الرسائل الأولى.. رسائل لا تصل والرسائل لا أقدام لها ولا عجلات لتصل إلينا؟
والرسائل ليست أطفالاً يحبون، نحملهم عن الأرض، نقبلهم، فتسيل علينا ريالاتهم، فرحين بها كجزء من الطهارة غير المتدنية، تنقصنا، ونحتاجها وكتابةُ الرسالة إلى الأصدقاء أو النساء، مشروع قصيدة مؤجلة، غالباً تحوّل تلك التي لا ترسل، تلك التي لن تصل، بتعديل في كيميائها، إلى نصٍّ أثريّ، كأن الشخص المعني، كان عنواناً لائذاً، تمّ العثور عليه في لعبة الكتابة.
رسالة لو أرسلت عرفت طريقها، تخبر الممالك والأزقة، ومؤداها المناطق المكتبة، خارجةً من الكلام على الكلام، من يقف بوجهها، لا بدّ يعرف وجهتها أما الغائب الذي سارت إليه، غائب حميم، لا تفضي بسرك الفضيحة إلا له وهو في أسوأ أحواله يسمعك.. لا بدّ أن يسمعك، وأنت تهجئ روحك أمامه، روحك المائلة إلى امتحانها الصعب، كما إلى زوالها.. هذا الغائب قريب، وخلق صندوق رسائلك المكشوف على اثنين فقط المرسل والمرسل إليه.