عرض العناصر حسب علامة : الثقافة

الكتابة من الكهنوت إلى البنكنوت..

ليس مفاجئاً ذلك الدور الذي اضطلع به الكهنة في صياغة الثقافة في الحضارات القديمة. والصحيح أيضاً، أن عملية الكتابة –ذاتها- قد نشأت هناك، في المعابد والهياكل وأماكن العبادة. لقد تم اختراع الأبحدية على أيدي الكهنة أنفسهم.. ولعل هذا ما يفسر ارتباط الكتابة بالطقوس السرية، فربما يكون هذا الأمر نوعاً من استحضار مناخات الأسلاف، وأمزجتهم.. ففي عمق الكاتب يقبع – غالباً- كاهن ما!..

نعمان أفندي قساطلي في: «الروضة الغناء في دمشق الفيحاء»

الكتاب صدر عام 1876، ويقدم دراسة شاملة عن مدينة دمشق أما في البداية فإنه يتحدث عن (الشام) بلاد واقعة بين 3430 و3730 من الطول و3110 و3034 من العرض الشمالي. وقد قسم بعضهم الشام إلى خمس شامات، إحداها دمشق وسواحلها والغوطة.

تداعيات قضية القصائد في مجلة « إبداع» الفكر والأدب والفن على مقصلة التكفير

لم يفاجئنا ما حصل منذ فترة قصيرة في مصر، فقد نشر الشاعران حلمي سلام وعبد المنعم رياض قصائد في مجلة « إبداع » التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، فتصدى الداعية الشيخ يوسف البدري لهم، ورفع دعوى ضد الشاعرين واتهمهما بالزندقة والإلحاد والتعرض للذات الإلهية، وضد حجازي، أيضاً، لمساهمته بنشر تلك القصائد، وتمت مصادرة أعداد المجلة من الأسواق، وتلا ذلك الفتوى التاريخية لشيخ الأزهر (الجليل)، وهي فرض عقوبة الجلد بثمانين جلدة بحق الصحفي الذي ينشر أخباراً تمس بالأمن القومي، على خلفية نشر الصحفي إبراهيم عيسى خبراً في أحدى الصحف يتحدث عن تدهور حالة الرئيس الصحية، فتم اعتقاله من قبل السلطات وتوجيه تهمة التعرض لأسرار الدولة، والمس بالأمن القومي، فتضامن الشيخ الأزهري مع السلطات، وأصدر فتواه تلك، وتبع ذلك الكلام الذي تحدث به الشيخ الطنطاوي على قناة(mbc) قائلاً:( ليس هناك مخالفة للشرع في توريث الحكم في مصر) واعتبر ذلك حق دستوري للابن، وهي خطوة مباشرة في عملية التوريث التي يعدها مبارك لابنه جمال، رغم معارضة كافة الأوساط المصرية لعمالة هذا النظام، وتصنيفه ضمن دول الاعتدال التي تحاول جاهدة إرضاء أمريكا والقضاء على آخر مقاوم عربي.

هوية تائهة.. بين تلافيف «الهوية»!

لمعت عيون الحاضرين وتعلقت بشاشة العرض مفتونةً بما بادرتهم به الكاميرا من ألعاب متقنة، أقنعتهم (لدقيقة واحدة) بأنهم أمام واحد من الأفلام السورية النخبوية، لكن، وللأسف، ما إن بدأت ملامح السيناريو بالتدافع نحو آذانهم حتى بدأت آمالهم بالانهيار تباعاً في عتمة السرد البطيء ومتاهات الرسائل المشوشة والمشوهة في عرض لـ«حقٍّ» في هوية تاهت بين تلافيف سميت بالـ «الهوية»!.

