ليس باسمي!
..وطنيةٌ طارئة نزلت على (اللص) الذي لم ير في الوطن يوماً سوى غنيمة، ولم ير في الناس سوى رعايا، وراح يرفع سيفهُ (الوطنيّ) في حربه المفترضه على (المؤامرة)
...والآخر (الدّيك الديمقراطي) الذي لا يجيد الصياح إلا على مزبلة الخارج شاهراً سيف المعارضة، في حربه (المقدسة) وكل معارضته لا تتجاوز سوى الخلاف على حصص من الثروة المنهوبة، أو ارتزاق على موائد اللئام، أو نزعة انتقاميةُ كيدية.
كلما تقفُ أمام شاشة التلفاز، ترى هذا أو ذاك يتحدث باسم (صاحب الجلالة) الشعب، يفكر عنه، يقرر بالنيابة عنهُ، يحدد مصيرهُ.. وباعتباري واحداً من أبناء هذا الشعب إذا سمح لي (ممثلوه الوحيدون) فإني أعلنُ بأني لم أفوّض أحداً بالحديث باسمي، سواء:
كان ممن راح يحاول استعباد أناس ولدتهم أمهاتهم أحراراً، ويخوّن من بنى الوطن بالعرق والدمّ، وتجبّر على العباد بالسجن أو الرصاص، ومن قتل مواطناً متظاهراً بشكل سلمي، أو شرّد أسرةً سورية من دارها، أو هدّم منزلاً، أو ضلل الناس، وتلاعب بمشاعرها..
أو أحداً من الذين رأى في الخارج (كعبةً)، وفي النفط (إماماً)، وفي الدولار (حليفاً)، وفي التسلح حلاً، وفي رفض الحوار منهجاً، وفي التطرف أسلوباً، وفي الخيانة وجهة نظرٍ، وأخص بالذكر وقبل الجميع أحطّهم، أي ذاك الذي نقل البندقية من كتف لكتف، وكان يعكر صفو حياة البلاد بناسها وأشجارها وحقول حنطتها، وزيتونها، وأمواج بحرها، وفراتها، والألق في ضحكة صباياها والطموح في نظرة شبابها، عندما كان في صفوف النظام، والآن يتباكى على كل هؤلاء بعد أن انتقل الى الصف الآخر..
وعليه فإني أرفض أن يمثلني أي من هذين النموذجين.. أنا يمثلني القلق في عيون الأمهات اللواتي ينتظرن أبناءهن حتى يعودوا من المدرسة أوالجامعة أو العمل، تمثلني دموع من فقدنَ أبناءهنّ، يمثلني صوت الشباب الهادر الداعي إلى التغيير الحقيقي.