أحمد الرز

أحمد الرز

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

منصة الحل.. والسلاح: 2254

 يكاد لا يخفى على أحد اليوم، الهجوم الذي تتعرض له منصة موسكو للمعارضة السورية، سواء بالمعنى السياسي من خلال محاولات الاستبعاد والإقصاء تارةً، والإلحاق والضم والاحتواء تارةً أخرى، أو بالمعنى الإعلامي عبر تغييب خطابها أحياناً واجتزائه وتحريفه أحياناً أخرى. 

احتجاجات رومانيا.. الخيوط تفلت من يد برلين؟

احتلت أخبار الاحتجاجات الحاشدة ضدّ الحكومة الرومانية، صدارة التغطية الإعلامية للعديد من وسائل الإعلام الغربية والعربية خلال الأسبوع الفائت، غير أن هذه التغطية الإعلامية المكثفة لم تساعد جمهور المتابعين في فهم الخلفيات الكامنة وراء المشهد المستجد، في دولة تعد «الصفيح الساخن» الثاني في أوروبا الشرقية، بعد أوكرانيا.

2016 وقائع العالم تنادي: إنه زمن الشعوب..!

لم يكن لأكثر المفكرين والمحللين تفاؤلاً بتغير موازين القوى الدولية أن يتخيل كم التغيرات المتسارعة و«القاسية» التي حملها عام 2016 لدول العالم. في الأعوام السابقة، التي كانت سِمَتها الأساسية اشتداد الصراع الدولي بين قطبٍ متراجع تقوده الولايات المتحدة، وآخر متقدم على رأسه روسيا والصين، ربما كان «مبلوعاً» على مضض، أن يجادل البعض رافضاً الإقرار بتغير موازين القوى الدولية. أما في 2016- وهو طبعاً اجتزاء زمني من مسار تاريخي لا يقبل التقسيم الميكانيكي- فإن الأحداث والوقائع قد أوقفت الجميع على مشهدٍ واضح المعالم، لا ينكره سوى من صُمِّم مسبقاً على ذلك. وبطبيعة الحال، لا بد من الإشارة إلى أن ما سيلي ذكره، ليس تأريخاً لوقائع العام 2016، إنما عرض لتلك الأحداث الأكثر تأثيراً فيه، والتي تشكّل، بمجموعها، انعكاسات للمعركة المتواصلة والمستمرة: معركة الانقضاض على مرحلة الهيمنة الأمريكية الغربية في هذا الكوكب، الذي بات من الواضح أنه لم يعد يُحكم من البيت الأبيض.

 

 

«أيتام الإمبراطورية الأمريكية» يبحثون عن تصدعات

بات القسم الأكبر من «الوصفات التحليلية الجاهزة» لليبراليين العرب مصاباً بالفشل الذريع على مدار الأعوام الماضية، ما دفعهم إلى بناء مجموعة من «خطوط الدفاع» التي كلما انهار أحدها، تقهقرت «تحليلاتهم» إلى الخط التالي بشكل مباشر.

الاتفاق الروسي- الأمريكي.. والارتزاق بوصفه «عملاً صحافياً»..!

ليلة العاشر من الشهر الجاري، ومع بدء الجلسة التي جمعت كلاً من الوفدين الروسي والأمريكي في جنيف، بمشاركة المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، شرعت معظم وسائل الإعلام التابعة لدول وقوى سياسية متضررة من الاتفاق في البحث عن «ثغرات» من شأنها الإيحاء بأن «لا جديد يلوح في الأفق».

 

«الاعتذار».. انتصار من على من؟

لا بد من الإشارة إلى أن المصلحة العميقة وراء احتمال تردي العلاقات بين موسكو وأنقرة، كانت ولا تزال أمريكية خالصة، مرتبطة باستراتيجية قوى رأس المال المالي العالمي الإجرامي المعتمدة على قطع الروابط بين روسيا ومجالها الحيوي، وبتعمُّد خلق الأزمات على طول الخط الفاصل بين آسيا وأوروبا، هذا استراتيجياً. 