مهرجان دمشق السينمائي في دورته الـ 15 ولكن ماذا بخصوص الجمهور؟

 (بعيون السينما نرى)، تحت هذا الشعار انطلقت فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الذي استهل انطلاقته بحفل افتتاح مهيب، وبتنظيم عالٍ، على المستويات كافة، أضواء وورود في ردهة دار الأسد للثقافة والفنون، مع أن موظفي الدار يرمقون الناس بنظرات تثير الخوف، ولم لا فنحن نوسخ بأحذيتنا غير الفاخرة، سجاد بيتهم الفاخر، مصدر رزقهم، ونحن نعتبر أننا في رحاب الصرح الثقافي الأهم في سورية، ثمة أشياء تشبه ما نشاهده على الشاشات في هوليود: نجوم سوريون وعرب وأجانب يدخلون دار الأوبرا، ومصورو الصحافة يتقافزون بهمة لعلّهم يحصلون على صورة واحدة استثنائية، يفحمون بها رؤساءهم في مهنة المتاعب.

تراث الأشعرية وتحطيم العقلانية الإسلامية

لم يلبث المجتمع الذي أنجب المعتزلة ( وقبلهم القدرية والجهمية ) أن فقد الكثير من حيويته وساد فيه الجمود والإنحطاط الفكري وعمته الردات السلفية، فأصبح تقبل المعتزلة صعباً، وهم الذين جعلوا من العقل الحكم الوحيد الذي يحق له الوصاية حتى على قضايا الإيمان والعقيدة، ولذلك فقد كان إطفاء شعلة فكرهم ضرورة لكل من أراد تحطيم العقلانية الإسلامية لمصلحة النقل وصنمية النص، وبما أن الأثر الذي تركه المعتزلة وعلماء الكلام كان أقوى من أن يتم تدميره بالسيف والقمع السلطوي فقط فقد كان لابد من تدمير عقلانيتهم من الداخل؛ أي استعمال الأدوات المنطقية التي أبدعوها ضدهم وضد الفكر العقلاني بشكل عام، تمهيدا لرمي هذه الأدوات فيما بعد والتخلص منها نهائيا. ومن هذا المنطلق ظهرت الأشعرية.

ربّما! ساخرون لا يُضحكون أحداً

تحفل الصحافة السورية بنوع من الكتابة السمجة، تحت يافطة مريبة هي السخرية، مع أنها تسبب الاكتئاب نظراً لطبيعة المواضيع والمعالجات التي تطرحها أقلام ثقيلة الظلّ، وتديرها أرواح تدعو إلى الموت ضجراً.

«صح النوم» بوصفها رسالة عتاب

يأتي الشتاء على دمشق هذا العام وفيه غصات كثيرة وتنهدات فلاحية حزينة، ولكن مجيء السيدة فيروز إلى دمشق يعيد إلى الأذهان ويسترجع ذكريات أعوام خلت ولحظات حميمية دافئة، تركت بصماتها على صفحات تاريخ دمشق المعاصر، كان يحلو اللقاء بها أواخر الصيف آن الكرم يعتصر.

ركن الوراقين قاموس الفساد

تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يتعرض لقضية الفساد التي باتت قضية الساعة باعتبارها « تدميراً منظماً لأخلاق الشعب، وإنهاكاً اقتصادياً، وإعاقة للتطور» حيث يحاول مؤلفه رسمي الشناعة تلمس جذور المشكلة، والوقوف على الأسباب الموضوعية لهذه الظاهرة، وتقديم ما أمكن من المعطيات والإثباتات والوثائق حولها. ومن ثم يقدم الحلول الناجعة لإزالة هذا السرطان من جسم المجتمع.

سرديات لتزجية الوقت«5» تلفزيونات النقل الداخلي

ومرت سنوات قليلة، فصار تلفزيوننا هو الأقدم. حتى جدي نفسه.. اشترى تلفزيوناً بعدما أُصيب بنزلة برد شديدة في أحد الأيام، وكان هذا التصرف هو الأنسب كي يلزم جدي البيت، وأما أنا فقد فرحت كثيراً لأنه صار بإمكاني أن أقضي معظم وقتي في بيت جدي، كما كنت أفعل قبل أن نشتري تلفزيون. أَحب جدي التلفزيون كثيراً، وصار يستخدم مفردة التلفزيون نفسها للتعبير عن الأشياء المدهشة والغريبة، بالرغم من أن الحارة كلها تستخدمها (التلفزيون) للتدليل عن الكذب، وهكذا صار حسني الكذاب يلقب بالتلفزيون!..