د. عروب المصري د. عروب المصري

بين السيرقوني و السيكلما: متمني تكون عندي نظارة

من وقت ما كنت صغيراً، كنت متمنياً يكون عندي نظارة، ولذلك احترمتك..، كنت أحس أن من يرتدي نظارة فهمان بالتأكيد، حاولت كثيراً أن أقنع أهلي بضرورة أن يكون لدي نظارة، لكن عبثاً.

نظارتك هي السبب، أعرف أنك فهمان، ولذلك لن أضربك!!!، زوجني أهلي في سن الرابعة عشرة، وكانت زوجتي في عمر الثالثة عشرة، كنا أولاداً، لكن لم يعد من الممكن أن أذهب إلى المدرسة بعد ذلك، فلقد أصبحت رجلاً، ومتزوجاً أيضاً.

خذ هذه السيجارة، فليس هناك أحد يراني، لا تخف!!، أتمنى لواستطعت إكمال دراستي، فلربما كنت امتلكت نظارة، تشبه نظارتك.

سيأتي الممرض غداً كي يبدل الضمادة على وجهي، فجرح الشظية كبير....،لقد اخترقت الشظية عظم وجهي..، انتبه أحدهم قادم!، سأنزل الآن.

اتصلوا بي اليوم، ومددوا مناوبتي، انزل لنأكل شيئاً، لا أحد غيري، سنطبخ برغل بالبندورة، ما رأيك؟

أتعرف؟ بعدما استشهد أخي كنت مضطراً إلى أن أحل محله في اللواء، تركت زوجتي وابنتي ذات السنوات الخمس، يا إلهي كم اشتقت لهما.

اخلع قميصك... فبقع الدم تملؤه، وأزراره مقطعة، خذ هذه الكنزة علها تدفئك، انتبه..... كدت توقع نظارتك.

جوعان؟ أعرف أنك جائع...، ذهبت وجلبت الكباب...، أتحب الكباب؟؟ اقترب من المدفاًة. فهي تثلج اليوم، ليتني أستطيع منع باقي السجانين من ضربك.

هات نظارتك لأخبئها حتى لا يكسروها، سأعطيك إياها بعد التحقيق،  كم تمنيت أن تكون لدي نظارة!!

إن رزقت بولد سأضع له نظارة، وسأتركه يدرس ليكبر، عله يصبح فهيماً مثلك...