أحمد الرز
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
جاءت جملة الأحداث التي أعقبت غزو «الناتو» لليبيا، والتي حُدِّدت بدايتها بالفيتو الروسي- الصيني، لتدفن معها مرحلة الاستفراد الأمريكي في العالم، ولتجسِّد مرحلة جديدة، سِمتها الرئيسية هي التعددية القطبية في ظلِّ تراجعٍ أمريكي مستمر.
تسير مجريات الخارطة السياسية على الصعيد العالمي نحو التعبير، أكثر فأكثر، عن جوهر التغيرات الحاصلة في موازين القوى الدولية، لترسم الملامح العامة للنظام الدولي الجديد، متعدد الأقطاب والقوى.
يؤكد الاتفاق المبدئي بين إيران وقوى السداسية الدولية، بما يحمله من ضمان لحقوق إيران باستخدام الطاقة النووية سلمياً، واقع التراجع الغربي في إطار الصراع الجاري في العالم بين قوى الهيمنة الآفلة، وقوى السلم الصاعدة.
شرع التحالف السعودي، المستند إلى دول الخليج ودول عربية أخرى، وبضوء أمريكي أخضر من خلف الكواليس، في تدخلٍ عسكري مباشر في اليمن، هدفه المعلن هو «الاستجابة لاستغاثات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لردع الحوثيين».
لا تعكس حالة الاهتمام الدولي المتصاعد بالقضية اليونانية اكتراثاً بالأزمة الداخلية في اليونان، بقدر ما تجسِّد انشغالاً بمستقبل الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، وتالياً بمنطقة اليورو ككل.
في كلِّ معركة شنتها الإمبريالية الغربية على شعوب المنطقة، تحت شعاراتٍ وحججٍ شتى، كان يجري، دائماً، «تخيير» تلك الشعوب بين بلوى الدكتاتورية والقمع والإفقار، و«نعيم» صواريخ «الكروز» والتفتيت الذي يعيد إنتاج الدكتاتورية والقمع والإفقار بأشكالٍ أكثر جذرية.
يكثر الحديث عن تناقضٍ أمريكي صهيوني على خلفية مفاوضات النووي الإيراني. ومابين مهللٍ ورافضٍ للخلاف المفترض، بدا الافتراض وكأنه صحيحٌ بالمطلق، وأنه بمجرد خروج نتنياهو للحديث أمام الكونغرس، ستنقطع «شعرة معاوية» بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
تتصاعد حدة الاشتباك الحاصل، بأدواتٍ عدة، بين منظومة الغرب الإمبريالية ومنظومة «البريكس» وحلفائها. ومع تراجع التيار الأول، يشهد الإقليم تغيرات من جنس المتغير الأكبر الحاصل في ميزان القوى الدولي.
يمكنك كإنسان جهد الإعلام العالمي على تلقيمه ترهات «نهاية التاريخ»، أن تتصلب في نظرتك لأمريكا كسيدة على هذا الكوكب لا يمكن لها أن تتراجع، فقط إن أسدلت ستاراً على عينيك، وصممت أذنيك بشمعٍ أحمر.
في زمان سحيق، عندما كان يحتدم الاحتقان الاجتماعي وتظهر بوادر عدم الرضا بين أوساط أفراد القبائل «البدائية»، وجدت زعامات تلك القبائل ملاذها الآمن من تبعات تغييرٍ محتمل: إنها سياسة التلويح بخطرٍ خارجي يهدِّد وحدة القبيلة. السياسة التي تمسد التربة لنمو العصبيات القبلية، وتؤمِّن التفافاً شعبياً واسعاً حول الحكم.