افتحوا الباب أمام السوريين ليؤدوا دورهم!
كانت السمة الأساسية للمشهد السوري العام، ومنذ 2011، هي التدهور المستمر والمتسارع على كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية؛ فسلوك السلطة الساقطة واعتمداها على العنف والنهب والإجرام بحق السوريين إلى جانب التدخلات الخارجية، فاقم الوضع العام وراكم المشاكل، وهو ما أنتج تقسيم الأمر الواقع وإفقار الغالبية الكاسحة من السوريين، وتجريف البلاد من أهلها، فضلاً عن سقوط مئات الآلاف من الضحايا، وهو ما جعل المطالبة بتغيير الوضع القائم مطلباً عاماً وشاملاً.
مع هروب بشار الأسد ساد ارتياح لدى شرائح واسعة من المجتمع السوري، لكن إذا ما أردنا تقييم ما جرى خلال الشهور الثمانية الماضية، بدا واضحاً أن التدهور الكارثي لم يتوقف بعد، بل هو يتسارع في بعض جوانبه، والمشاكل القائمة لم تحل، وتجري مراكمة مشاكل جديدة وبؤر توتر إضافية تهدد وحدة البلاد الهشة أصلاً؛ ففي حين كان المطلوب من التغيير أن يتم إيقاف مسار التدهور القائم ويفتح الطريق أمام السوريين لإعادة بناء ما تهدم، يظهر أن التغيير المنشود لا يزال أمامنا، وإن إنجاز ذلك يحتاج لإشراك أصحاب المصلحة الحقيقيين في عملية وطنية شاملة تضع أسس المرحلة الانتقالية وتقودها بأشكال إبداعية يجري التوافق عليها من السوريين عبر مؤتمر وطني حقيقي ينظّم الطاقات الجبارة الكامنة ويفتح الباب واسعاً أمام تيار وطني واسع جرى إقصاؤه لعقود طويلة عن الفعل.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000