لعبة الحرب الطبقية
تستعد مجلة جاكوبين الأمريكية لإصدار لعبة جديدة أطلقت عليها اسم لعبة «الحرب الطبقية».
تستعد مجلة جاكوبين الأمريكية لإصدار لعبة جديدة أطلقت عليها اسم لعبة «الحرب الطبقية».
في أقلّ من ثلاثة عقود، قفزت صناعة السيارات المكسيكية من موقع صغير إلى منتج السيارات السابع عالمياً. هذا النمو المذهل حدث بالتزامن مع تطوّر الاقتصاد والسياسة العامة في الولايات المتحدة. فبعد فترة أولية من استبدال الواردات، تطورت صناعة السيارات المكسيكية أولاً إلى منتج زهيد الثمن للأجزاء والمكونات لشركات صناعة السيارات الأمريكية الثلاث الكبرى، لتصبح بعد ذلك جزءاً لا يتجزأ من نظام الإنتاج في أمريكا الشمالية، ناهيك عن تخطيها نقطة الدخول إلى السوق الأمريكية كشركات صناعة سيارات غير أمريكية.
دعمت رابطة صناعة أشباه الموصلات الأمريكية «SIA» قانون «خلق مبادرة نافعة لإنتاج أشباه الموصلات CHIPS» المتضمن في القانون الذي أقرّه الكونغرس في حزيران/ يونيو 2020. وصفت الرابطة القانون بأنّه تشريع عابر للحزبين سيستثمر مليارات الدولارات في تحفيز صناعة أشباه الموصلات والأبحاث حولها على مدى الـ 5 إلى 10 أعوام قادمة، وذلك بهدف الحفاظ على ريادة الأمريكيين في تكنولوجيا الرقاقات، الأمر الجوهري في اقتصاد البلاد وأمنها القومي.
إنها فعلاً كالساحر الذي أطلق المارد ولم يعد قادراً على السيطرة عليه، كما يوصّفها ماركس، فالرأسمالية، وتحديداً بعد أن كفّت أن تكون قوة تقدمية تاريخية، دفعت مختلف المستويات حدّ التضخم المفرط، المبالغ فيه. والتضخم يطبع جانب المعاناة كما جانب «الرفاهية» الذي قدمت نماذجه النيوليبرالية بشكله الفاقع. والتضخم طال كل الجوانب، وما الورم السرطاني إلا نموذجه الطبي الجسدي الملموس. ولهذا التضخم وزنه الكبير على تحديد طرق التطور القادمة، كقوة شد رجعية، لا يمكن إلا التوقف عندها لا كتفصيل، بل كقوة مادية وازنة.
في مواد عديدة سابقة، كنا قد أشرنا إلى أن الرأسمالية وفي آخر مناورة تاريخية لها باتجاه الظهور بمظهر المشروع الحياتي العام من خلال الليبرالية الاستهلاكية والفردانية كنمط حياة عالمي، دخلت في العقدين الأخيرين بشكل خاص في أزمة نتيجة حدة التناقضات التي وصل إليها هذا النموذج على كل المستويات العقلية والنفسية والعلائقية المباشرة. فالرأسمالية، كنظام تغريب للإنسان، ليس مكتوب لها أن تحقق الحاجات التي أوهمت البشرية أنها ستقوم بتحقيقها. خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي ضيقت الهوامش في هذا النموذج أساساً. ولكن هذا يفرض فراغاً في المستوى الأيديولوجي يجب دائماً الانطلاق منه في التفكير في تطور الصراع العالمي.
امتنع الاتحاد الأوروبي، عبر وكالة الأدوية الأوروبية EMA، عن ترخيص أي لقاحات سوى اللقاحات الغربية الصنع الأربعة: فايزر وموديرنا وجونسون وأسترازينيكا، ولم يكتفِ بذلك، بل وفرض أيضاً «جواز سفر لقاح كوفيد-19» بحيث ألزم الدول الأعضاء بإصدار وقبول جوازات السفر فقط لأولئك الذين تم تطعيمهم بأحد هذه اللقاحات حصراً. وسمّي هذا بـ«الممر الأخضر» Green Pass والذي يعني بأنّ المسافرين حتى لو كانوا ملقّحين بالفعل بلقاحات روسية أو صينية أو حتى بلقاح كوفيشيلد الهندي (وهو أسترازينيكا نفسه لكن من إنتاج هندي) فإنهم لن يحصلوا على «المرور الأخضر» وسيُعامَلون وكأنّهم غير ملقّحين ضدّ هذا الفيروس على الإطلاق! الأمر الذي أثار انتقادات، ولا سيّما في روسيا والصين والهند وإفريقيا.
الجيش الأمريكي هو الملوّث الأكبر في العالم، والشركات المئة التي يحمي أرباحها مسؤولة عن ثلثي انبعاثات الكربون العالمية، وأزمة المناخ تجعلنا ندرك مدى لا مبالاة الإمبرياليين، لأنهم مستعدون لجعل أجزاء كبيرة من الكوكب غير قابلة للحياة فقط لتأخير تراجعهم. تشي أعمال إدارة بايدن الأخيرة بشن الضربات الجوية في سورية والعراق بالمحاولات المستمرة للتوتير.
هل لدى الصين والولايات المتحدة أهداف متناقضة جوهرياً بشكل لا يجعلها قادرة على التحقق معاً؟ الإجابة البسيطة: نعم. لكن هل هذا التناقض قائمٌ على أساس معنوي أو أخلاقي، أم أنّ أبعاده أكثر وضوحاً ومباشرة؟ علينا أن نقف عند الهدفين لنفهم ذلك.
لطالما كان لأصدقاء «إسرائيل» وللوبيات الضغط المرتبطة بهم، حظوة في الولايات المتحدة تجعل من داعمي «إسرائيل» مرتاحين إلى قدرتهم على تمرير ما يريدون دون الكثير من الضجّة. لكن لم تعد هذه هي الحال منذ اشتداد الأزمات الأمريكية، وتحوّل «إسرائيل» بشكل متزايد إلى عبء على الآلة الإمبريالية العالمية.
أعلن الرئيس بايدن في 15 نيسان بأنّ إدارته طردت 10 دبلوماسيين روس، وفرضت عقوبات جديدة على روسيا بسبب التدخل المزعوم في الانتخابات الأمريكية، ثمّ ردّت روسيا بالمثل. وبعد أيام فقط أعلن البنتاغون عن إجراء تدريبات عسكرية في بحر الصين الجنوبي. ليست هذه الإجراءات سوى تصعيد للمواقف العدوانية ضمن إذكاء واشنطن «حربها الباردة الجديدة» ضدّ روسيا والصين، ممّا يدفع العالم بشكل خطير نحو حرب سياسية وعسكرية دولية.