عرض العناصر حسب علامة : الرقة

القطن.. والدعم المنقوص!

يستخدم اللصوص والفاسدون سحر كلمة (الدعم) لفتح أبواب المغارات المغلقة، وللمدعومين فقط، فيملؤون سلالهم وخزائنهم بكنوز الوطن، أما السواد الأعظم من المواطنين البسطاء والشرفاء من العمال والفلاحين وسائر الكادحين، فلا يحصلون إلاّ على الفُتات، أو ما يكفيهم حدّ الكفاف، كدعم الخبز والمازوت، ومع ذلك يبذلون جهودهم وينتجون ما يحمي الوطن والشعب من ويلات الطامعين فيه، وخاصةً في الزراعة والصناعة.

فلاحو الرقة على شفير الجوع!

لحقت أضرار هائلة بالزراعة والمزارعين في المحافظات كافة في المواسم القليلة الماضية، ولم يسلم محصول من أي نوع إلا ما ندر، تارة بسبب المناخ والجفاف والأوبئة، ومعظم الأحيان بسبب السياسات الزراعية التي ما انفكت تفتك بالزراعة وتدفع بالعاملين بها إلى شفير الجوع والعوز.

 وفي الموسم الحالي أصيب موسم القطن في معظم المحافظات، وخصوصاً في محافظة الرقة،  بالدودة الشوكية، كما لم يسلم من العوامل الجوية، وإذا أضفنا إلى ذلك سوء البذار لاكتملت اللوحة، وتم إدراك مدى الضرر الفادح الذي أصاب الفلاحين، والمشكلة أن الأمور لن تتوقف عند هذا الحد، بل سيأتي سريعاً هم الديون التي على الفلاحين دفعها للمصارف الزراعية ومتطلبات المعيشة المتزايدة وتفاقم الهموم كافة.

هل بدأت ملامح محاربة الفساد في الرقة؟

 الرقة.. كأي جزء من وطننا الحبيب سورية تملك من الإرث التاريخي والحضاري الكثير.. فهذه المحافظة المعطاء تقع بين نهري الفرات والبليخ، ويمتد تاريخها إلى أبعد من الألف السابع قبل الميلاد كما دلت على ذلك مكتشفات تل مريبط ، وهذا ما يجعلها مرتعاً للاصطفاف السكاني لتواجد الرعي والزراعة معاً.

وفي تاريخها المعاصر توالى عليها العديد من المحافظين والمسؤولين، فمنهم من كان فاسداً، ومنهم من حاول القيام بإصلاحات وخاصةً في البنية التحتية لكن دون جدوى، وهم قلّة.. لأن قوى النهب والفساد المتعدد الأشكال والمتواجدة والمهيمنة الكبرى منها والصغرى، تقف بالمرصاد وتغتنم كلّ فرصة لتملأ جيوبها وخزائنها على حساب مصالح المواطنين، كبارهم وصغارهم، رجالهم ونساءهم عمالهم وفلاحيهم، وأصبح الفساد الفكري والاقتصادي والاجتماعي 

 

الرّقةُ المُستَبَاحَة..!

قبل الأزمة شكلت محافظة الرقة ككل المحافظات السورية مصدراً للنهب من قوى الفساد، وكانت معاناتها لا تختلف كثيراً عن غيرها من السياسات الليبرالية وخاصةً ارتفاع المحروقات..

في الرقة صعوبات بالمواصلات تترصد من يحلّها

بما أن المواصلات والاتصالات في أي بلاد تعتبر هي العمود الفقري للحياة الاجتماعية، وهي الشريان النابض الذي تتغذى منه حركة المجتمع وتطوره، حيث أن تطور البلدان والمجتمعات يقاس بمدى تأمين مواصلاتها، فكلما تطورت المواصلات تسارعت عجلة التقدم، لاسيما وأنها وسيلة هامة لربط المدن والبلدات والقرى بعضها ببعض، وفيها كسب واختصار للزمن، ما يسهل على أفراد المجتمع التواصل وتمتين العلاقات الاجتماعية، وبواسطتها يتم تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية ومجمل النشاط الحيوي، وبذلك فهي ليست مجرد خدمة، بل هي عامل ربط للنسيج الاجتماعي والوطني معاً.