 

«هدنة الأضحى» وهلع المتشدّدين من وقف العنف!!

شكّل الحديث عن «هدنة عيد الأضحى» أملاً لدى السوريين بإمكانية نيل قسط من الراحة تتوقف خلاله آلة الحرب المُدمِرة الدائرة في البلاد منذ ما يقارب العشرين شهراً، والتي باتت تمنع أبسط مظاهر الحياة والنشاط الاجتماعي والسياسي. وما لبث أن تبدد هذا الأمل مع تسجيل المزيد من الأعمال العسكرية التي خرقت الهدنة وفتحت الباب أمام «خيبات الأمل» الدولية، وتتالى على أثرها تراشق الاتهامات ما بين الأطراف المتنازعة على الأرض، وسارعت أطراف النزاع إلى إعلان وفاة الهدنة. وضمن هذه المعطيات ينبغي البحث بما خلف هذه الخروقات، ولا سيما أن الهدنة لاقت قبولاً محلياً وإقليمياً ودولياً واسعاً، فهل كان يعني سقوط هذه الهدنة بالضرورة سقوط أي محاولة لاحقة لإخماد نار الاقتتال في سورية؟ أم مازال الأمل قائماً في طي صفحة الصراعات المسلحة؟؟

من الحسم العسكري إلى الفوضى الخلاقة (مخيَّم اليرموك نموذجاً)

لا يزال الواقع في سورية يثبت يوماً بعد يوم أن قوة السلاح فاقدة للقدرة على إيجاد مخرج آمن من مستنقعٍ آسن يتقاتل المهمَّشون فيه في حربٍ لا مصلحة فيها إلا للفساد «الموالي والمعارض». وفي الحرب كل الوسائلِ متاحة، خصوصاً إن كانت تؤمِّن إرباكاَ لقدرة الخصمِ المُحارِب على الصمود، هذا ما يُسمّى في الأدبيات السياسية بمبدأ ميكيافيللي «الغاية تُبرر الوسيلة»، المبدأ الذي دفعت ثمنه في الأزمة السورية مناطقٌ عدة لم يكن مخيَّم «اليرموك» أولها ..

المعارضة اللاوطنية.. إعادة إنعاش الميت

قديماً، وعلى مر العصور، كان يكفي إثبات تورط أي فصيل معارض في أي من بلدان العالم بالاجتماع مع ممثلي سفارة بلد أجنبي حتى يتم طي صفحة هذه المعارضة إلى الأبد، هذا ما يبدو مضحكاً بالنظر إلى آلية عمل بعض «المعارضات» خلال فترة الأزمة، خصوصاً منها من يحمل أجندة واضحة المعالم في تلبيتها لأطماع تاريخية أجنبية، بدءاً من إضعاف الدور الإقليمي لسورية في المنطقة، وإنتهاءاً بتقسيمها إلى دويلات قائمة على أساس إثني وعرقي وطائفي، مما يساهم بإعادة سورية إلى ما قبل عصر الدولة الوطنية.

الواقع أم الظاهر من الأشياء؟

يُصادف، في معرض السجالات السياسية التي تفرض نفسها على الحياة الاجتماعية السورية، أن يتم الرد على من يدعو للحوار والحل السياسي، بوصفهما الطريق الوحيد نحو المخرج الآمن من الأزمة السورية، بدعوةٍ متسرعة للنظر إلى ما تحققه آلة الحرب العسكرية من «انتصارات جزئية» قد تُمهِّد لانتصار أحد الطرفين على الآخر. إن في هذا مثالاً، لا حصراً، من الأمثلة العديدة التي يتم فيها تبني المواقف السياسيَّة انطلاقاً من قراءة مُجتَزأة بعيدةٌ كلّ البعد عن الواقع، وقريبة تمام الاقتراب من ظواهر الأمور التي لطالما عكست صوراً مزيفة عن الحقيقة الموضوعية.