ربما ..! ماذا في الاسم؟
في مشهد من فيلم «طروادة» يأتي فتى بأمر من القائد أغاممنون، لدعوة البطل آخيل «براد بيت» إلى نزال محارب جبّار. حين يوصل ذلك الرسول رسالته يضيف، من عنده، تحذيراً يزيد حماسة البطل الأسطوري، فيحاول ردعه بكلمة اليأس الأخيرة، تلك التي نفترض أنها آخر وسيلة إقناع:«لو كنتُ مكانك لما ذهبت»، فيلقي إليه آخيل نظرة ازدراء، وقبل أن يمضي يقول:«من أجل هذا لن يذكر اسمك أحد..». يضع هذا المشهد، كما تفعل الملاحم القديمة كلّها، الاسم بموازاة الخلود، ففي النهاية يمضي البشر ولا يبقى من أثرٍ خلفهم إلا الأسماء، بعضها يُخَلّد لتمثيله الخير، بعضها يُخَلّد لتمثيله الشرّ، لكن أكثرها لا يجد مصيراً غير مكبّ النسيان، وكأنها، هي وأصحابها، لم تكن أصلاً!!