أيها اليساري.. هذا زمانك فاغتنمه
«هيدا زمانك».. أغنية لخالد الهبر لم ننتبه إلى عنوانها جيداً، أو أننا لم نكتشفها كيساريين إلا في نهاية العام المنصرم واستشرافنا للعام الجديد.
ذلك العام الذي مرَّ مجحفاً اقتصادياً، بل وشحيح المطر أيضاً، إضافة إلى التفاعلات الإقليمية والدولية، ومحاولات الإمبريالية العالمية إشعال الفتن الطائفية، حتى وصلنا إلى تسريبات ويكيليكس التي فضحت الكثير من الزعماء المفضوحين أصلا بالنسبة للشعوب ولكن هذه المرَّة كانت الفضيحة (بجلاجل).
كل هذه الأحداث جعلت عنوان هذه الأغنية ظاهراً فعلاً لنا كيساريين «هيدا زمانك»، لماذا؟ الجواب سهل:
فنحن لم نكن بهذا الحدِّ من الفقر الذي وصل إلى درجة انعدام لقمة العيش وبلوغ الجوع حدَّ الذروة كما اليوم!
لم نكن مستغَلين إلى حدِّ الاستغباء من الحكومات كما اليوم! والمثال ساطع إلى حدِّ أنَّ نائباً للشؤون الاقتصادية أصبح يتحفنا كل يوم بشتى أنواع الاستغباء للذات قبل الآخرين.
لم نشهد تطرُّفاً دينياً إلى الحدِّ التفجيري كالذي وصلنا إليه اليوم، ولم نشهد انقسامات الدول بين شمال وجنوب كما اليوم!
فأين نحن من كلِّ هذا؟
أليست هذه هي الأسباب التي تحضًّ اليسار على الظهور أصلاً؟ فكيف إذا كان موجوداً وينادي بها كظروف موضوعية وذاتية للتغيير؟
إذاً: هل استطاعت الأنظمة الوصول إلى حدٍّ من القمعية حوَّل الشعوب إلى قطعان تساق إلى المسالخ يومياً دونَ أن تنبس بنت شفة؟
«هيدا زمانك» يا أيها اليساري.. يا أيُّها الإنسان المستغَل.. زمان يشبه ثورة الخبز في فرنسا عندما اجتاحت الناس بالعصي والمعاول قصور الملوك الذين كانوا يأكلون «الكاتو».. زمان يشبه هبَّة السوفييت بوجه القيصر بثورة غيرت وجه آسيا وشرق أوربا والعالم.
إذاً: «هيدا زمانك» أيُّها المواطن، نعم زمانك لا لتقول لا فقط بوجه من يستغلك، بل لتقطع يده الباغية عنك..