سيكولوجيا المثقف المهزوم
في حركة التاريخ الجيبية صعوداً وهبوطاً محكومة بالدرجة الأولى بعوامل اقتصادية، فالنصف الأول من القرن العشرين، كان فترة صعود واضحة في حركة التحرر الوطني من الاستعمار القديم، ونهوض الحركات السياسية في أنحاء العالم كلها وبروز الحركة الشعبية، وما رافق ذلك من صعود الإنتاج الثقافي في العالم، في السينما والرواية والشعر، والقصة.. عكست النزعة الانسانية، وارتفاع درجة الشعور بالأمل في الوعي البشري، بأن الواقع المرير ليس قدراً لا يمكن الخلاص منه، بل هو وضع مؤقت، يمكن من خلال عمل البشرية جمعاء الخروج منه، بالطرق التي رآها من عاش في النصف الأول من القرن العشرين وما تلاه من ستينات القرن الماضي، يبرر ذاك الانزياح كون التغيرات على مستوى البناء الفوقي تملك نوعاً من الاستقلال النسبي المحدود عما يحدث في البنية التحتية المتمثلة في الاقتصاد.