هل بدأت ملامح محاربة الفساد في الرقة؟

هل بدأت ملامح محاربة الفساد في الرقة؟

 الرقة.. كأي جزء من وطننا الحبيب سورية تملك من الإرث التاريخي والحضاري الكثير.. فهذه المحافظة المعطاء تقع بين نهري الفرات والبليخ، ويمتد تاريخها إلى أبعد من الألف السابع قبل الميلاد كما دلت على ذلك مكتشفات تل مريبط ، وهذا ما يجعلها مرتعاً للاصطفاف السكاني لتواجد الرعي والزراعة معاً.

وفي تاريخها المعاصر توالى عليها العديد من المحافظين والمسؤولين، فمنهم من كان فاسداً، ومنهم من حاول القيام بإصلاحات وخاصةً في البنية التحتية لكن دون جدوى، وهم قلّة.. لأن قوى النهب والفساد المتعدد الأشكال والمتواجدة والمهيمنة الكبرى منها والصغرى، تقف بالمرصاد وتغتنم كلّ فرصة لتملأ جيوبها وخزائنها على حساب مصالح المواطنين، كبارهم وصغارهم، رجالهم ونساءهم عمالهم وفلاحيهم، وأصبح الفساد الفكري والاقتصادي والاجتماعي 

 

موجوداً في الشارع والمكتب والمدرسة والمشفى.. في الدوائر والمؤسسات العامة والخاصة، وفي كل مفاصل الحياة، وصار الفاسدون يسرحون ويمرحون دون حسيبٍ أو رقيبٍ إلى أن أصبحت البنى التحتية في أسوأ حال..

أسباب هذه المقدمة أن (المحافظة) تقوم حالياً بجهود ملحوظة وحملةٍ واسعة لإعادة تأهيل هذه البنى، فالأعمال على قدمٍ وساق لاستبدالها وتغييرها بمواصفات فنية أفضل، وهذا تنفذه في شوارع المدينة، وفي الطرق الأخرى الهامة في المحافظة ككل، شركات القطاع العام، كما يجري ذلك في المنشآت الحيوية الاقتصادية، ناهيك عن قيام المحافظة بهدم وإزالة التعديات من فلل ومزارع وغيرها لكبار الفاسدين والمتنفذين على سرير النهر، وفي حويجة كدرو، وفي الأملاك العامة وأملاك الدولة، والتي كنا قد نوهنا عنها في قاسيون منذ فترةٍ قريبة.. وهذا ما عزز التفاؤل لدى المواطنين بإمكانية تصحيح الأوضاع إن وجدت الإرادة والكوادر المناسبة..

لكن قوى الفساد المعششة والمتضررة تتربص بالخفاء والعلن وتسعى لاصطياد فريستها وإفشال ذلك، وتقامر وتراهن على إعادة هيمنتها واستعادة ما خسرته، وأصبح ذلك حديث المواطنين والشرفاء ومصدر قلقٍ لهم، وصار التساؤل المهم الدارج في الرقة اليوم: «هل تسقط هذه الرهانات أم تنجح؟»..

إننا في قاسيون، ويعرف الجميع أننا لسنا من شعراء بلاط أحد ولا مصلحة لنا إلاّ مصلحة الشعب والوطن.. إننا نقف ونتضامن مع الشرفاء ونساندهم ومع كلّ من يقوم بواجبه الملقى عليه، وندعو لمواجهة ومحاربة الفساد والفاسدين لإفشال الرهانات الخاسرة من أجل تحقيق كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار.