«فلاش» على أحد أشكال الحراك السياسي ...
خلقت العقود الماضية التي تميزت بجمود العمل السياسي وقمع الحريات وانعدام دور الأحزاب الوطنية التقدمية كمعبر أساسي عن حاجات المجتمع وآماله فجوة عميقة بين الناس والعمل السياسي أوجدت صعوبات كبيرة في العمل على اقناع الناس بضرورته وأهميته للتغيير الجذري في المجتمع استمرت الى ما قبل آذار 2011 ..
فالأحداث التي تشهدها البلاد منذ ذلك الوقت فرضت على جميع شرائح المجتمع دون استثناء العودة الى الحياة السياسية بزخم شديد ، فكانت تجليات تلك القطيعة تأخذ أشكالا مختلفة للتعبير عن رفض الشارع للواقع الاقتصادي الاجتماعي السياسي الذي تعيشه كل حسب معاناته وثقافته...
فمثلا البعض الكثير من المثقفين ( الثوريين ) اختاروا النضال على مواقع التواصل الاجتماعي (دون التقليل من أهميتها ) مطلقين العنان لآرائهم ودعواتهم الى الحرية والتحرر وملأ الساحات كل من موقعه بشعارات ومطالب فئوية أحيانا وفضفاضة أحيانا أخرى ،دون أي رؤية أو حتى أهداف وأدوات واضحة المعالم . مبتعدين عن جوهر الحراك الطبقي الذي انتفض الناس لأجله عاكسين بذلك الغربة والعزلة التي يعيشها المثقف في مجتمعنا عن باقي شرائح المجتمع وعن الدور التاريخي المناط بالفئة المثقفة في المجتمع ،مندفعين وراء الحراك بكل سلبياته وإيجابياته غير قادرين على تقييمه بشكل موضوعي لضمان استمراريته وتطوره لتحقيق غايته ... رافضين العمل السياسي المنظم (الأحزاب) لأنه حسب زعمهم يحد من حرياتهم وإبداعهم ...يريد كل منهم على حدة أن يصنع ثورة على مقاييسه الشخصية متماشيا مع أهواء الشارع ...ساعين وراء التميز الشخصي. كأبطال من هذا الزمن...
وليكن ... فأين هم وأين إبداعهم من هذا الحراك ؟؟؟