عرض العناصر حسب علامة : الأدب

بين قوسين: لذة البطء

ما يحدث أننا نحمل ممحاة ضخمة لمسح ما تراكم على سبورة الحياة اليومية. الذاكرة تتخلى قسراً عمّا راكمته، تحت وطأة السرعة. حدث الصباح يلغيه حدث المساء. العناق الحار في الأمس، قد ينتهي بخنجر في الظهر غداً. هكذا فقدنا لذة التأمل أو ما يسميه ميلان كونديرا «متعة البطء» متسائلاً: «لم اختفت متعة البطء؟ آه أين هم متسكعو الزمن الغابر؟ أين أبطال الأغاني الشعبية الكسالى؟ هل اختفوا باختفاء الدروب الريفية والحقول والغابات والطبيعة؟».

إصدارات: العدد الأوّل من «تبيُّن»

أصدر «المركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات» العدد الأوّل من مجلّة «تبيُّن» التي تُعنى بالفلسفة وبالدراسات الثقافيّة. وتتطلّع هذه «المغامرة» إلى التصدّي لندرة البحوث ذات المستوى الرّفيع، وإلى المساهمة في إطلاق سجالات ومناقشات تهدف إلى تشجيع الكُتّاب العرب على البحث العلمي والنّقد الجادّ، ولتحريك ما أمكن من السّكون الثقافي، خصوصًا أنّ المجتمعات العربيّة بدأت رحلة جديدة نحو المستقبل، ونزعت عنها أردية الامتثال والرّكود، وشرعت في هزّ الثّوابت الصنميّة القديمة. ومجلّة "تبيُّن" إنّما تصدر اليوم في سياق هذه التحوّلات الكبرى كي تواكب حوادثها ومصائرها معًا، وتشارك في تقصّي دوافعها ونتائجها على جميع المستويات الفكريّة والثقافيّة والفلسفيّة.

أن تبقى في الطريق

كيف يمكن أن تشرح لأحد لم ير يوماً زرقة البحر، ولم يعرف سوى اللون الأسود ما معنى "البحر أزرق"؟

ابن بطوطة المعاصر

يواصل الشاعر أمجد ناصر في كتابه الجديد المعنون «رحلة في بلاد ماركيز» الصادر حديثا عن سلسلة «كتاب مجلة دبي الثقافية» الغوص في كتابة أدب الرحلة والأسفار، أو ما درج هو على تسميته بـ«أدب الأمكنة»  الذي سبق وكتب فيه: «تحت أكثر من سماء»، «خبط الأجنحة»، «البحث عن أبي عبد الله الصغير».. والتي دأب على أن يكشف فيها بإحساس الشاعر الشفيف باللغة عن عوالم وثقافات إنسانية متباينة خلال إسهاماته الابداعية في العديد من النشاطات والملتقيات التي كان يحل فيها ضيفا بصحبة أقرانه من الشعراء والكتاب العرب والأجانب.

سلامٌ عليك أيتها الحروف العاليات

ألف هادي العلوي البغدادي في سنوات عمره الأخيرة كتابه الملحمي «مدارات صوفية» ضمنه تراث الثورة المشاعية في الشرق وصدر عن دار المدى سنة 1997. والكتاب من أخطر ما ألف هذا الباحث المجاهد. يقول في تقديم الكتاب: «جاء في مجمله لتعزيز الوجدان المشاعي عند أجيالنا الجديدة لمساعدتهم في الخروج من حجاب العقيدة إلى فضاء الوجدان، ولزعزعة المألوفات التي تعلموها من الثقافة المترجمة. فلكي يكون الإنسان مشاعياً يجب أن يكون له قلب مشاعي لا مجرد فكر مشاعي، بل إن المشاعية لا صلة لها بالفكر بل هي ليست من الثقافة في شيء، بل إن أسوأ غرارات المشاعيين هم المثقفون».

مدينة - مقبرة

وأجرؤ وأقول إني مررتُ بتلك المدينة - المقبرة، حقّاً هي مدينة - مقبرة، سُلطاتها الأولى والثانية والثالثة والرابعة على هيئة ناسها وهم يقودون سيّاراتهم في الشوارع الرئيسيّة والفرعيّة، وجميعها قولوا: شُبِّه لكم. لا إشارة سير، وإذا هناك إشارة سير فهي معطّلة يحاصرها الصدأ. لا علامات، لا على الطريق ولا في الطريق. والسيّارات صراصير. ومثلما يحقّ للشاعر ما لا يحقّ لغيره فالدرّاجات الناريّة، والكثير منها «طرطيقات» من كلّ حجم وجنس، وجميعها بشعة، يحقّ لها ما لا يحقّ لغيرها: تعوم مع السير، ضدّ السير، تحت السير، فوق السير. إنّ أهل «تحت» هم على صورة أهل «فوق» وأهل «فوق» هم على صورة أهل «تحت».

 

ليس باسمي!

..وطنيةٌ طارئة نزلت على (اللص) الذي لم ير في الوطن يوماً سوى غنيمة، ولم ير في الناس سوى رعايا، وراح يرفع سيفهُ (الوطنيّ) في حربه المفترضه على (المؤامرة)

طوابير

إذا ما أراد شخصٌ ما أن يؤلف قاموساً بأكثر الكلمات استخداماً وشيوعاً على لسان السوريين اليوم، ستكون مفردة «طابور» من أولى المفردات التي تُخطّ فيه كما لو أنها تزاحم كلمات أخرى في طابور الأبجدية! 

بين السيرقوني و السيكلما: متمني تكون عندي نظارة

من وقت ما كنت صغيراً، كنت متمنياً يكون عندي نظارة، ولذلك احترمتك..، كنت أحس أن من يرتدي نظارة فهمان بالتأكيد، حاولت كثيراً أن أقنع أهلي بضرورة أن يكون لدي نظارة، لكن عبثاً.

من يملك التاريخ؟

في كثير من الأحيان تتطور المعركة ضد قوى التكفير والأصولية إلى معركة ضد التراث برمته، بما يجعل من هذا الأخير هدية ثمينة تقدم على طبق من ذهب للتكفيريين، ليصبح التاريخ ملكهم، وليصبحوا ممثلين عن هوية المنطقة، وحرّاساً لثقافتها. وهذا المطب وقع ويقع فيه الكثير من العلمانيين واليساريين السابقين ممن يعانون من قصور معرفي في هذا الميدان، الذين لم تسعفهم تجربتهم في التقاط الجوانب التقدمية في تراثنا، والتي تولى مهمة إيضاحها العلامة الشهيد د.حسين مروة، بالمعنى النظري والمنهجي، والتراثي هادي العلوي بالمعنى العملي..