عرض العناصر حسب علامة : التوازن الدولي

التدخل الصيني- الروسي في إفريقيا «1: وصف الأزمة الإفريقية»

في 2020 دخلت البشرية في أعمق الأزمات وأكثرها تعقيداً منذ بداية الألفية. لهذه الأزمة نواحٍ كثيرة، ولا أحد يشك بأنّ هذه الأزمة بعالميتها ستُحدث تحولات جذرية في المجتمعات حول العالم بسرعة كبيرة. لكن ما هو واضح أيضاً أنّ لهذه الأزمة عواقب مختلفة على الصعيد الإقليمي. وكما يحدث دائماً في مثل هذه الأزمات، فسنرى تغيّراً في موازين القوى بين اللاعبين الدوليين، وتحولات قد تطيح بأنظمة ومؤسسات دولية لتحلّ محلها أخرى باتت الحاجة إليها ماسّة وبات صعودها مبرراً موضوعياً. بالنسبة لإفريقيا، سنشهد بكل تأكيد الكثير من التأثيرات التي ستلحق بالقارة. تقدّم قاسيون على أجزاء لهذا الغرض، ترجمة تلخيصية لتقرير نشره مركز أبحاث «مجلس العلاقات الخارجية الروسي»، أعدّه باحثون مرموقون.

التصعيد الأمريكي: محاولة عكس حركة التاريخ محكومة بالفشل

ثمة تشابه كبير في الطريقة التي تؤجج فيها الإدارة الأمريكية التوترات على حدود كل من الخصمين الأساسيين لها، روسيا والصين، وهو تشابه يفسح المجال للافتراض بأن واشنطن تميل اليوم لأن تتعامل مع روسيا والصين بوصفهما «مشكلة واحدة» تحول دون فرض الهيمنة الأمريكية على النطاق الأوراسي.

ليبيا: السعي نحو توافقات إقليمية، وقرار دولي جديد يدعم الحل

كانت خطوات الحكومة الليبية المؤقتة في الفترة السابقة مليئة بالأنشطة والزيارات الإقليمية والدولية؛ من الأمم المتحدة إلى اليونان وروسيا وتركيا في إطار التوافق الدولي على طريق التسوية السياسية وتأمينها، كما أُعلن عن قرار دولي جديد يدعم التسوية.

إيلام الغرب والتأسيس للبدائل... دون ضجيج

بإمكاننا القول اليوم: إننا نسمع ونشاهد في كل لحظة مظهراً من مظاهر الألم الغربي متجسداً في الهياج والبروباغاندا ضد الخصوم الإستراتيجيين للهيمنة الغربية، لكن ليس من السهل دائماً إدراك ماهية الضربة التي تلقاها بشكلٍ مباشر، وذلك بفضل السياسة التي تعتمدها الدول المناهضة لهذه الهيمنة- روسيا والصين خصوصاً- والمتمثلة بتوجيه أكثر الضربات إيلاماً وعمقاً لأسس السيطرة الغربية دون ضجيجٍ يذكر.

لماذا يُصرّ الغرب على لوم الصين على أزمته؟

استمرّت الرأسمالية بالتحوّل بشكل متزايد إلى «الأَمْوَلة Financialization» تبعاً لأنّ التمويل كان، ولا يزال، الطريقة التي تؤثر في انتقال السطوة. لكنّ الطور الحالي لرأس المال المالي قد وصل تقريباً إلى نهايته، حيث فقد المنطق الذي تحكمه وسائل إبداعه، وبات خطر النيوليبرالية يشكل تهديداً داخلياً لدول المركز ذاتها. وما الاستجابة بزيادة مستوى القمع والتحوّل إلى شكله المباشر عبر سنّ القوانين المناهضة للتجمّع والاحتجاج، إلّا إشارة إلى مدى تعمّق الأزمة الرأسمالية التي تواجه النخب في هذه الدول.

صعود القرن الأوراسي

حملت التطورات الأخيرة آمالاً بصعود القرن الأوراسي بوتيرة أسرع من توقّع أيّ مراقب متفائل. الأحداث ذات الصلة هي اتفاق «فك الارتباط المتزامن» بين الصين والهند، ووقف إطلاق النار الهندي-الباكستاني، والتهديد الأمريكي بمعاقبة الهند إذا ما أتمّت مخططها بشراء منظومات إس-400 الروسية الدفاعية، والتصعيد الأمريكي ضدّ الصين وروسيا، وافتتاح الحوار الأمني في إسلام أباد والتطورات الأخيرة في حل الحرب الأفغانية.

التنين الصيني يتحرك؟

يبدو أن الدول الغربية لا تزال مصرة على إنكار الوقائع، ظناً منها أنها لا تزال، بقيادة الولايات المتحدة، «شرطي العالم» وليرفعوا سوط العقوبات بعد تدخلات وذرائع «الحريات والحقوق الإنسانية والديمقراطية» بوجه كل من يخالف مصالحهم، دون رد.

واشنطن وهوس العاجزين بالصعود الصيني

شهد شهر آذار الحالي سلسلة من الأحداث التي ساعدت في تقديم نموذج عن السياسة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بالصين، أي: التزام إدارة بايدن بسياسة التطويق ومحاولة الاحتواء التي استمرت عقوداً من الزمن، رغم اختلاف الإدارات الأمريكية. وكان المؤشر الأول هو: التزام إدارة بايدن بسياسة ترامب فيما يتعلق باستهداف وحظر الشركات الصينية.

الصين في الإقليم من الاقتصاد إلى السياسة .. شراكات اقتصادية كبرى صامتة منذ مشروع الحزام والطريق

وزير الخارجية الصيني في جولة في الإقليم هي الأشمل منذ زيارة الرئيس الصيني في 2016... خمسة أعوام على الزيارة السابقة تغيّرت فيها الكثير من المعطيات. وربما أولّها وأهمها لمنطقتنا: أن الصين بهذه الزيارة قطعت الشك باليقين على العديد من التكهنات الغربية، وبدأت بإعلان دخولها السياسي على الملفات الدولية التي محورها منطقتنا: القضية الفلسطينية- التشابك والأمن في الخليج- الإرهاب والحروب الأهلية أو النزاعات. ولم تكتفِ هذه المرّة بالمشاريع الاقتصادية فقط، والتي كانت الصين قد أعلنت أن التركيز الاقتصادي قائم على إستراتيجية سياسية: بأن (نشر التنمية أهم من نشر الديمقراطية) وفق التعليق الصيني على السياسة الغربية العداونية التي ترتكز على (الأمن ونشر الديمقراطية)!

تخفيف الديون بسِمات صينية «2»: وقائع تعديل وإلغاء الديون

نشرت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية– كلية الدراسات الدولية المتقدمة، ورقة بحثية بعنوان «تخفيف الديون بِسمات صينية»، لثلاثة باحثين مرموقين. تُركّز الورقة على إدارة الصين لديونها الخارجية عامّة، ولديونها للقارة الإفريقية خاصة، سواء من ناحية تخفيف الديون، أو المشاركة المباشرة في المشاريع. تناقش الورقة أيضاً التخويف من استخدام الصين لديونها للسيطرة على الأصول الوطنية. تقدّم قاسيون في جزأين ترجمة تلخيصية لأبرز ما جاء في هذه الورقة.