الاستباق البوليفاري
بنهجه الثوري المرتبط بقاع الشعب والمستند إلى قاعدة جماهيرية تزداد اتساعاً على امتداد القارة الأمريكية اللاتينية اعتمد الزعيم الفنزويلي أوغو شافيز منطق «الاستباق البوليفاري»
بنهجه الثوري المرتبط بقاع الشعب والمستند إلى قاعدة جماهيرية تزداد اتساعاً على امتداد القارة الأمريكية اللاتينية اعتمد الزعيم الفنزويلي أوغو شافيز منطق «الاستباق البوليفاري»
يكثر في الوسط الإعلامي سواء المرئي منه أو المقروء أو حتى المسموع نمط من الأخطاء التي لا يمكن تجنبها، وتشكل هذه الأخطاء في بعض الأحيان «ملح» العمل الإعلامي، ومادة ظريفة يمكن التندر بها، وفي أحيان أخرى تدل على قلة ثقافة الإعلامي، وضعف إلمامه بالمادة التي بين يديه .
بات العالم أمام مرحلة تتسم بانفتاح الأفق أمام الحركة الثورية العالمية بعد تراجع دام أربعين عاما تقريباً. وخاصة بعد أن دخلت الرأسمالية في أزمتها الحالية التي تختلف عن سابقاتها, بعمقها واستعصاءاتها, وبالتالي في محاولاتها الحثيثة للبحث المستمر عن المخارج, من خلال الحروب وما ينتج عنها من الدمار وبالتالي ما يتطلب من إعادة إعمار لما دمر على نفقات الشعوب. ولاسيما أنّ الأزمة الحالية هي أزمة فيض إنتاج المال والسلاح, وما تشهده منطقتنا من حركات شعبية ذات أسس موضوعية خارجة عن إرادة مختلف الأطراف السياسية الداخلية والخارجية وهي غير معزولة عنهما في سياقات تطورها,
نشأت ظاهرة الطوائف الدينية تاريخياً كخلافات دينية وفقهية في ظاهرها،تعبر في جوهرها عن خلافات سياسية،أي عن خلافات على إدارة المؤسسات التي تتحكم بتوزيع الثروة الاقتصادية بطريقة معينة بين طبقات المجتمع.
ومع مضي الزمن تغير المجتمع في بنيانه التحتي وعلاقات الإنتاج فيه،و لكن العنصر الديني والطائفي في البنيان الفوقي كان أبطأ في التغير،واكتسب قداسة ترسخت في الوعي عبر الأجيال،رغم أنّ أجيال الطوائف نفسها تنوعت طبقياً بحيث بات في عضوية كلّ دين وطائفة شرائح طبقية شديدة التباين والتناقض.
عيد العمال الذي يحتفل به عمال العالم أجمع يحل علينا بطابع ومذاق خاص في وقت وصلت فيه رأسمالية البلدان المتطورة (أي البلدان الامبريالية) إلى أقصى درجات انحطاطها فما بالنا بالرأسمالية التابعة في بلداننا؟ إن برجوازية بلداننا لابد وأن تكون أكثر انحطاطا، هكذا الحال دائما بالنسبة للمتبوع والتابع. فالتابع يأخذ من المتبوع أحط ما لديه، فإذا كان التوحش والطفيلية والفساد هي صفات لصيقة بالبرجوازية الاحتكارية اليوم، وتتداوله أجهزة الإعلام (فضائح الفساد في المؤسسات المالية والاقتصادية وحتى الفساد الأخلاقي كما في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا الخ..) ولذا فان التابع أخذ عن المتبوع كل ذلك ولكن بصورة أكثر بشاعة، وتعاني من كل ذلك الطبقات العاملة في بلداننا تحت وطأة استغلال مزدوج من المتبوع الامبريالي ومن التابع البرجوازي المحلي.
