عرض العناصر حسب علامة : الثقافة

بين قوسين: بلا رأس

يأخذ العرّافون والمنجمون طوال أيام السنة، حيّزاً محدداً وثابتاً في معظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، يضعون نحو سبعة مليارات إنسان في اثنتي عشرة خانة، ويجمعون «حملاناً وجدياناً وحيتاناً ودلاء وعقارب وأسوداً...» بنغلادش والكونغو والسويد وكندا... في سلة واحدة، ثم يشرعون في قراءة طوالعهم كل على حدة، فيوجّهون خطواتهم ويرسمون مصائرهم بالتحفيز تارة، وبالتحذير تارة، وبالوعود الواهية مراراً وتكراراً.. يزوّجون ويطلّقون ويعقدون الصفقات ويوفّرون فرص العمل والحب والمصالحة والسفر، وينبّهون من الأمراض والمخاطر الطارئة ومن الأصدقاء والجيران والشركاء وزملاء العمل وأفراد العائلة، ويخمنون أيام وساعات وأرقام الحظ وتواريخ الرياح المؤاتية والمعاندة... مستندين في كل «رؤيا» يومية يطلقونها إلى حركة كواكب وأجرام يدركون جيداً أن «مريديهم» لا يعرفون عنها وعن تأثيرها شيئاً.. دون أن ينسوا، على الغالب، اختتام توقعاتهم بجملة: «... والله أعلم».

جبرا إبراهيم جبرا بيت تموز ينهار في المدينة

لم يكن جبرا إبراهيم جبرا يعلم، عندما شيد جدران بيته لبنة لبنة، أن يداً أصولية ستقوم بتقويض ما اعتبره على الدوام متحفه الشخصي. تلك اليد التي تعود لكائن يتحكم بهذا العالم، بأذرع أخطبوطية، إحدى هذه الأذرع إمبريالية، وإحداها أصولية يخفيها كما اليد المبتورة، لتقوم بين الحين والآخر بتنفيذ ما يرغب، دون أن يستطيع أحد توجيه إشارة شك واحدة إليه. والأذرع الأخرى تعددت تسمياتها حتى بات العالم لا يميز بين واحدة وأخرى، فذراع الرحمة والإنسانية بمنظماتها العالمية تشكل ذراعاً لذلك الإخطبوط العملاق. نعم لم يخطر ببال ذلك الكاتب والإنسان، صاحب الشخصية الإنسانية، أن المفارقة الغريبة ستنهي بيته بشارع المنصور في بلد اللجوء، بالطريقة نفسها التي أزيلت بها بيوت أبناء بلد المهد، لكن باحتلال أنغلوسكسوني جديد.

موعد مع وديع سعادة

 سنكون، الشهر القادم، على موعد خاص مع الشاعر الكبير وديع سعادة الذي سيزور سورية ويقرأ من شعره في دمشق وطرطوس (سيُعلن عن المواعيد لاحقاً)، كما سيقوم بتوقيع «الأعمال الشعرية» التي أصدرتها له دار «النهضة العربية» في بيروت.

في الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهاد غسان كنفاني

في الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهاد الأديب والإعلامي الفلسطيني غسان كنفاني أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ندوة ثقافية في مخيم خان الشيح بحضور الرفيق أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة والمناضل عدنان بدر الحلو.

عظماؤنا من وجهة نظر الدراما السورية..أزمة استسهال

استهلك فيلم غاندي للمخرج العالمي ريتشارد أتينبرو والبطل بن غينغسلي عدة سنوات من العمل قبل أن يصبح النص في يد مخرجه، ليستمر التصوير أيضاً مدة طويلة حتى نرى هذا المنتج السينمائي الضخم، ويدخل عالم الأوسكار لينال ثماني جوائز منها أفضل مخرج وأفضل نص وأفض ممثل، وكذلك أغلب أفلام السير الذاتية مثل «ماوتسي تونغ»، و«مذكرات سائق الدراجة» الذي يتناول حياة تشي غيفارا، و«باخ»، و«مودكلياني» وسواهم.. بحيث أن المنتج الذي يقترن باسم عظيم يجب أن يحقق حضوراً عالمياً خالداً، وعظمة فنية توازي عظمة الشخصية التي يتم تقديمها.

الأطفال لا يملكون فرامل!

تطالعنا بين الفينة والأخرى بعض الجهات بعبارات رنانة، ودلالات فنانة، وأسلوب دعائي فارغ، لا يسمن ولا يغني من جوع، القصد منه رفع العتب لا غير، وكأن المسؤول الكريم يقول: أنا موجود!، أنا أعمل! والحقيقة أنه يعمل، لكن لمصالحه فحسب، ولخزائنه فحسب.

«مختارات من سينما العالم».. بانوراما الإحساس الكوني

بعيداً عن المهرجانات وبرتوكوليتها المتزمتة، وضمن توجهاتها لتنشيط الحراك الثقافي البصري، وإعادة التواصل بين جمهور السينما في سورية وتحف السينما العالمية بهدف ترسيخ ثقافة السينما لدى الجمهور، خصصت المؤسسة العامة للسينما في برنامجها الصيفي لهذا العام تظاهرة «مختارات من سينما العالم» التي انطلقت في 15/7 و تستمر لغاية  26 /7 في صالة الكندي.

شو يعني؟

أن نسمع أحد المنبريين يتحدث عن النكاح والجنس وواجبات المرأة الجنسية تجاه زوجها وغيرها من التفاصيل الأخرى..

بين قوسين سباق المسافات الطويلة

عتقدتُ لوهلة، بأنني صاحب معمل للبوظة، ذلك أن كل تقديراتي في تفسير فاتورة الكهرباء الضخمة ذهبت أدراج الرياح، إلى أن شرح لي أحد الخبراء بأن حساب الفاتورة بات تصاعدياً. لم أقتنع، لكنني دفعت الفاتورة مرغماً تحت تهديد «سحب العداد».

بدء انهيار الفضاء السياسي القديم..

لم يكن مفاجئأ في مجريات الانتفاضات الثورية في مصر وتونس وبقية البلدان العربية بروز العجز والتراجع في دور الفضاء السياسي الكلاسيكي أو السائد في شقيّه (معارضة- نظام) في التأثير في الناس وتمثيلهم، بل ظهرت بشكلٍ واضح أزمة الثقة من جانب الجماهير في تلك التشكيلات السياسية القائمة منذ عقود، فلم تستطع المعارضات التي تفكر بعقلية انتهاز الفرص وركوب الموجات الثورية أن تحتوي التحركات الجماهيرية الغاضبة والواسعة، وأن تقودها أو تمثلها سياسياً، على الرغم من المزاودات المحمومة، والخطب الإعلامية، وتلاوة المطالب «الديمقراطية» المسماة باسم الجماهير التي يستعصى عليها فهمها، كونها بعيدة عن حاجاتها البسيطة والملموسة اقتصادياً واجتماعياً.