في الرقة صعوبات بالمواصلات تترصد من يحلّها
بما أن المواصلات والاتصالات في أي بلاد تعتبر هي العمود الفقري للحياة الاجتماعية، وهي الشريان النابض الذي تتغذى منه حركة المجتمع وتطوره، حيث أن تطور البلدان والمجتمعات يقاس بمدى تأمين مواصلاتها، فكلما تطورت المواصلات تسارعت عجلة التقدم، لاسيما وأنها وسيلة هامة لربط المدن والبلدات والقرى بعضها ببعض، وفيها كسب واختصار للزمن، ما يسهل على أفراد المجتمع التواصل وتمتين العلاقات الاجتماعية، وبواسطتها يتم تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية ومجمل النشاط الحيوي، وبذلك فهي ليست مجرد خدمة، بل هي عامل ربط للنسيج الاجتماعي والوطني معاً.
إننا إذ نسوق هذه المقدمة حتى نبين كم أن محافظة الرقة مظلومة في تخديمها ويتم تكريس عزلها عن محيطها من المدن والمناطق أو السماح لها بالتواصل بشكل خجول، ففيها تظهر أهمية المواصلات كون حدود المدينة ترتبط بأربع محافظات بالإضافة إلى وجودها كمنطقة حدودية ولها اتصالها بالدول المجاورة، وكونها منطقة زراعية غنية بالشقين النباتي والحيواني، وحجم الكثافة السكانية بأريافها الزراعية كبيرة، من هنا تبرز أهمية وضرورة تأمين وسائط النقل العامة والخاصة. فمند فترة طويلة يعاني أهالي وسكان بلدات ربيعة والقحطانية ويعرب من أزمة في المواصلات ولا يوجد بصيص ضوء لحل مشكلتهم المستعصية، فهناك العشرات من الطلاب الجامعيين، والمئات من العاملين الذي يعملون في مدينة الرقة، هم بحاجة إلى تواجدهم على رأس عملهم وفي قاعات المحاضرات والدرس في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى ما بعد الخامسة مساءً، وهذا التأخير خاص بشريحة طلاب الجامعات الذين يمتد دوامهم حتى ساعات متأخرة في المساء، فهم يعانون أشد المعاناة في الوصول إلى المدينة والعكس، ولعدة أسباب منها:
1ـ هناك ميكروباص عدد 2 فقط لتخديم هذه القرى.
2ـ هذان الميكروباصان لا يستوعبان جميع الطلاب صباحاً ولا أثناء العودة.
3ـ هذان الميكروباصان يوصلان الطلاب والموظفين إلى أطراف المدينة فقط، مما يجعلهم يضطرون لتأمين واسطة نقل أخرى للوصول إلى مكان عملهم بالوقت المحدد، مما يكلفهم عبئاً مادياً باهظاً لا يتناسب ودخلهم، ناهيك عن هدر الوقت.
4ـ كثيراً ما ينتظر المواطنون لأكثر من ساعة على المواقف والطرقات المؤدية إلى المدينة أو إلى خارجها، مما يؤثر سلباً على الحياة الدراسية للطلبة، والأداء الملتزم للموظفين.
5ـ في الفترة الأخيرة قامت البلديات بالتعاقد مع باص نقل داخلي حجم كبير لحل أزمة المواصلات، فراح أصحاب الميكروباصات الخاصة يضايقون باص البلدية المتعاقد معه علناً، وعلى عينك يا تاجر، وكل يوم تحدث مشاجرة بينهم، ولا توجد أية حلول لهذه الأزمة وعلى مرأى من أعين شرطة المرور، ما أدى في نهاية الأمر إلى طرد الباص الكبير من الخط لتبقى الميكروباصات الخاصة يتحكمون بمصير الطلاب والأهالي رغم المخالفات التي ترتكب بقوة الفساد الرائج والمستفحل في هذا البلد.
إننا في «قاسيون» نتوجه إلى السيد محافظ الرقة لإيجاد حل جذري وفوري لمشكلة النقل في هذه القرى المذكورة أعلاه، وبينها وبين المدينة، وذلك من خلال التعاقد مع باصات من البلديات وتشديد المراقبة من قبل شرطة المرور المختصة، وذلك لتأمين دوام الطلبة والموظفين والمدرسين والعاملين ووصول الفلاحين وأسرهم إلى المدينة ومنها، أسوة بما يجري لمدينة الرقة من اهتمام وتطوير لبنى تحتية وإصلاحات واضحة، والتي نراها مطلباً حقيقياً للمواطنين يجب تلبيته.