قلّةٌ من الحكّام في العالم يتعرّضون لحملات تدميرٍ حاقدة كتلك التي تعرّض لها السيد هوغو شافيز، الرئيس الفنزويلي. فأعداؤه لم يتردّدوا أمام أي شيء: انقلابٌ، إضرابٌ نفطي، دفع رؤوس الأموال إلى الهروب، محاولات اعتداء... ولم تشهد أميركا اللاتينية هذه الضراوة منذ الهجمات التي دبّرتها واشنطن ضد فيدل كاسترو. لقد جرى تداول أتعس أنواع الافتراءات ضد السيد شافيز، من إنتاج مكاتب الدعاية الجديدة - «المعهد الوطني للديمقراطية»، «بيت الحريّة» الخ. - وبتمويلٍ من إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش. فهذه الماكينة المزوّدة بالإمكانيات المالية غير المحدودة، تتلاعب بالوسائط الإعلامية (ومنها الصحف المعروفة) وبمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تتجنّد بدورها لمصلحة غاياتٍ شرّيرة. وفي صورةٍ تدل على خراب الاشتراكية، يحدث أيضاً أن يضيف بعض اليسار الديمقراطي الاشتراكي صوته إلى جوقة التشهير هذه.
لا يمر عام دون أن نفاجأ بأن احتياطي القمح المخصص للخبز البلدي (خبز الفقراء) لا يكفي سوى لفترة وجيزة.
المصريون غاضبون، كل المصريين باستثناء الطبقة الرأسمالية الغاصبة للثروة والسلطة وخدامهم، فلقد طفح الكيل على مدى سنوات، ومنذ بدأت موجة الخصخصة، أي بيع مصر كانت قمة السلطة تؤكد باستمرار على عدم خصخصة البنوك الرئيسية الأربعة المملوكة للدولة، وهي بنوك: مصر، الأهلي، القاهرة، الإسكندرية. فجأة في العام الماضي تم بيع بنك الإسكندرية في صفقة مريبة وغامضة إلى بنك ايطالي تبين مؤخراً أن إسرائيليين يمتلكون معظم رأسمال هذا البنك الإيطالي (شكلاً)، فما هي هوية بنك الإسكندرية الآن؟!!
في فترة الحصار الاقتصادي والسياسي التي شهدها وطننا في الثمانينات لعبت الحركة النقابية دوراً مهماً في مواجهة ذاك الحصار الظالم على شعبنا معبرة بذلك عن دورها الوطني الفعلي في الدفاع عن الوطن والمساهمة في حمايته من أعدائه الخارجيين والداخليين، ولمواجهة ذلك الحصار بادرت الحركة النقابية بالدعوة إلى مؤتمر يضم كل الفعاليات السياسية والاقتصادية الوطنية للخروج بتوجهات علمية الأساس فيها مصلحة الاقتصاد الوطني ومصالح الشعب السوري بطبقاته الشعبية الفقيرة كرد على عمليات الحصار التي كان يراد منها إخضاع شعبنا لشروط القوى المعادية الامبريالية والقوى الرجعية المتحالفة معها، مؤكدة بهذا السلوك على الدور الأساسي في عملية المواجهة تلك للقطاع العام وخاصة الصناعي وتعتبره قاطرة النمو الأساسي وأنه لا بد من عملية إصلاح شاملة لهذا القطاع، حيث لعبت البرجوازية البيروقراطية والطفيلية الدور الأساسي في عرقلة تطوره وبالتالي الحد من دوره المنوط به كما جاء في مقدمة التقرير الصادر عن مؤتمر الإبداع والاعتماد على الذات.
يشكل المشروع الإمبريالي الأمريكي – الصهيوني على المنطقة الموضوع الأكثر أهمية وحضوراً على المستويات كافة، سواء على الأرض وفي المعترك السياسي، أو في وسائل الإعلام، ويأخذ بتداعياته وأبعاده الحيز الأكبر في الجدل والنقاش الدائر اليوم، وكون هذا المشروع يقف اليوم عند منعطفات حادة، وسعياً في الوصول إلى تحليل شامل وواقعي لما آل إليه على جميع المحاور، التقت «قاسيون» الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي المعروف د. كمال خلف الطويل، وأجرت معه الحوار التالي: