؤكد، خاصةً في حال تابعت الورشات عملها دون اكتراث، وفي حال استمرت إدارات المدارس في تغاضيها عن صحة التلاميذ وإرسالهم إلى منازلهم بسلال من المشاكل التي لا استطاعة لأهلهم دائماً على حلها!.