عرض العناصر حسب علامة : الإصدار الخاص

المحرر السياسي: المؤتمر الوطني العام ضرورة سورية أولاً stars

إذا استثنينا «إسرائيل»، فإن الوصول إلى استقرار في سورية، هو مصلحة مشتركة بين كل الدول المجاورة لنا والقريبة منا، وضمناً تركيا والعراق ولبنان ومصر والسعودية وحتى إيران؛ لأن السيناريو المعاكس، أي سيناريو استمرار التوتر والفوضى والاقتتال، من شأنه أن إحداث تفجيرات أكبر وأوسع، ستطال بنيرانها كل المحيط، ضمن الإطار العام للمشروع الأمريكي/«الإسرائيلي» المسمى «الشرق الأوسط الجديد».

تأخير الحل والتكاليف الباهظة

يعرف السوريون أن إمعان السلطة الساقطة في الحل الأمني ورفض الحل السياسي وإعاقة تطبيق القرار 2245 كان واحداً من أهم أسباب ما لحق بنا من خرابٍ وتدمير، وبدا هروب بشار الأسد كما لو أنّه حلٌ سحري لكل المشاكل! فمع أن هذا الهروب المذل أدخل الأمل في قلوب السوريين إلا أن الأشهر التي تلت ذلك عادت لتذكر الجميع ودون استثناء أننا ورثنا تركة ثقيلة، ونحن السوريين سنتحمل وحدنا ولا أحد سوانا تكاليف كلّ ما جرى، لكننا وقبل أي شيء ملزمون في ترك ذلك الطريق الذي فرضته السلطة البائدة علينا، فغياب كل أشكال الحوار الحقيقي بين السوريين لم يكن مسألة عابرة بل ترك آلاف المشاكل التي ينبغي حلّها عبر التفاهم الحقيقي.

إن استمرار تغييب الحوار بين السوريين، يعني تحميل أنفسنا وكل الأجيال القادمة من السوريين حملاً لا يستهان به، ولن يكون تجاوزه مسألة هيّنة، لكننا لا نذيع سرّاً إن قلنا إن الحل لا يزال ممكناً رغم المياه الآسنة التي تحيط بنا، لكن علينا أن نعلم  أن كل يوم تأخيرٍ إضافي يُعقد المهمة ويجعل تطبيقها أصعب ولن يكون أي إجراء قادراً على وقف هذا التدهور ما لم ينعقد مؤتمر وطني عام وشامل، فهذا هو الترياق الوحيد وبعد إنجازه وتنفيذ مخرجاته سنكون مستعدين لملاقاة المستقبل الذي نستحق.

الاعتدال هو السمة الغالبة لدى الشعب السوري

ترافقت الأحداث المؤسفة والجرائم والمجازر التي جرت خلال الأشهر الماضية في الساحل وفي محافظة السويداء وغيرهما، مع صعودٍ غير مسبوق للخطابات الطائفية والتحريضية؛ خطاباتٌ سمتها الأساسية هي تعميم الصفات السلبية على مجموعات بشرية ضخمة ضمن البلاد؛ سواء منها وسم جماعات بالكفر والزندقة والخيانة وإلى ما هنالك، أو وسم جماعات أخرى بالبربرية والتوحش والتخلف وإلخ.

جرى التقسيم... ثم عمّ الأمان والسلام الأرجاء كلها!

ينزلق البعض، في ظل الأوضاع البائسة التي تعيشها البلاد، واستمرار سيلان دماء السوريين بأيدي بعضهم البعض، وتعمق الجراح والأحقاد، إلى التصالح التدريجي مع فكرة التقسيم؛ خاصة وأن الضغط الإعلامي باتجاهها هو ضغط هائل وعلى مدار الساعة، وتسهم فيه أطراف خارجية وداخلية، وجيوش إلكترونية ضخمة.

المحرر السياسي: خطاب الوطنية السورية يشق طريقه صعوداً stars

مع الإقرار بسوء المشهد السوري الحالي وصعوبته، إلا أنه ينبغي فهمه بشكل أعمق لمعرفة الاتجاهات المستقبلية له، والتي تتفاعل وتتراكم وتنضج، وبسرعة مذهلة، حتى وإنْ لم تعبر عن نفسها حتى الآن بأشكال واضحة ونهائية.

افتحوا الباب أمام السوريين ليؤدوا دورهم!

كانت السمة الأساسية للمشهد السوري العام، ومنذ 2011، هي التدهور المستمر والمتسارع على كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية؛ فسلوك السلطة الساقطة واعتمداها على العنف والنهب والإجرام بحق السوريين إلى جانب التدخلات الخارجية، فاقم الوضع العام وراكم المشاكل، وهو ما أنتج تقسيم الأمر الواقع وإفقار الغالبية الكاسحة من السوريين، وتجريف البلاد من أهلها، فضلاً عن سقوط مئات الآلاف من الضحايا، وهو ما جعل المطالبة بتغيير الوضع القائم مطلباً عاماً وشاملاً.

فلنتعلم من غرور بشار الأسد!

ذهب الغرور ببشار الأسد مذهباً بعيداً في السنتين الأخيرتين من حكمه، حين توهم أن تقاطر الدول العربية والغربية على النقاش معه، وعلى فتح الأبواب له للجامعة العربية وغيرها من المحافل، هو انتصار شخصي له ولنظامه. ولكن تعنته وإهداره للفرص التي جرى منحها له، وخاصة عبر ثلاثي أستانا، وإصراره على التكبر على السوريين والعمل لإخضاعهم بالقوة، كل ذلك أودى به إلى النهاية البائسة التي يستحقها منذ سنوات طويلة.

السويداء و«السوق الوطنية الواحدة»

حين تضطرب القلوب، ويطغى التحريض والدم على المشهد العام، يحدث أن التفكير السليم يغيب مؤقتاً لدى قسم غير قليل من الناس، بل ويصبح التفكير بعقل بارد وقلب حار، شكلاً من أشكال النضال الوطني، وضرباً من ضروب «مجاهدة النفس» إن استخدمنا الاصطلاح الفقهي.