الجمعيات الفلاحية في رابطة الثورة بالرقة: الهموم تزيد.. والحلول تغيب
يستمر مسلسل النكبات والمآسي التي تنهال على رؤوس الفلاحين الذين كانوا يوماً عماد الوطن واقتصاده وغذاءه، بسبب السياسة الاقتصادية اللا اجتماعية للطاقم الاقتصادي، ويستمر الليبراليون الجدد في التهام حقوقهم ومكاسبهم التي نالوها بعرقهم وتعبهم خلال مسيرة نضالهم منذ أيام الإقطاع إلى الآن.. وتبقى مطالب الفلاحين تتكرر في كل اجتماع أو مناسبة دون أن يتحقق منها شيء.. ويتناسى المسؤولون كل ذلك، وطالما أن الفلاح ليس بخير، فالوطن كله ليس بخير أيضاً..
الفلاحون لديهم تساؤلات باتت الإجابة عنها عسيرة بسبب الممارسات التي يعانون هم والزراعة منها، والتي تنعكس على أمن الوطن والمواطنين عموماً، فما هي الطريقة لمواجهة هذه السياسات وإعادة الأمور إلى نصابها؟
سياسات تدميرية للفلاح وزراعته: مِن رفع أسعار المحروقات والسماد وجميع مستلزمات الإنتاج، إلى ما أصاب القمح والشوندر والذرة الصفراء والقطن، ناهيك عن الغلاء العام وارتفاع تكاليف المعيشة وتفشي الفساد والنهب والبيروقراطية، وصولاً إلى الضرائب التي تتكاثر كل يوم، وهضم الحقوق والمكاسب عبر القرارات التي أودت بالفلاح وزراعته وحياته اليومية إلى الحضيض، وتجاهلت مطالب الفلاحين ودورهم في صمود الوطن أمام التحديات الخارجية والداخلية الرجعية في الفترات السابقة، وأمام التحديات القادمة.
كل ذلك تم التطرق إليه في اجتماع رؤساء الجمعيات الفلاحية لرابطة الثورة في محافظة الرقة، حزمة من الهموم والمطالب تتكرر والحلول تكاد تكون مغيبة إلى الآن، أو مخيبة للآمال بانتظار مواقف جدية. فكيف ينظر الفلاحون إلى هذه الاجتماعات وهم في ضائقة اقتصادية ومعيشية، ومحاصيلهم تُغتال علناً؟
حضر الاجتماع رئيس اتحاد فلاحي الرقة أحمد المهباش ومدير الري والتشغيل في مؤسسة استصلاح الأراضي، وتمت مناقشة الواقع الزراعي وواقع الفلاحين وما حصل لمواسم القمح والشوندر والقطن من فواجع وكوارث كان ضحيتها الفلاحون والمواطنون والوطن، وحاجة الفلاحين للإغاثة والمساعدة وخاصةً في هذه الفترة حيث ترافق شهر رمضان والعيد وافتتاح المدارس والجامعات والمطالب المرهقة لجميع الفلاحين والعمال وسائر الكادحين، ومن النقاط الهامة في الاجتماع التي يمكن الإشارة إليها أيضاً:
ـ قامت الوزارة بتوجيهات من الحكومة بتخفيض استحقاق دونم الأرض من بذار القمح إلى 25 كغ وهذا يعتبر رفعاً للدعم عن مادة البذار بطريقة مباشرة، وسيزيد من معاناتهم القاسية.
ـ طالب الفلاحون المصارف الزراعية بتأجيل ديونهم لمدة ثلاث سنوات وإعفائهم من الفوائد بسبب المصائب التي انهالت على زراعتهم.
ـ كما طالبوا بتنفيذ دعم محصول القطن، وأن يكون حسب ما جاء في الخطط الزراعية ولا يقل عن 70% من المردود المقدر، حيث أن محصول هذا العام تعرض للإصابة ولم تقدم الحكومة الحلول المناسبة.
ـ مطالبة الحكومة والوزارة ومؤسسة إكثار البذار بإنتاج أنواعٍ وأصناف من بذار القمح والقطن والشوندر المحسنة والمقاومة للعوامل الجوية والميكانيكية والأمراض.
ـ التحضير لزراعة الشوندر في النصف الأول من شهر تشرين الأول.
ـ تأهيل المراوي الترابية وتعزيل الأقنية والمصارف.
ـ إعفاء الفلاحين من ضرائب التأخير على تسديد رسوم الري التي تزيد من 10500 ليرة سورية إلى 12750 ل.س.
وقد أيد رئيس الاتحاد الفلاحين مطالبهم، ووعد بمعالجة كل ما هو ممكن ومتابعة ذلك بهمةٍ وروح عالية. كما وعد مدير الري والتشغيل بالعمل على تأهيل المراوي الترابية بدءاً من منطقة معدان غرب المحافظة بسبب قدوم المراوي المسبقة الصنع من معملها في دير الزور كون معمل الرقة معطلاً، ووعد بالمعالجات الميدانية والمتابعة فعلاً لا قولاً.
نحن في «قاسيون» نتضامن مع الفلاحين وممثليهم، ونشدد على مطالبهم، بانتظار النتائج التي نتمنى أن تكون لمصلحة الفلاح والزراعة، مع أنه يبدو للعيان أنّ الطاقم الاقتصادي والحكومة مصرة على السياسة الزراعية التي دمرت الزراعة، وأصبحنا بحاجة إلى ترحيل هذه السياسات وممثليها ودعاتها ليكون الفلاح بخير، وبالتالي يصبح الوطن بخير، ويتحقق شعار (كرامة الوطن والمواطن فوق كلّ اعتبار).