أخطاء «ظباعية»!
يكثر في الوسط الإعلامي سواء المرئي منه أو المقروء أو حتى المسموع نمط من الأخطاء التي لا يمكن تجنبها، وتشكل هذه الأخطاء في بعض الأحيان «ملح» العمل الإعلامي، ومادة ظريفة يمكن التندر بها، وفي أحيان أخرى تدل على قلة ثقافة الإعلامي، وضعف إلمامه بالمادة التي بين يديه .
وإذا كان للإعلام المطبوع حصة الأسد من الأخطاء الطباعية فإن ذلك عائد إلى المراحل التي يقطعها المقال المقروء حتى يصل إلى القارئ.
وتبدأ دورة المقال من كاتبه إلى المحرر الذي يجيزه مع نوع من التعديلات التي تستلزمها الرقابة أو سياسة الصحيفة أو المجلة، ثم المنضد، والمدقق (اللذين يشكلان الثغرة الأكبر التي تتسلل منها هذه الأخطاء).
وهكذا يخرج إلينا المقال في صورته النهائية مزيناً ببعض الأخطاء التي تحرّف الكلام عن موضعه.
للدعابة أذكر بعض الأخطاء الطريفة من الصحف السورية:
* كتب زميلنا الصحفي الحمصي: نضال بشارة مقالاً يمجد فيه أخلاق الفنان المسرحي جهاد سعد وفي سياق ذكره للجوائز التي حصل عليها جاء في المقال:
(وحصل على جائزة التأنيث الذهبي في تونس).
وكما نعرف فإن البون شاسع بين جهاد سعد وبين الأنوثة.. والصحيح طبعاً جائزة التانيت (بالتاء) الذهبي.
* وفي مقال آخر للزميل بشارة يقول فيه: إن شريعة المثقفين هي الشريعة الأهم..!! والصحيح بالطبع: شريحة المثقفين هي الشريحة الأهم.
* وجاء في مقال لزميل آخر ما مفاده: وأحياناً البوش يؤدي إلى الانتحار..!! ويبدو أن منضد المقال كان من الرفاق المعادين للإمبريالية، والصحيح طبعاً: وأحياناً البوس يؤدي إلى الانتحار.
* وجاء في جريدة الأسبوع الأدبي التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق في سياق خبر عن نيل الشاعر محمود درويش لجائزة القاهرة للشعر العربي:
وقالت اللجنة: إنها كرمت محمود درويش لارتقائه بالضائقة العربية في الشعر..؟؟
والصحيح: لارتقائه بالذائقة العربية في الشعر!!!
أما في الصحافة الرياضية ونتيجة السرعة المطلوبة في طباعة نتائج المباريات تقع الكثير من الأخطاء الظريفة مثلاً:
* لا حديد في بطولة الجمهورية لرفع الأثقال..!!
ولنا أن نتخيل بطولة لرفع الأثقال دون حديد..!
والصحيح: لا جديد في بطولة الجمهورية لرفع الأثقال.
* أعلن الحكم الدمّلي نهاية المباراة..!!
ولن نصرف كثيراً من الجهد لنعرف أن الحكم لم يكن من دمامل (بثور) على وجهه وجسده. والصحيح طبعاً: أعلن الحكم الدولي نهاية المباراة.
* وأوقفت المباراة حتى وصول «سيارة» العميد فلان. والصحيح طبعاً: حتى وصول سيادة العميد فلان.
أما في الإعلام المرئي فحدث عن الأخطاء ولا حرج.
ويكفي أن تتابع نشرة أخبار الثامنة والنصف في القناة الأرضية للتلفزيون العربي السوري حتى تستلقي على قفاك من شدة الضحك..
إحدى المذيعات النابغات قالت في سياق خبر عن الشأن العراقي:
هذا وقد وقع عدة ضحايا نتيجة «انفجار» عدة انفجارات..!!
ولله در هذه النبوغة قد استنبطت تعبيراً سيسجل لها إلى يوم الدين: انفجار انفجارات..!!
مذيعة زميلة لا تقل نبوغاً تلفظ اسم رئيس الوزراء الإيطالي هكذا:
بلير سكوني...!!!
وهكذا دمجت اسم رئيس الوزراء البريطاني بنظيره الإيطالي في اختراع يسجل لها.
زميلة ثالثة قالت في سياق خبر إفريقي:
وكان الرئيس سي غادا ني روبي...!!
وما لبثت أن استدركت قائلة:
عفواً... وكان الرئيس سيغادر نيروبي...!!
مذيعة ثالثة استعرضت طائفة من الأخبار المنوعة فقالت عن أصغر مولودة في العالم والتي ولدت بعد 23 أسبوعاً:
وكان وزن المولودة عند الولادة 230 كيلو غرام..!!
أي أن المولودة كانت بوزن فيل في أول المراهقة...!!.
أخيراً عزيزي القارئ هناك أخطاء طباعية تخدش الحياء العام، ولأنني من الذين يخشون على هذا الحياء «العام» أكتفي بهذا القدر وأقول قولي هذا وأنا متعمد أن أشارك في الخطأ في عنوان مقالي: أخطاء ظباعية.
لكي لا يزعل الوا وا
كما تقول المتربة هيفا «قدس كرّها»... عفواً سرّها..!!