رغم قرار وزارة التربية.. قرى بكاملها ما تزال دون مراكز تدريسية في الرقة!

لا شكّ أنّ أي بناء يتمّ تدريجياً وبجهد جماعي ويحتاج إلى زمن مناسب.. وكذلك بناء الأوطان.. ولا شكّ أيضاً أنّ بناء الإنسان المواطن أدقّ وأصعب.. وهو معيار قوة الأوطان، لكن الهدم أسرع وأسهل بأيدي الفاسدين ومعاولهم التخريبية التي طالت كلّ شيء.

بالغاز أو بماذا يوقد الناس في الرقة؟

مضى على الأزمة التي تعصف بالبلاد أكثر من خمسة عشر شهراً والأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، ولا يوجد مخرج من النفق المظلم، وهي تخلف وراءها حطاماً اقتصادياً منهكاً ويزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم، وكل العالم يتفرج وينظر من خلال المصالح الخاصة به، همه أن ينال حصته من وليمة عالية الدسم تهيج كل الغرائز..

الجمعيات الفلاحية في رابطة الثورة بالرقة: الهموم تزيد.. والحلول تغيب

يستمر مسلسل النكبات والمآسي التي تنهال على رؤوس الفلاحين الذين كانوا يوماً عماد الوطن واقتصاده وغذاءه، بسبب السياسة الاقتصادية اللا اجتماعية للطاقم الاقتصادي، ويستمر الليبراليون الجدد في التهام حقوقهم ومكاسبهم التي نالوها بعرقهم وتعبهم خلال مسيرة نضالهم منذ أيام الإقطاع إلى الآن.. وتبقى مطالب الفلاحين تتكرر في كل اجتماع أو مناسبة دون أن يتحقق منها شيء.. ويتناسى المسؤولون كل ذلك،  وطالما أن الفلاح ليس بخير، فالوطن كله ليس بخير أيضاً..

الرقة تدخل في دائرة النار..!

بعد سنتين من الهدوء والآمان رغم الأزمة التي عصفت بالوطن ورغم وجود قوى القمع وتحول المدينة إلى ملجأ شبه دائم.. وبعد شهرين من استباحتها من المسلحين بمختلف مشاربهم، وتهجير غالبية سكانها ومن لجؤوا إليها من المحافظات الأخرى وخاصةً توءمها دير الزور.. ها هي اليوم تصبح مدينة أشباحٍ تعصف فيها الرياح ولم يبقَ فيها سوى حوالي 15% من سكانها، الذين لا يستطيعون التجول في شوارعها خشية القصف والقنص وخاصةً في الليل.. حتى الكلاب الشاردة غادرتها ولم يبق يتجول فيها سوى حمار أعمى..!؟

صندوق المعونة الاجتماعية بالرقة.. معونة لمن تحديداً؟!

أفرزت السياسات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة في سورية إرثاً فاسداً عميق الجذور في المجتمع السوري، وهذا الإرث تبلور وأنتج طبعة واسعة جداً وعلى شكل متوالية هندسية تزداد اتساعاً يوماً تلو الآخر، وأخذت تنهش في بنى المجتمع كالسرطان في خلايا الجسم البشري، وبأشكال متعددة؛ من فقر وبؤس وشقاء وظلم واستعباد واستبعاد واستبدادوتهميش..الخ، ونشأت بفضل هذه السياسات طبقتان الأولى غنية تزداد غنى وعددها قليل، والأخرى تعانق خط الفقر بل تهبط تحته أحياناً، وتزداد فقراً، وتمثل هذه الأخيرة الأكثرية في المجتمع، وكانت للمنطقة الشرقية حصة الأسد من حالة الفقر والتراجع في قطاع الزراعة والصناعة والتعليم والصحة، وكذلك في البنى التحتية.